الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حقيقة الفدية عن الصوم

حقيقة الفدية عن الصوم
حقيقة الفدية عن الصوم




أَبلُغُ من العمر ثمانية وثمانين عاما، وأنا مريض وأتناول أدوية وحُقَنًا، فما هى الفدية عن صيام رمضان؟

وتجيب دار الافتاء المصرية قائلة: قال الله تعالى: {فمَن كان منكم مَرِيضًا أو على سَفَرٍ فعِدةٌ مِن أَيّامٍ أُخَرَ وعلى الذين يُطِيقُونَه فِديةٌ طَعامُ مِسكِينٍ} (البقرة:184). أى أنه للمريض مرضًا يُرجى بُرؤُه وللمسافر الترخصُ بالإفطار ثم عليهما القضاء بعد رمضان، أما المريض مرضًا لا يُرجى برؤه وكذا الشيخ الفانى والمرأة العجوز الذين لا يَقوُون على الصيام فى رمضان ولا فى غيره فعليهم الفدية، وهى إطعام مسكين عن كل يوم، وذلك مقداره مُدٌّ من طعام، أى حوالَى كيلو إلاّ رُبُعًا من الأرز أو القمح أو ما شابه.
فالعبرة ليست بالسن مطلقا ولا بالمرض مطلقا، فرًّب كبيرِ سنٍّ يقوى على الصيام بينما لا يقوى مَن هو أصغر منه، ورُبّ مريض بداء عضال ولكنه لا يمنع مِن الصيام بينما هناك مِن المرضى مَن ابتلى بداء يُرجى برؤه ولكنه يمنعه فى أثناء مرضه من الصيام أو يجعله شاقا عليه.
وعليه وفى واقعة السؤال فنسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية ونقول: إن كنتَ لا تتوقع مِن نفسك القدرةَ على الصيام بعد رمضان وقضاءَ ما تفطره بسبب المرض فيه - وذلك يكون بالرجوع إلى الأطباء المتخصصين - فعليك الفدية عن كل يوم، ولك أن تجمع ذلك كله فى نهاية الشهر أو تخرج فديةَ عدةِ أيامٍ انصَرَمَت وانقَضَت، ولا تخرج عن الأيام المستقبلة، فإن أَخرَجتَ الفديةَ فى هذه الحالة ثم زال عنك المرض وقَوِيتَ على الصيام فلا يلزمك الصيامُ، ويكفى ما أخرجتَه من الفدية؛ لأنك كنتَ مخاطبا بها، وقد فعلتَ.
 وأما إن قال الأطباء المتخصصون إنه من المأمول الصيام بعد زمن وأنت تعلم مِن نفسك القدرةَ على الصيام إذا زال عنك المرضُ أو خِفتَ وطأتَه فلا تُخرِج الفدية؛ لأن الواجب فى حقك هو القضاء حينئذ.
والله سبحانه وتعالى أعلم