الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ماذا بعد أن يخمد غبار معارك الفلوجة؟

ماذا بعد أن يخمد غبار معارك الفلوجة؟
ماذا بعد أن يخمد غبار معارك الفلوجة؟




مما لاشك فيه أن الحشد الشعبى شارك فى طرد داعش من الفلوجة وعيونه على دور سياسى مع انتهاء « فرض الجهاد».  
نقلت صحيفة «واشنطن بوست» فى مارس الماضى عن ديفيدش بترايوس الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إن ميليشيات الحشد الشعبى المدعومة من إيران سوف تشكل خطرًا على العراق أكثر من تنظيم داعش واتهمها بارتكاب ما أسماه فظائع ضد السنة مما يزيد من حدة التوتر الطائفى فى البلاد وعبر عن تخوفه من قيامها بعمليات تطهير طائفي، وتهجير السنة من مناطقهم.
وفى تقرير لصحيفة الديلى تليجراف، حذر قادة عسكريون أمريكيون من سيطرة الحشد الشعبى على المناطق التى تتحرر فى العراق من قبضة تنظيم داعش. ونقلت الصحيفة عن توبى دودج الخبير البريطانى فى الشأن العراقى والذى عمل مستشارا للقائد العسكرى للحملة الأمريكية فى العراق الجنرال ديفيد بترايوس أن هناك احتمالا لنشوب حرب أهلية فى العراق بين السنة والشيعة مما يزيد من تعميق حالة الانقسام العراقى، ملمحًا إلى أن نحو ثلثى الجيش العراقى تخلى عن الخدمة لدى اجتياح تنظيم داعش شمال العراق عام 2014.
كما تنبأت دراسة لمركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لندن للاقتصاد والعلاقات الدولية أن هذه الحرب قد تمتد لمناطق عدة فى الشرق الأوسط ليكون عنوان المرحلة المقبلة فى الصراع الإقليمى هو السنة والشيعة. 
فيما، ذكرت الديلى تلجراف أن المرحلة المقبلة للجيش العراقى ستكون طرد تنظيم داعش من الموصل، وبالفعل تواردت أنباء عن نقل وحدات من الجيش العراقى من محيط الفلوجة إلى منطقة مخمور، الواقعة ما بين أربيل والموصل، استعدادًا لمعركة تحرير الموصل.
ويتوقع ألا يهزم تنظيم داعش بسهولة فى الموصل أكبر مدينة يسيطر عليها فى العراق، فالموصل أكبر من الفلوجة بخمس مرات، وسكانها 1.5 مليون نسمة، مقابل 300 ألف نسمة فى الفلوجة. وأغلبية سكان الموصل عرب من سنة وينحدرون من قبائل عربية.
ينظر البعض لمعركة الفلوجة كبروفة لعملية عسكرية مفصلية ألا وهى معركة الموصل، وهنا قد يعتبر قرار العبادى تحرير الفلوجة فى هذا التوقيت مرتبطًا بالأزمة السياسية التى تشهدها العراق منذ فبراير الماضى واستغلال المعركة فى تحسين صورة العبادى وتغيير ميزان القوى فى البلاد لصالحه.
خاصة أن خطة التحالف الغربى بقيادة أمريكا كانت تقضى بتحرير الموصل بعد معركة الرمادى، إلا أنها اصطدمت بالخلافات فى بغداد والصراع بين الأقطاب الشيعية المختلفة. 
فهل تصبح  معركة تحرير الموصل المسمار الأخير فى نعش داعش بالعراق؟ وهل تشكل المنعطف الأخير فى مسار الدولة العراقية؟