الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مسائل بترولية (2)




أواصل ما بدأت بالأمس حول بعض المسائل البترولية‮.. ‬وأعود إلي القضية المثيرة للجدل‮.. ‬تصدير الغاز المصري لإسرائيل‮.. ‬والتطور الذي حدث في هذا السياق‮    (‬بناء‮).. ‬لأنه أحدث تعديلاً‮ ‬في سعر التصدير‮.. ‬ولم‮ ‬يوقفه كما كانت بعض القوي في مصر تريد وتناضل وتشتم من أجل    ذلك‮.‬

لست مع وقف التصدير الذي‮ ‬يطالب به البعض‮.. ‬ليس فقط لأسباب تتعلق بالموقف القانوني الذي توجبه اتفاقية السلام وملحقاتها مع إسرائيل‮..‬ولكن أيضًا لأنه كما نستفيد من تصدير إسرائيل إلينا وفق اتفاقية الكويز التي‮ ‬يستفيد منها قطاع الغزل المصري‮.. ‬فإن علي إسرائيل أن تستورد منا‮.. ‬هذا مفيد في تعديل كفتي الميزان التجاري‮.. ‬والأهم لأن هذا‮ ‬يعني‮ (‬اعتمادية‮) ‬إسرائيلية علي الطاقة المصرية‮.. ‬لا أحد من هؤلاء المناضلين‮ ‬يهتم بتأثيرها‮.. ‬وينظر أيضًا تحت قدميه‮.‬

وحين قررت مصر أن تصدر الغاز إلي إسرائيل‮.. ‬عملاً‮ ‬ببنود اتفاقية السلام‮.. ‬فإنها لا تصدر البترول‮.. ‬الغاز سيضمن أن تذهب الطاقة المصرية إلي الآلة المدنية الإسرائيلية‮.. ‬وليس إلي الآلة العسكرية‮.. ‬وحين‮ ‬يتم تطبيق الاتفاق الذي‮ ‬يعود أساسه إلي عام‮ ‬2005‮ ‬فإن الشركة الإسرائيلية المشترية إنما تعتمد علي‮ ‬غازنا في إنتاج‮ ‬40‮ ‬٪‮ ‬من كهرباء إسرائيل كما قالت وكالة رويترز‮.. ‬بينما‮ ‬يقل اعتمادها بالتدريج علي إنتاج حقل‮ ‬غاز تقوم به شركة أمريكية إسرائيلية‮.‬

‮ ‬لهذه الخطوة أبعاد سياسية مهمة‮.. ‬وهي تنفي عن إسرائيل ما تقول به من أننا نضمر لها العداء الدفين‮.. ‬نحن ملتزمون بالسلام‮.. ‬والغاز المصري أحد الأدلة‮.. ‬وتلك رسالة مهمة للعالم‮.. ‬يتغافل عنها أولئك المزايدون في القاهرة‮.. ‬والذين‮ ‬يحلمون بأن‮ ‬يتم إغلاق جميع أبواب الدخل القومي‮.. ‬وأن نهدر جميع أوراق التأثير المصرية وقد أصبح الغاز المصري من أبرز ما فيها‮.‬

وأنتقل إلي مسألة أخري‮.. ‬من مسائل البترول‮.. ‬وقد أثارتها تلك الحملة الدعائية التي تبث الآن علي الشاشات بعنوان‮ (‬ثروتنا لبلدنا‮)..‬وهي الرسالة التي ابتدعها عمل الصديق الدكتور سامي عبدالعزيز‮.. ‬الأستاذ الجامعي المعروف وعضو أمانة الإعلام في الحزب الوطني والكاتب في‮ ‬روزاليوسف‮.. ‬رسالة موجزة‮.. ‬ودقيقة‮.. ‬وبسيطة علي بلاغتها‮.. ‬وقد أحسن قطاع البترول حين أقرها‮.. ‬لأن الصحافة الخاصة قامت بتشويش كبير خلال العامين الماضيين علي معاني قيمة الاستفادة من تلك الثروة‮.‬

‮ ‬ليس من عاداتي أن أعلق علي مثل تلك الحملات‮.. ‬ولكنها الوسيلة التي وجدتها قطاعات الحكومة مفيدة ومجدية لكي تبلغ‮ ‬رسالتها للرأي العام‮.. ‬في ظل شعورها بالاحتياج إلي هذا من أجل أن تحدث تغييرا في اتجاهات الناس‮.. ‬أو أن تشرح لهم ما لا‮ ‬يصلهم من رسائل إيجابية عن قطاعات مهمة في مصر‮.. ‬وفي صدارتها قطاع البترول‮.‬

والرسالة مدعومة بتطبيقات واضحة‮.. ‬تظهر للناس ما الذي‮ ‬يحققونه من فائدة من تلك الثروة‮.. ‬بدءًا من أنبوبة البوتاجاز التي تحظي بقدر هائل من الدعم‮.. ‬وصولاً‮ ‬إلي الغاز الذي‮ ‬يجد طريقه إلي مختلف المحافظات‮.. ‬وقد تعهد وزير البترول بأن‮ ‬يصل إلي نهاية الصعيد قبل نهاية العام الحالي‮.. ‬ويبدو أنه في طريقه إلي تنفيذ هذا التعهد‮.. ‬وفق المعدلات المرصودة للإنشاءات‮.‬

المسألة الأخيرة في هذين المقالين‮.. ‬هي أنه علينا أن نرصد لماذا‮ ‬يحقق ذلك القطاع نجاحًا مضطردًا‮.. ‬بحيث تمكن من أن‮ ‬يساهم في معدل النمو خلال العام الحالي بنسبة‮ ‬5‭.‬17٪‮ ‬بحيث سجل أعلي معدل نمو اقتصادي بين قطاعات الدولة‮.. ‬ورغم أن الانخفاض في إجمالي قيمة الصادرات والواردات،‮ ‬إلا إنه حقق فائضًا في الميزان التجاري البترولي بلغ‮ ‬5‮ ‬مليارات دولار‮.‬

والإجابة بسيطة رغم أنها تعبر عن جهد معقد‮.. ‬المنظومة فيها مميزات كثيرة‮.. ‬وإيجابيات متنوعة‮.. ‬الجهد متواصل‮.. ‬والتفاعل مع المتغيرات الدولية‮ ‬يجري علي مدار الساعة‮.. ‬والاكتشافات تتوالي‮.. ‬وهناك آفاق جديدة تفتح لها الأبواب خصوصًا العمل الجاري في الصحراء الغربية‮... ‬والجهد الملموس في قطاع المناجم‮.. ‬خصوصًا ما‮ ‬يبشر به قطاع الذهب‮.. ‬وكل هذا‮ ‬يقف علي رأسه وزير ناجح هو المهندس سامح فهمي‮.‬
 الموقع الإليكتروني‮:‬ www.abkamal.net
 البريد الإليكتروني‮:‬ [email protected]