الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

يوسف أحمد.. أثرى أعاد الخط الكوفى للحياة على جدران المساجد

يوسف أحمد.. أثرى أعاد الخط الكوفى للحياة على جدران المساجد
يوسف أحمد.. أثرى أعاد الخط الكوفى للحياة على جدران المساجد




كتب- علاء الدين ظاهر

قال عنه الإمام على «كرم الله وجهه»: «عليكم بحسن الخط، فإنه من مفاتيح الرزق»..هو ليس مجرد حروف بل تاريخ كبير وفن أجاده البعض حتى المهارة وحازوا شهرة ومكانة كبيرة فى التاريخ، أحد هؤلاء الأثرى الكبير الراحل يوسف أحمد الذى يعد من أساطين وفنانى الخط العربى وإن كان الخط الكوفى تحديدا هو الساحة التى أبدع فيها وصال وجال حتى أصبح مدرسة تخرج فيها كثيرون، وهو ما أكدته الدراسة التى أجراها الدكتور محمد حسن من مكتبة الإسكندرية.
وحسب الدراسة التى أجراها الدكتور محمد حسن يعد يوسف أحمد «1875-1942م» هو باعث الخط الكوفى فى العصر الحديث، وذلك بعد أن ظل أجيالا لا يعرفه الناس إلا رسوما وأشكالا يصعب عليهم قراءتها، وتمييز حروفها بعضها عن بعض، ومن العجيب أن نبوغ يوسف أحمد فى قراءة وكتابة هذا الفن كان من تلقاء نفسه دون أن يتلقاه عن معلم، بل اعتمد على ذاته فى تلقى هذا الفن والتمرس به حتى أتم إتقانه، وكان فيه إمام الخطاطين وأستاذهم المدقق فى العصر الحديث ووصفته الدراسة بالأثرى الكبير الذى كانت أعماله كمفتش آثار فى لجنة حفظ الآثار العربية تشهد على تفوقه وريادته العلمية والثقافية، وقد أخرج فنانى خط كثيرين على درجة عالية من المهارة,حيث تعدى مهمته من مجرد فنان يجيد الخط ليصبح عالما وصاحب مدرسة ورسالة,بجانب أنه جعل من الخط الكوفى ثقافة بصرية وتشكيلية جديدة لم تعتدها العين الفنية من قبل.
ومن أبرز أعماله المكتوبة «فاروق الأول..ملك مصر.. عز نصره» بتصميم مبتكر لاسم حضرة صاحب الجلالة الملك «فاروق الأول» فى شكل تاج ملكى، كما جاء فى وثائق عن كتاباته، وهذا التصميم قال عنه غير مسبوق فى نوعه ونظامه، إذا روعى فى تكوينه فكرة الشارة الملكية وتم عمله سنة 1356هجرى، كذلك لوحة من الطراز المملوكى كتبت عام 1345هجرى، ويونيه 1927ميلادى، وقد أهدتها الجامعة المصرية إلى أختها كلية جامعة لندن بمناسبة عيدها المئوى.
كذلك من أبرز أعماله تصميم فى شكل نافذة من طراز الخط الكوفى الأندلسى ببعض التصرف,ويلحظ فيه نجاح التماثل مع التفنن فى التكوين، كما يلحظ جمال تفرع الألفات واللامات التى انتهت إلى تكوين نجوم داخل دائرة العقد تحصر فى وسطها نجمة كبيرة مثمنة، وكتب سنة 2321هجرى.
ودائرتان كتب داخل كل منهما عبارة «حسين منى وأنا من حسين» فى وضعين مختلفين وتتميز الثانية عن الأولى بفاصل زخرفى على هيئة رنك، والكتابة من الطراز الخط الكوفى المملوكى بتصرف، وقد كتبتا سنة 1337هجرى، وانتخبت الأولى فصنعت فى ثريا نحاس على قبر السلطان حسين كامل الأول بجامع الرفاعى.
كما كتب لوحة سنة 1334هجرى وقدمها مجلس المعارف المصرى للسلطان من طراز الخط المملوكى، كما وضع تصميما لأنموذج وسام محمد على لكنه لم ينفذ، ومكتوب فيه «ثلاثة تحصن الملك.. الرأفة والعدل والجود» داخل دائرة كبيرة، وتقسمها دائرتان فى كل منهما ثلاثة أهلة ونجوم، وفى وسط الدائرة الكبرى اسم محمد على، ورسم سنة 1333هجرى.