الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«واحد + واحد» رواية تفتش فى جدليات العالم الآخر

«واحد + واحد» رواية تفتش فى جدليات العالم الآخر
«واحد + واحد» رواية تفتش فى جدليات العالم الآخر




كتبت - سوزى شكرى

«حين يبحث الإنسان عن الحقيقة وهو يعلم مسبقا أنه من الصعب الوصول إليها، خصوصا إذا كان السؤال ليس له إجابة محددة، ماذا بعد الموت؟ بالطبع كل من سبقونا لم يعد منهم أحد للحياة ليحكى لنا ما شاهده، لكننا يوما ما سنحلق بهم عندها سوف نعرف الحقيقية «هكذا يتحدث الكاتب د.محمد حنفى الجبالى فى روايته الجديدة «واحد + واحد = واحد» الصادرة عن دار نشر ابن رشد، يراوده سؤال: أين ستجتمع الأرواح حتى البعث فى انتظار يوم الحساب؟. أسئلة يطرحها الدكتور محمد الجبالى.
الفصل صفر بعنوان «الرحلة» أطلق فيه الكاتب الحرية للخيال ممزوجا بالأسئلة الفلسفية متمثلة فى شخصية «حسن البصرى» يتحاور روحا بلا جسد، وصف الروح بأنها حزمة من الضوء لا تستطيع الوقوف ولا الجلوس، حيث يصف لنا «البصرى» نفسه وهو راقد ملفوف بعدة طبقات من القماش الأبيض فى صندوق الموتى عن ما يدور فى ذهنه!، وهنا نتوقف لحظات ونعيد التساؤل: هل يفكر الموتى؟ هل يشعرون هل يرون هل يسمعون؟ نموت بالجسد والأرواح والحواس لازالت تؤدى دورها وعملها، يصف لنا رحلة الدفن التى يتصدرها الشيوخ والمشيعون إلى أن وصل إلى المسجد وسارع الجميع بخلع الأحذية للدخول لتلقى النعش، وإن كان يرافقه نعش آخر ولا يعرف إن كان لرجل أم لامرأة «وأخرجنى المشيعون وأنا مرعوب من مكانى الجديد انه قبرى».
عشت حياتى أخاف من قبرى، وانطلق المشايخ فى عملية تلقينى، سيهبط عليك ملكان ويسألونك عن دينك وعن نبيك، وجدت نفسى مشغولا بالتفكير فى ماهية الملائكة الذين أتوقع وصولهم فى أى لحظة؟ ماذا عن أسئلتهم؟ وكم عدد الملائكة المخصصين لسؤال القبر فى العالم كله؟ وهل من يتولون سؤال المسلمين يختلفون عن من يسألون المسيحيين واليهود؟ وما هى اللغة التى يتحدث بها الملائكة كل بحسب لغة المتوفى؟ وكم يستغرق توقيت الأسئلة؟ وهل أسئلة النساء وإجاباتهن سوف ستغرق وقتاً أطول باعتبارهن نساء كثيرات الكلام؟ يقول بطل الرواية: بدأت استرجاع حياتى، اسمى «حسن البصرى» محاسب، رحلت وعمرى 58 عاما ولم أحصل على معاشى.  
أما الفصل الأول فجاء بعنوان «حياة» يعود بنا «البصرى» ليصف لنا حياته قبل رحلته إلى الموت، رحلته مع أولاده وزوجته التى كان يعشقها وكانت دائما تنشغل عنه بأمور الحياة المعتادة.
الفصل الثانى حمل اسم «حروب» ويسترجع فيه «البصرى» علاقته بأصدقائه ولقاءاتهم وأحاديثهم عن الحروب والمحاربين والشهداء، وأنه فى أحد مقامات عزاء الشهيد تمنى الكل أن يكون مكان الشهيد، وتعود روحه لنفس السؤال من الموت وحتى الحشر أين ستجتمع الأرواح حتى البعث».
الفصل الثالث بعنوان «موت تحدث فيه الكاتب عن ما حدث للبشر بعد الثورة، الجميع تغير حتى زوجته كفت عن الكلام المعتاد، ويقول «البصرى»: «جاء موعد استيقاظى لم استيقظ، وأحسست وقتها أنى رحلت، وموتى حدث بشكل مفاجئ حتى أننى لم أحس بوصول عزرائيل، وسمعت كل ترتيبات جنازتى».
 الفصل الرابع «البداية»: تقابل «البصرى» مع أصحابه عشرة السنين، وتبادلا الحوار حول عن الملائكة وأسئلتها وحول مواقف قديمة بينهما وكأنهم أخذوا ذكرياتهم معهم فى الآخرة.
 الفصل الأخير «البداية من جديد أو النهايات عودة للبدايات» وصل «البصرى» ومعه أصدقاؤه إلى مكان يصفه أنه شلالات النور ورأوا ملائكة قادمين إليهما لهم أجنحة، فسأل «البصرى» الملائكة أين نحن؟ فأجابه: أنتم فى بداية السماء الأولى التى لا يعرف مداها ونهايتها إلا الله، وقال له الملاك سأسألكم سؤال ولو عرفتم إجاباته لاقتربتم كثيرا من بعض وانتهت الحروب والخلافات، كم يبلغ مجموع «واحد+ واحد»، فأجاب «البصرى» اثنين، قال الملاك: إجابة خاطئة، الله واحد خلق الدنيا من رجل وامرأة، واحد + واحد، ولكن كل منهما احتفظ بجنسيته وأنجب أطفالا، «ذكر وأنثى» ولم يختلطا، وكان الحاصل دائما «واحد + واحد يساوى الواحد».