الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شيخ الأزهر: لا يصح الجهاد فى الإسلام إلا إذا كان فى سبيل الله

شيخ الأزهر: لا يصح الجهاد فى الإسلام إلا إذا كان فى سبيل الله
شيخ الأزهر: لا يصح الجهاد فى الإسلام إلا إذا كان فى سبيل الله




كتب - صبحى مجاهد

 

قال د. احمد الطيب شيخ الأزهر: إن الغاية من الجهاد فى الإسلام هو أن يكون فى سبيل الله، ولا يصح الجهاد ولا يقبل من المسلم إلا إذا كان فى سبيل الله، وهذه مسألة متعلقة بالنية، ومن أجل ذلك قد يخرج المسلم ويقاتل وقد يقتل ولكنه لا يكون مجاهدا ولا يكون فى سبيل الله ولا يكون شهيدًا، ولا يحصل على أى ثواب، والجهاد فى سبيل الله يعنى بالتأكيد فى سبيل العدل، والسلام، والأمن، وكل ما هو معروف عن أهداف الأديان أو أسباب نزولها للإنسان، مشيرًا إلى  أن الحرب فى الإسلام لا يمكن أن تكون من أجل التوسع، أو من أجل الاستعمار، أو من أجل القفز على أراضى الآخرين وامتلاكها، أو من أجل الحصول على مقدرات الشعوب الأخرى، أو من أجل استعراض القوة، أو من أجل الترويج للسلاح أو بيعه، فهذه الأهداف فى فلسفة الإسلام، أهداف هابطة،  حركت كثيرًا من حروب الحضارات القديمة والحضارات المعاصرة الآن.
وأضاف  فى بيان الأزهر الشريف  أن الفتوحات الإسلامية لا تعد توسعات لكنها من باب حمل هذا الهدى إلى الناس، والناس أحرار بعد ذلك فى الدخول فى هذا الهدى أو البقاء على ما هم عليه، وأما  الحروب التوسعية أو الاستباقية فكانت من أجل تأمين الحدود، فإن لم يتوسع الإسلام فسوف يُقضى عليه من الروم أو الفرس آنذاك، وهذا هو جهاد الطلب، وأما جهاد الدفع فهو الذى قام به النبى - صلى الله عليه وسلم- حينما هوجم فى المدينة ودافع، فكان هذا النوع من الجهاد من الحروب الدفاعية البحتة من أجل حماية هذا الدين الجديد وحماية أرض الإسلام، لا من أجل نشر فكرته.
وأشار  إلى أن الإسلام لا يعرف شراء الذمم ولا يُرْغِمُ أحدًا على الدخول فيه سواء أكان الإرغام بالتهديد بالسلاح أم بالإغراء المادى كما تفعل بعض الأنظمة التى تشترى ضمائر الفقراء بالمال فى مقابل التمذهب بمذهب معين أو الدخول الجمعية الفلانية، فالإسلام ضد أن تأتى العقيدة عن طريق الضغط المعنوى أو المادي، انطلاقًا من قوله تعالى: «لا إكراه فى الدين»، وقوله تعالى: «فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»، ويروى أن امرأة غير مسلمة جاءت لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- لحاجةٍ عنده، وبعد أن أداها دعاها إلى الإسلام بالحسنى فامتنعت فخشى أن يكون فى كلامه وهو الإمام القوى إكراه لها فقال: «اللهم إنى لم أكرهها ثم تلا قوله تعالى: «لَا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَىّ»، مؤكدًا أنه لا فائدة من مسألة الإرغام هذه، لأن الإيمان اعتقاد قلبى ولا يمكن أن يفرض، ولم يحدث على الإطلاق فى تاريخ الفتوحات الإسلامية، أن رُفِع سيف لإرغام أحد على النطق بالشهادتين، وأما أكذوبة انتشار الإسلام بالسيف التى أسسها الرومان، كان الهدف منها تبرير ظاهرة انتشار الإسلام فى أقل من 80 سنة من الغرب للشرق.