الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رمضان فى عيون المبدعين 7

رمضان فى عيون المبدعين 7
رمضان فى عيون المبدعين 7




كتب: إسلام أنور

يتميز شهر رمضان بطقوسه الخاصة على المستوى الدينى والاجتماعى والثقافي، وفى ظل الحضور الكبير لمفهوم الطقوس فى المجتمع المصرى على مدار تاريخه منذ المصريين القدماء وحتى الآن، روزاليوسف تحاور طوال أيام شهر رمضان مجموعة من المبدعين والمبدعات المصريين والعرب حول طقوسهم فى رمضان وكيف ينعكس رمضان على إبداعهم.

فى البداية يقول الروائى حسين البدري: «يومى فى رمضان لا يختلف عن بقية الشهور، تقريبًا روتينى لا يتغير باستثناءات بسيطة، واعتبر شهر رمضان فرصة مواتية للهدوء والسكينة والتقارب الإنسانى والروحانى، فى الغالب أتجاهل المسلسلات، وأيضا البرامج التليفزيونية الرمضانية التى لا تستقيم مع روحانيات الشهر».
ويضيف البدرى «ينقسم يومى إلى فترتين، الأولى تبدأ من الخامسة مساءً حتى منتصف الليل، وهى فترة العمل فى الجريدة التى أعمل بها، والأخرى من منتصف الليل حتى الثامنة صباحًا، وهى الفترة التى أعمل بها على إنجاز روايتى الجديدة «خليج الأميرات»، ووضع الرتوش النهائية على النص وتدقيقه، أو القراءة فى التاريخ والفلسفة حال عدم الكتابة».
ومن جانبها تقول الكاتبة والمصورة الفوتوغرافية منى عبد الكريم: «برغم ضيق الوقت ومروره سريعا فى رمضان إلا أننى دائما أشعر بسعادة غامرة، ربما لأنه الوقت الوحيد خلال العام الذى أتمكن فيه من أعود للمنزل لأتناول الطعام مع أمى وأن أشعر بأننا لسنا تروسا فى ماكينة الحياة، ولأننى ممن يشعرون بحنين دائم للماضى، أنتظر رمضان بفارغ الصبر بكل طقوسه التى تأخذنى للماضى، صوت ابتهالات النقشبندى، قرآن ما قبل الإفطار، شوادر الفوانيس بباب الخلق والسيدة زينب، حتى مذاق المشروبات الرمضانية، فى رمضان أحرص على أن أتجول بمختلف شوارع القاهرة ومعى رفيقتى الكاميرا التقط صور زينة رمضان والفوانيس وبائعى الكنافة والقطايف».
وتضيف «أحب كثيرا أن أذهب للحسين بعد الإفطار وكذلك للسيدة زينب والسيدة نفيسة، هذا العام وأثناء ذهابى لحضور حفل إنشاد بالربع كان شارع المعز مزدحم للغاية وربما فكرت أننى لن أذهب مرة أخرى فى عطلات نهاية الأسبوع، وأحرص أيضا على حضور الكثير من حفلات الموسيقى الصوفية والإنشاد، كما كنت أحب أن أتابع فاعليات مهرجان سماع للموسيقى الصوفية عندما كان يقام بقبة الغورى، هذا العام حضرت عرض لفرقة «مولاي»، وأريد أن أحضر حفلا لزين محمود، ولفرقة الحضرة، بالنسبة لى الموسيقى والتواشيح والابتهالات لها مذاق مختلف فى رمضان تمس روحي».
