الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شبهة المرأة أقل شأنا من الرجل فى الإسلام (2)

شبهة المرأة أقل شأنا من الرجل فى الإسلام (2)
شبهة المرأة أقل شأنا من الرجل فى الإسلام (2)




فى كل يوم نعرض لإحدى الشبهات الواردة عن السنة النبوية أو الرسول صلى الله عليه وسلم ونعرض الرد الوافى لها من الأزهر الشريف واليوم نكمل الرد على شبهة المرأة أقل شأنا من الرجل فى الإسلام حيث يقول الأزهر:
لقد هدم دين الإسلام كل أشكال التمييز ضد المرأة، وقرر أن النساء شقائق الرجال، كما قرر المساواة بينهما فى أصل الخلق وفى نسبتهما لأبى البشر آدم عليه السلام، قال تعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}، ثم سوَّى القرآن بين الرجل والمرأة فى التعاون والتلاقى والتعارف الإنسانى العالمى فليس لأحدهما من مقومات الإنسانية أكثر مما للآخر، ولا فضل لأحدهما على الآخر بسبب عنصره الإنسانى وخلقه الأول، فالناس جميعاً ينحدرون من أب واحد وأم واحدة، قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى﴾ [الحجرات:13].
كما قرر القرآن الكريم أن المرأة كالرجل فى التكاليف الشرعية إلا ما اختصت به المرأة، ومن حيث الثواب والعقاب والجزاء على العمل فى الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النحل:97] وقال سبحانه ﴿لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء:7]، وقال – عز من قائل – ﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّى لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ﴾ [آل عمران:195].
ولققد عزز الإسلام مكانة المرأة فى كل من الشأن السياسى والعلمى والفقهى والعسكرى  ففى الشأن السياسى أدلت المرأة برأيها فى الشأن السياسى فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم والوحى ينزل، ومثال تطبيقى على ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم قد استشار أم سلمة فيما وقع من الصحابة من التأخر فى الاستجابة لأمر النبى صلى الله عليه وسلم ظنا منهم أن النبى صلى الله عليه وسلم لم يعزم عليهم فى هذا الأمر، وتعجلا منهم لفتح مكة فقالت أم سلمة: اخْرُجْ أَنْتَ فَاصْنَعْ ذَلِكَ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَمَّمَ هَدْيَهُ فَنَحَرَهُ وَدَعَا حَلَّاقًا فَحَلَقَهُ، فَلَمَّا رَأَى النَّاسَ مَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَثَبُوا إِلَى هَدْيِهِمْ فَنَحَرُوهُ، وَأَكَبَّ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا.
وهكذا شاءت إرادة الله عز وجل أن يحفظ المجتمع المسلم بفضل مشورة أم المؤمنين فى هذه القضية، ولقد نزلت آيات القرآن الكريم تؤكد صواب وعد الله لنبيه وتبشر بقرب النصر وفتح مكة قال تعالى: {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: 27].