الأربعاء 25 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البتانون» تحرج «الصحة» بمركز طبى عالمى

«البتانون» تحرج «الصحة» بمركز طبى عالمى
«البتانون» تحرج «الصحة» بمركز طبى عالمى




المنوفية – منال حسين


استطاع أهالى قرية البتانون التابعة لمركز شبين الكوم إنشاء أقوى صرح طبى خيرى «المركز الطبى الخيرى بالبتانون B.M.C» يبعد عن شبكة كهرباء البتانون بـ50 مترا، أعلى مسجد رياض الصالحين بطريق البتانون – الكوم الأخضر، وذلك لخدمة أهالى القرية خاصة، ومحافظة المنوفية عامة، من خلال الجهود الذاتية والتبرعات من أبناء البتانون وعدد من رجال الأعمال، فضلا عن أن فكرة إنشائه جاءت بعد فشل مديرية الصحة بالمنوفية فى توفير مراكز طبية آدمية وتدهور أحوال الوحدات الصحية، وإهمال المسئولين فى تطوير مستشفيات المحافظة.
ويشمل الصرح الطبى مركزا للغسيل الكلوى يخدم مرضى الفشل الكلوى، ومركز حضانات للأطفال حديثى الولادة، بالإضافة إلى مركز متكامل للعناية المركزة، لتقديم خدمة صحية ممتازة وبأسعار رمزية، ناهيك أنه يهدف إلى توفير الرعاية الصحية المتكاملة ذات سرعة وجودة عالية، وعودة أخلاقيات المهن الطبية، وتحسين الرعاية المقدمة للمرضى والوافدين، من خلال الاستعانة بكفاءات طبية وإدارية عالية، على أن تكون هناك مساواة بين الجميع دون تدخل للوساطة أو المحسوبية.
«روزاليوسف» تجولت فى «البتانون» ورصدت روح التعاون بين أهالى القرية، ومدى حرصهم على إصرارهم على إنشاء صرح طبى.
فى البداية يقول المحاسب محمد الشاذلى، مدير حسابات بشركة أدوية، ومسئول السوشيال ميديا للمركز الطبى الخيرى بالبتانون، وأمين صندوق جمعية تنمية وإصلاح المجتمع بالقرية: إن المركز الطبى سيكون أفضل وأقوى مركز غسيل كلوى بمحافظة المنوفية، يتم من خلاله تقديم خدمة تليق بالأهالى والوافدين إلى المركز، منوها إلى أن المركز سيوفر نحو 26 ماكينة غسيل كلوى بالمركز، و10 حضانات للأطفال حديثى الولادة.
ويلفت الشاذلى إلى أنه حتى الآن تم توقيع عقد 5 ماكينات للغسيل الكلوي، وهو الحد الأدنى لتشغيل المركز بقيمة 450 ألف جنيه، تم سداد 180 ألف جنيه ثمن 2 ماكينة، وباقى المبلغ عند الاستلام، مشيرا إلى أن هناك عددًا من رجال الأعمال قاموا بإنشاء وحدة لمناظير الجهاز الهضمى والمقاولون لتبدأ فى العمل مع وحدة الغسيل الكلوى كمرحلة أولى للمركز، علاوة على أن الدكتور السيد الشايب، رئيس وحدة المناظير بجامعة المنوفية، تطوع بإدارة الوحدة، وذلك بمعاونة فريق طبى على أعلى مستوى، وجار التنسيق مع الشركة الطبية التى ستقوم بتوريد المناظير إلى الصرح الطبى.
وينوه مسئول السوشيال ميديا بالمركز الطبى، إلى أن اهتمام القائمين على المشروع بتوفير وحدة عناية مركزة متكاملة، يرجع إلى تزايد أعداد المتوفين فى الفترة الأخيرة، وارتفاع نسبة المصابين بالنوبات القلبية، فى ظل عدم وجود أى أماكن بالمستشفيات الحكومية، خاصة العناية المركزة، بالإضافة إلى جانب سوء الخدمات الطبية والصحية المقدمة لهم، وهو الأمر الذى عزز لدينا ضرورة توفير وحدات عناية مركزة للقلب ووحدات عناية مركز للجراحات، لإنقاذ المرضى الذين تتجاوز نسبة إصابتهم بالنوبات القلبية 2%، ولا يستطيعون العلاج على نفقتهم الخاصة، ولا التكيف أيضا وارتفاع أسعار العيادات والأطباء الخاصة.
أما محمود عبدالتواب، أحد الأهالى، فيؤكد أنه تم اختيار وحدة الغسيل الكلوى، بعد إجراء دراسة على عدد من الحالات التى تقوم بعمليات غسيل كلوى أسبوعيا من خلال تقارير جامعة المنوفية، ومستشفى شبين الكوم التعليمى «القصر»، ومستشفى الشهداء المركزى، حيث تبين أن أكثر من 200 حالة من قرية البتانون تقوم بالغسيل الكلوى 3 مرات أسبوعيا، الأمر الذى كان حتما علينا توفير وحدة غسيل متكاملة تخدم فقراء القرية.
ويوضح السيد شريف إسماعيل، من أهالى البتانون، أن حالتهم لا تسر عدوًا ولا حبيبًا، فى ظل انعدام دخل الكثير منهم، فالأغلببية فقراء لا يملكون قوت يومهم، ولا التكاليف المالية الباهظة بخصوص العيادات الخاصة، مشيدا بالمركز الطبى، الذى سيرحمهم من العذاب ورحلة كعب داير من الوحدة الصحية إلى المستشفيات الحكومية، بل ومن الموت الذى كان يواجهه بعضهم من المرضى الذى يعيشون تحت خط الفقر، مناشدا الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، ووكيل وزارة الصحة بالمحافظة، بضرورة التدخل ودعم المركز بما لم يتمكن من تجهيزه الأهالى.
يشار إلى أن أهالى قرية «البتانون» كانوا يعانون من سوء حال وتدهور الوحدة الصحية الموجودة بالقرية على مدار سنوات طويلة، حيث العجز الصارخ فى طاقم الأطباء، ما يجبرهم على الذهاب إلى المستشفى المركزى بشبين الكوم، ناهيك عن عدم التزام الأطباء بمواعيد الحضور والانصراف، خاصة أنه لا يأتى للوحدة سوى طبيب واحد فى العاشرة صباحا، ويغادر الواحدة ظهرا، ضاربا بالمواعيد المحددة عرض الحائط.
أيضا كان طبيب الوحدة الصحية لا يلتفت إلى الحالات المرضية الموجودة ويصر على الذهاب وترك «الجمل بما حمل»، ورغم مناشدات الأهالى لمحافظ المنوفية، ووكيل وزارة الشئون الصحية بالمحافظة، بضرورة الاهتمام بمشاكل الوحدات الصحية الموجودة بالقرى وتوفير الأدوية اللازمة وسد احتياجاتها من الأطباء، وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب، إلا أن الوضع كما هو لم يتغير، بل وكانت الخدمات الصحية تزداد سوءا يوما تلو الآخر.