الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رمضان فى عيون المبدعين 8

رمضان فى عيون المبدعين 8
رمضان فى عيون المبدعين 8




كتب - إسلام أنور

يتميز شهر رمضان بطقوسه الخاصة على المستوى الدينى والاجتماعى والثقافي، وفى ظل الحضور الكبير لمفهوم الطقوس فى المجتمع المصرى على مدار تاريخه منذ المصريين القدماء وحتى الآن، روزاليوسف تحاور طوال أيام شهر رمضان مجموعة من المبدعين والمبدعات المصريين والعرب حول طقوسهم فى رمضان وكيف ينعكس رمضان على إبداعهم.

 

يتميز شهر رمضان بطقوسه الخاصة على المستوى الدينى والاجتماعى والثقافي، وفى ظل الحضور الكبير لمفهوم الطقوس فى المجتمع المصرى على مدار تاريخه منذ المصريين القدماء وحتى الآن، روزاليوسف تحاور طوال أيام شهر رمضان مجموعة من المبدعين والمبدعات المصريين والعرب حول طقوسهم فى رمضان وكيف ينعكس رمضان على إبداعهم.
فى البداية يقول الكاتب إبراهيم عادل زيد «تحوّل رمضان إلى موسم مهم جدًا للمسلسلات، وأصبح الجميع يفرغون طاقتهم وجهودهم وأفكارهم لـ«مسلسلات رمضان» كل عام، وبالتالى لم يعد هناك وقت لكى «تغمض عينك» عن هذا «العرض» المكثف والمركز لمدة شهر واحد، كنت أتمنى لو يحدث ذلك لكل الفنون صراحة، يشبه ذلك مثلا أن يقام مهرجان سينما (ولكنه لا يستغرق أكثر من أسبوعين، ويكون محدودًا لفئة من المجتمع) أو معرض الكتاب (الحدث الأبرز سنويًا) نجد جميع المهتمين يتحدثون فيه عن شيء واحد، بشكل مكثّف، فى حين تتلاشى لتختفى الاهتمامات الأخرى»
ويضيف «للأسف منذ أكثر من 4 أعوام «يضيع» رمضان بالنسبة لى فى متابعة هذه المسلسلات وتلك والتقليب بين القنوات ومتابعة أيهم أفضل، وأقول يضيع لأن هذا ما لا أفضله كثيرًا، أحب أن «يضيع» عمرى بين صفحات الكتب والروايات التى أحب مثلا، ربما كسر «أفراح القبة» هذه الحالة، حيث جعلنى أقرأ الرواية المتميزة لنجيب محفوظ وأعترف أنى لم أكن قد سمعت بها من قبل».
ومن جانبه يقول القاص خالد عبد العزيز «اليوم فى رمضان يختلف بالتأكيد عن اليوم العادى فبالتالى طقوس اليوم نفسها تتغير، ساعات القراءة تتقلص إلى حد ما، ليس لى قراءات مغايرة فى رمضان عن العادى فقط أقرأ القرآن الكريم، الكتابة تتقلص إلى حد ما لأن المسلسلات تشغل وقت غير هين من الكتابة والقراءة، رمضان موسم الدراما بامتياز، فى الأيام الأولى أتابع أكبر قدرا من المسلسلات لأتمكن من تحديد المسلسل الجيد الذى يستحق المتابعة، وبمجرد تحديد المسلسلات اللى سأتابعها، يزيد وقت القراءة والكتابة إلى حد ما.
ويضيف «لا تختلف القراءة فى رمضان كثيرا عن قبل أو بعد رمضان، لكن أحيانا أضيف أو أكثر من القراءات التاريخية التى أعشقها وأرى أنها تتناسب مع الشهر الكريم، مثل الجبرتى وابن إياس، أميل أكثر للقراءات عن التاريخ المملوكي، بطبعى أميل لهذه الفترة، وأتمنى لو هناك آلة زمن تعيدنى، سيكون اختيارى بالتأكيد العودة للمماليك، على المستوى الاجتماعي، تتلخص فى الزيارات العائلية وعزومات الإفطار والسحور، وفرصة لمقابلة الأهل والأصدقاء، اللى الوقت العادى بعيدا عن الأجواء الرمضانية بيقلل من فرص لقائهم».
وفى هذا السياق تقول الكاتبة سناء أبو النصر «صار إحساسى بالزمن غريبا جدا، أشعر أن الأيام تتسرب من بين يدى واليوم لا يكفى لأتم كل ما خططت له، ورغم هذا الفرار السريع للزمن أشعر أن الزمن بين الرمضانين تمدد.. ربما لأن محاولات الحياة صارت تستهلك طاقتى بشكل مبالغ فيه، لست شخصا طقوسيا بطبعه، لذا لا يمكننى أن أعدد أشياء أفعلها فى رمضان دون سواه من الأشهر. ولكن يبدو أننى سأكرر ما فعلته فى رمضان الماضي، هذا العام أيضا، لا أذكر ما الذى دفعنى لهذا الفعل، ولكننى أظن أنها الرغبة فى الفرار من العالم، ولو كان بإمكانى الابتعاد إلى معزل حقيقى لكنت فعلتها»
وتضيف «قبل رمضان الماضى بأيام قليلة، أعلنت أننى سأعتزل كل وسائل التواصل الاجتماعى وأننى سألزم بيتى ولن أكون ضيفة ولا مشاركة فى أى من أنشطة الطعام الرمضانية الشهيرة. ولم أكسر هذه العزلة الاختيارية إلا مرة واحدة، تتكرر عزلاتى خلال العام ولكن عزلة رمضان هى أطولهم وأكثرهم صرامة بالنسبة لي. أنا أعتبرها محاولة لالتقاط الأنفاس فى زحمة أيام لا تتوقف عن الجرى ساحبة إيانا لاهثين وراءها دون أن ندرك أن ما يتسرب من بين أيدينا هى أعمارنا التى لا يمكننا استبدالها ولا تمديدها والتى هى فرصتنا الوحيدة للحياة».
وتكمل «رغم أننا جميعا نردد أن رمضان هو شهر العبادة والصفاء الروحى والرقى بالإنسان، إلا أن ما سبق هو مجرد إطار خارجى منمق للوحة مبعثرة صارخة الألوان غير متناسقتها. من يسير فى شوارع مدن مصر فى نهار رمضان سيقابل عددا لا منته من المشاجرات والتى تصل إلى حد االسباب بأقذع الألفاظ وأحيانا تتطور لمعركة بالأسلحة البيضاء. لم يكن الوضع بهذا السوء حينما كنت طفلة، وربما حتى بلغت المرحلة الجامعية، كان هذا فى منتصف التسعينات، لم يبق لى من طفولتى فى رمضان سوى حبى للفوانيس، فقد كان جدى لأمى « رحمه الله» هو من يشترى لى فانوس رمضان طوال حياته، أما الآن فأنا من يشترى الفانوس لي، رمضانكم كريم وسعيد، وأتمنى أن تفعلوا فيه كل ما يملأ أرواحكم بالسكينة ويعيد شحن طاقتكم لاستكمال الرحلة».