وتكمل «لست من متابعى التلفزيون فى الغالب طوال العام، إلا أننى أختار مسلسلا واحدا كل عام لمتابعته، لكن هذا العام وقع الاختيار على مسلسلين لم أتمكن من المفاضلة بينها هما «جراند أوتيل» و«هى ودافنشي».. أعجبنى ذلك الارتباط الروحى بين كرمة ودافنشى، الأرواح التى تتجاوز حدود المادة، اليقين بحدسك رغم رفض الآخرين، وإعلاء مبادئ الخير والحق والعدل فى زمن ندرت فيه تلك المبادئ.. بخلاف الإسقاطات المتتالية التى تجعلك طوال الوقت تعيد التفكير فى الواقع.. أما «جراند أوتيل» فهو أيضا يلمس ذلك الجزء الدفين داخلى الغارق فى الماضى، الإحساس الرومانسى الذى نفتقده فى عالم المادة، الحوارات ممتعة، الإضاءة ناعمة والموسيقى خلابة .. وربما بدأت هاشتاج حكاية كل يوم فى «جراند أوتيل» عن أهم مقطع أو لمحة أعجبتنى فى المسلسل يوميا والذى يساعدنى على إعادة التفكير فى ذاتى ويعيدنى إليها».
وفى هذا السياق تقول الكاتبة والمترجمة سلمى هشام «الكوب الزجاجى المملوء بالنسكافيه الساخن هو أكثر ما أفتقده فى رمضان، ليس لطعمه، فهو فى العادة يكون خاليًا من الدسم، ولكن لتأثيره الذى يعلن بداية اليوم، وبداية يوم رمضان فى السنوات الماضية لم تكن سهلة على الإطلاق مع الحر والرطوبة والعمل الذى يحتاج لجهد ذهنى حين أكتب موضوعًا أو أترجم. فى الماضى كان الموضوع أسهل ربما لأن طفولتى شهدت رمضان فى الشتاء، وأتذكر جيدًا كيف كانت تبرد أطرافى قبل موعد الإفطار بساعة».
وتضيف «القراءة فى رمضان جميلة لأنها تنبّه الذهن وتسلى الوقت بمجهود عقلى أقل من الكتابة، أتمنى أن أمتلك رفاهية القراءة فقط فى رمضان. قرأت فى العام الماضى حوالى 4 كتب، منها كتابان لم تسنح لى الفرصة لقراءتهما فيما سبق هما «ألحان السماء» لمحمود السعدنى عن مقرئى القرآن الكريم، و«مذكرات صائم» لأحمد بهجت واستعنت بالكتابين لكتابة مقالات نُشرت فى رمضان الماضى وإن كان الكتاب الثانى لم يرض توقعاتي. هذه السنة أقرأ العديد من الكتب مثل «الزن فى فن الكتابة» لراى بردابيرى، مدونات «الحكاية وما فيها» لمحمد عبد النبى، والمجموعة القصصية «وردة أصبهان» لسلوى بكر، و«كما يليق برجل قصير» لوحيد الطويلة، ورواية «آلام الشاب فرتر» لجوته. وأنتظر أخبارًا أتمنى أن تكون جيدة لأننى أرسلت مجموعتى القصصية الأولى للناشر».
وتكمل «بالنسبة للأنشطة الثقافية ربما أحضر بعض حفلات الإفطار مثل التى تنظمها بعض الكيانات المهتمة بالكتابة كمختبر السرديات ببيت السنارى، وأتمنى أن أحضر فعاليات هيئة قصور الثقافة الخاصة بحكى السيّر الشعبية، وأحب أن أصلى التراويح فى بعض أيام الشهر الفضيل، خصوصًا أننى عرفت منذ بعض سنين بوجود مسجد صغير ونظيف بالقرب من مسكنى، وهو على غير عادة المساجد الأخرى التى زرتها سابقًا لا تجد فيها كثيرًا من يعلّق على ملابسك أو حركات صلاتك ويوّجهك لسلوك يراه الأنسب وهو ما كان ينفرنّى من الذهاب للمساجد، إلا أننى سمعت خطبة متزمتة هناك العام الماضى جعلتنى أزهد فى الذهاب إليه ثانية، لكننى أتمنى أن يكون الأمر أفضل هذه السنة، أجمل ما فى يوم رمضان انتظار الإفطار، أن تنتظر بهجة أو شيئًا ذا قيمة. ورغم أن الطعام موجود طوال السنة، لكن الحرمان منه لفترة يجعلنى أقدّره واستطعمه أكثر خاصة وأنا أفطر مع أسرتى فى وقت واحد، كما أن لدى الآن سببًا وجيهًا لأركز مع أمى فى المطبخ وأتعلم الطهي».