الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«حضن الصـبار» رواية تفتش فى الوجع الفلسطينى

«حضن الصـبار» رواية تفتش فى الوجع الفلسطينى
«حضن الصـبار» رواية تفتش فى الوجع الفلسطينى




كتبت - رانيا هلال

 

عن موزاييك للترجمات والنشر والتوزيع، صدرت حديثا رواية «حضن الصّبّار» لفايز سلطان، وقد جاءت الرواية فى 247 صفحة من القطع المتوسط، واتسمت بالسرد الحكائى الطويل على لسان الراوى العالم.
وتسجل الرواية أحداث ما بعد النكبة الفلسطينية، إذ تبدأ أحداثها منذ عام 1948 وتضع أوزارها فى العام 1970، فتعرض فصلا جديدا من معاناة الشعب الفلسطيني، كما تصوّره كعنصر من عناصر بناء المجتمع الأردني، فى معرِض تطرقها بشكل تفصيلى إلى مكوّنات المجتمع الأردنى فى تلك الفترة، وتقع أحداث الرواية بين يافا ورام الله ونابلس وإربد والرصيفة والزرقاء وتشتعل أحداثها فى عمّان، لتهدأ هناك أيضا.
بطل الرواية «الشاعر»، يظهر دائما كرجل المهمات الصعبة، الذى يقف كجبل فى وجه المصائب التى تروح وتغدو كالرياح، أما «رامز» الذى يشكّل امتدادا لشخصية الشاعر، فهو مسكون بالهلوسات والأحلام والخيالات، وتلك الصور التى يراها فى اللاوعى قبل أن تتحقق وتتجسّد على شكل مصائب تُلمّ بالقرية أو المخيم، فيقف دائما على مرمى حيرة إن كان ما يحدث يحدث فعلا أم أنه مجرد كابوس كسوابقه.
ويقول الروائى السودانى أمير تاج السر: «إن «حضن الصبار» واحدة من روايات الوجع الفلسطيني، الذى يعتبر القاسم المشترك فى معظم الروايات الفلسطينية، وقد تعرضت فى حكى متزن، ومتماسك، ولغة بسيطة، وغير معقدة، لتاريخ مهم من تواريخ الوجع العربي. تعرضت لما قبل النكبة، ولما بعدها، وللشتات الذى حدث، فى سردها لتواريخ أسر منتقاة، فيها تجار ومزارعون، ومقاومون وشهداء أيضا. وفيها نساء ملهمات وصامدات، وصادمات. هى من نوع الروايات التى تبدو مثل ألف ليلة وليلة، القصة تنبت قصة جديدة، والوجع يؤدى إلى وجع جديد، لكن دائما ثمة فرح، وثمة أمل».
من أجواء الرواية «كفرعانة القريبة من يافا، قرية داهمتها العصابات الصهيونية بكل همجيتها المعروفة فأحدثت فيها الدمار والخراب. تبدو للعيان خاوية متهدمة منازلها والحيوانات النافقة منتشرة فى جنباتها، لا يشق صمت موتها سوى نعيق الغربان. الثوار كانوا هنا قبل يومين، أصوات رصاصهم لم تعد تُسمع كما كانت فى الليل والنهار، مُذ فرّوا إلى القرى والمدن التى لم تصلها بعد تلك العصابات، لإعادة ترتيب صفوفهم وبناء قوتهم لمعاودة المقاومة. مغادرة الثوار لتلك المناطق المنكوبة زادت توتر الناس وخوفهم بعد احتمائهم بأصوات طلقاتهم وتكبيرات المُغيرين من الكمائن بين بيارات البرتقال على عصابات العدو.
ارتحل الفلاحون مع الثوار إلى المدن والمناطق الأكثر أمنا، وتفرق الأقرباء والأنسباء، فى رحلة البحث عن مأمن، عبد الرحمن الشاعر وأسرته: والداه وإخوته وأخواته لجأوا إلى قرية (الخيرية)، حمدة وبناتها وطفلها تمكنوا من الوصول إلى أطراف مدينة (الرّملة) حيث حطت حمدة رحالها على قارعة الطريق تحت شجرة تين لم ينضج ثمرها بعد، تبلّ ريق أطفالها بما حملته من ماء، ملوحة بيدها لكل شاحنة تمر، علّ سائقها يشفق علىيهم فتنقلهم إلى أيّ منطقة آمنة!».