السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دلائل النبوة «2»

دلائل النبوة «2»
دلائل النبوة «2»





الشيخ علاء إبراهيم
خطيب مسجد عمر بن الخطاب بالزيتون

السلطان يمثل ذروة سنام الجاه والشرف وهو اخر ما يتخلى عنه المرء، هذا إن تخلى عنه، وقد تضعف قوة الرجل ويزهد النساء أو يقنع بالقليل من المال لكنه لا يقنع بالقليل من السلطان، فما أن تبصر عيناك اثنين وحدهما فى المدينة إلا وتسارعا أيهما يأخذ مكان السلطان.
فهذا فرعون أهلكه الجاه والسلطان (قال ياقوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون).
نعم قد يكذب الشخص ابتغاء الفخر والجاه، فانظر إلى مسيلمة الكذاب كيف كان يريد الفخر والجاه ولو مؤجلا، فقد طلب من  النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل له الأمر من بعده فى مقابل أن يعلن هو التصديق والإذعان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مسيلمة للرسول (لو شئت خلينا بينك وبين الأمر ثم جعلته لنا من بعدك) فقال له النبي صلى الله عليه وسلم (لو سألتنى هذا القضيب – وكان يحمل فى يده عصى – ما أعطيتكه) فانظر الى الكذاب يريد أن يتخذ  النبوة طريقا للفخر الذى ينقصه  والشرف الذى يتمناه، وتذكر المصادر التاريخية أن بنى حنيفة قوم مسيلمة سعوْا بكل قوة لانتزاع وعدا من النبي صلى الله عليه وسلم بأن يخلف من بعده مسيلمةَ فالحلم كان يراود القوم كما كان يراود سيدهم.
والجاه: أن ينسب اليك الشىء وأن يُشار إليك بالبنان ويَنسب الناس إليك ما بنيته وحققته فمن بنى مصنعا يكتب عليه اسمه ومن أنجب ولدا ينسبه إلى نفسه وفى كل هذا فخر ولذلك كذب الكذابون وادعى المدعون لأجل الفخر والجاه.
ولو دققنا النظر فى حال سيدنا (محمد) -صلى الله عليه وسلم - لوجدنا أنه لم ينسب شيئا فى الإسلام لنفسه لا من قريب أو بعيد، وكان من الطبيعي لو أن القران من اختلاقه والدين من وضعه أن تطغى شخصيته عليه، فمن ألف كتابا لابد أن ترى آثاره فى جميع أركان الكتاب وتَشْتَم نسماته فى جوانب الحروف، وليس شىء من هذا فى القران.
أقرب ما يوضح لك فكرة ما نقول أن اسم سيدنا (محمد) -صلى الله عليه وسلم -  ذكر فى القران 4 مرات...تخيل رجلا يؤلف كتابا يَذكر فيه اسمه بهذا العدد الزهيد، بينما يذكر غيره من الأسماء أكثر من اسمه، فترى فى القران
موسى 139 إبراهيم 69 يوسف 26   عيسى 9
وتُذكر مبادئ الإسلام التعبدية بكثرة
الزكاة 32  القران  68
أو المبادئ العامة الصبر 114  العدل وإن دل هذا فإنما يدل أن القران  لا يطلب جاها شخصيا لأحد وإنما يريد تثبيت الأفكار والقيم والمبادئ  وإن عقدنا مقارنة فى الكتب الأخرى سواء المحرفة منها كالإنجيل أو الموضوعة من أصلها كالأقدس عند البهائية.
وإذا نظرت فى الأقدس على صغر حجمه وركاكة لفظه وضعف منهجه لا تجد اسما يذكر بعد اسم  الله بصفته المخاطِب إلا اسم البهاء حتى أن الله فى زعمهم ينادى الناس ب ياأهل البهاء
كما جاء (ياأهل البهاء قد وجب على كل واحد منكم)
(ألا ترجع الى أهل البهاء الذين لا يتكلمون إلا بإذنه)
(إنه من أهل البهاء)
وهو بهذا يريد أن يخلد اسمه لأن كتابه باختصار كتاب شخصى.