الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأيقونة القبطية وعلاقتها بالجماليات الشرقية فى رسالة دكتوراه فى «التربية الفنية»

الأيقونة القبطية وعلاقتها بالجماليات الشرقية فى رسالة دكتوراه فى «التربية الفنية»
الأيقونة القبطية وعلاقتها بالجماليات الشرقية فى رسالة دكتوراه فى «التربية الفنية»




كتبت - سوزى شكرى


بكلية التربية الفنية بالزمالك ناقش الفنان التشكيلى شادى أديب نجيب سلامة مؤخرا رسالة دكتوراة بعنوان «المداخل التصميمية فى الأيقونات القبطية فى ضوء الجمالية الشرقية» (دراسة تحليلية)، أشرف على الرسالة د. مصطفى الرزاز، د. إسلام عبد الحميد زكى، وناقش الرسالة كل من د. سعيد حسين من كلية التربية الفنية جامعة حلوان، د. أمل نصر من كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية.
قسم الباحث الرسالة إلى خمسة فصول وهى: الفصل الأول ويحتوى على التعريف بالبحث وكذلك عدد من الدراسات المرتبطة بموضوع البحث، الفصل الثانى ويشمل على دراسة الأيقونات القبطية من الناحية التاريخية، والمحتوى الثقافى لها وأهم فنانيها خلال الفترة من القرن الأول حتى القرن التاسع عشر الميلادى، أما الفصل الثالث فيحتوى على دراسة للجمالية الشرقية من خلال تتابع مراحلها الفنية فى مصر بداية من الفن المصرى القديم مرورا بالفن الهلينستى والرومانى والقبطى وصولا للفن الإسلامى مع تحديد أهم ملامح الجمالية الشرقية، ويحتوى الفصل الرابع على دراسة تحليلية لمختارات من الأيقونات القبطية خلال الفترة ما بين القرن الخامس والتاسع عشر الميلادى فى ضوء الجمالية الشرقية، ويتعرض الفصل الخامس لنتائج البحث.
يتحدث الباحث فى المقدمة عن بلورة الفن المصرى عبر عصوره القديمة جمالية خاصة، عبر عنها بسماته المميزة، من خلال تراكب ثقافة تلك العصور بداية من المصرى القديم، واليونانى الرومانى، والقبطى وصولا للعصر الإسلامى ثم العصر الحديث. وقد تحققت هذه الجمالية المصرية الشرقية من خلال دراسة المحتوى الثقافى للمجتمع المصرى ومقوماته، الاجتماعية، والثقافية، والدينية، وفى كل ما يدخل فى تكوين تلك الأسس وتطورها من عوامل بيئية ومناخية واقتصادية وسياسة وحضارية، مما يعد المصدر المرجعى لأساليب الإبداع الفنى وتطوره وتحولاته من مرحلة تاريخية إلى أخرى بما يتوافق مع الأيديولوجيا المتغيرة، وارتباط الجمالية المصرية بمفهوم الجمالية العربية الشرقية بصفتها العامة، والتى يمكن الاقتراب من مفهومها، من خلال مؤلفات بعض الفلاسفة والكتاب المسلمين والصوفيين كالجاحظ، الكندى، ابن سينا، الفارابى، التوحيدى وغيرهم، حيث احتوت الفنون العربية الشرقية والمصرية بالأخص على خصائص موحدة متميزة، قامت على أسس روحية وتاريخية مختلفة عن التى قام عليها الفن الغربى وفنون الحضارات الأخرى، فلكل منها فلسفتها وثقافاتها الخاصة بصورة نوعية.
كما أثرت تلك الثقافة والفلسفة على الموضوعات والدلالات والرموز وحتى على تناول الخامات فى الأعمال الفنية، ما يؤثر على القيم التصميمية لتلك الأعمال الفنية وفقا لما تحتويه من رسالة. ويتضح ذلك بصورة جلية فى تصميمات الأيقونات القبطية، كأحد الفنون المصرية الأصيلة وباعتبارها نموذجا أسلوبيا لم يتأثر بالجمالية الغربية، إلا فى مراحله المبكرة، ثم حافظ على تقاليده المتوارثة من العصور السابقة والمعاصرة له، بداية من الفن المصرى القديم، والفن فى العصر القبطى والتأثير البيزنطى، مرورا بالفن الإسلامى ووصولا للوقت الحالى.
ويقول شادى أديب عن مشكلة البحث: تتناول الدراسات التى عالجت الأيقونات القبطية النظرية الجمالية الغربية فى تحليلها، بينما أن تلك الأيقونات تتميز بتقاليد مصرية متوارثة، مرتبطة بالمحتوى الثقافى الذى ظهرت فيه، لذا فإن هذا البحث يقوم على تتبع ملامح الجمالية العربية الشرقية والجذور الثقافية والفنية السابقة عليها فى الفن المصرى القديم والقبطى والبيزنطى، من مصادرها التراثية والكتابات المعاصرة، وتطبيق ذلك على أمثله من تصميمات الأيقونات القبطية المنفذة خلال الفترة من القرن الخامس الميلادى حتى القرن التاسع عشر الميلادى من خلال محتواها الثقافى، باعتبارها نموذجا أسلوبيا لم يتأثر بالجمالية الغربية، وحافظ على تقاليده المتوارثة.
أما فرضية البحث: فتناول تصميمات الأيقونات القبطية بالتحليل وفى ضوء الجمالية الشرقية يعد مدخلا جديدا لقراءة هذه الأيقونات.
حدود البحث أولا: يقوم الباحث بتصنيف وتحليل نماذج ممثلة من الأيقونات القبطية التى يعود تاريخها إلى الفترة ما بين القرن الخامس الميلادى وحتى القرن التاسع عشر الميلادى، ثانيا: يقوم الباحث على تتبع النظرة الجمالية الشرقية وتحديد ملامحها من خلال مصادرها التراثية.
استخلص الباحث من دراسته التحليلية للأيقونات القبطية نتيجتان تجيبين على فرض البحث، أولا: أن هناك مداخل جديدة لقراءة الأيقونات القبطية من خلال الجمالية الشرقية، مما يعكس المحتوى الثقافى والإبداعى الذى أنتجت من خلاله تلك الأيقونات، ثانيا: يمكن فتح آفاق جديدة لدراسة وإثراء التصميم الزخرفى المعاصر من خلال دراسة الأيقونات القبطية من منظور الجمالية الشرقية وحضارة العلامة.