الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حكم نسيان تبييت النية للصوم فى رمضان

حكم نسيان تبييت النية للصوم فى رمضان
حكم نسيان تبييت النية للصوم فى رمضان




ورد سؤال يقول ما حكم أن يقوم المصلون بالذكر بين الركعات فى صلاة التراويح فى رمضان؟
وتجيب دار الإفتاء قائلة: من المقرر شرعًا أن أمر الذكر والدعاء على السعة، كما أن التسبيح  مستحب عقب الفراغ من الصلاة وعقب قيام الليل؛ فقد أمر الله تعالى به فى قوله: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً).
 والنبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يذكر الله عقب الوتر ويرفـع به صوته الشريف؛ فقد روى النسائى فى سننه بإسناد صحيح: أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم كان يقرأ فى الوتر بسبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد، فإذا سلّم قال: (سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ) ثلاثَ مرات، زاد عبدالرحمن فى حديثه: يرفع بها صوته.
ومن جهر بالتسبيح والدعاء فقد أصاب السُّنَّة، ومن أسَرَّ أيضًا فقد أصاب السُّنَّة؛ فالكل فعله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا ينبغى أن نحجِّر واسعًا، بل الصواب ترك الناس على سجاياهم؛ فأيما جماعة فى مسجد رأت أن تجهر فلها ذلك، وأيما جماعة أخرى تعودت على الإسرار فلها ذلك، والعبرة فى ذلك حيث يجد المسلم قلبه، وليس لأحد أن ينكر على أخيه فى ذلك ما دام الأمر واسعًا.
كما أن الأمر المطلق يستلزم عموم الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة؛ فإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة الإطلاق وكان يحتمل فى فعله وكيفية أدائه أكثر من وجه، فإنه يؤخذ على إطلاقه وسعته، ولا يصح تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك بابًا من الابتداع فى الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويجب على المسلمين ألا يجعلوا ذلك مثار فرقة وخلاف بينهم؛ فإنه لا إنكار فى مسائل الخلاف، والصواب فى ذلك أيضًا ترك الناس على سجاياهم فمن شاء جهر ومن شاء أسر؛ لأن أمر الذكر على السعة، والعبرة فيه حيث يجد المسلم قلبه.