الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شبهات وردود.. شبهة المرأة أقل شأنا من الرجل فى الإسلام (4)

شبهات وردود.. شبهة المرأة أقل شأنا من الرجل فى الإسلام (4)
شبهات وردود.. شبهة المرأة أقل شأنا من الرجل فى الإسلام (4)




فى كل يوم نعرض لإحدى الشبهات الواردة عن السنة النبوية أو الرسول صلى الله عليه وسلم ونعرض الرد الوافى لها من الأزهر الشريف واليوم نكمل الرد على شبهة المرأة أقل شأنا من الرجل فى الإسلام حيث يقول الأزهر:
لقد وصلت حدود المساواة بين الرجل والمرأة إلى المساواة فى الشأن العسكرى، فلقد كانت المرأة المسلمة تتمتع بحس وطنى عال، فهى تدرك قيمة الدفاع عن الوطن، وعند الإحساس بالخطر كانت تنهض بالأعباء التى تناسب طبيعتها فلقد وجدناها فى ساحات المعارك قد أسندت إليها المهام التى تناسب طبيعتها كالأعمال الطبية والإمداد والتموين، وهذا معروف الآن بسلاح الخدمات الطبية، فعن أم عطية الأنصارية رضى الله عنها قالت: (غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم فى رحالهم وأصنع لهم الطعام) رواه مسلم.
وكانت رفيدة الأنصارية تخرج للمعركة لتداوى الجرحى وتسقى العطشى فكان لها خيمة تداوى فيها الجرحى وتحتسب ذلك عند ربها، وعندما أصيب سعد بن معاذ فى معركة الخندق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجعلوه فى خيمة رفيدة حتى أعوده من قريب).
بل كانت تشارك بنفسها إن اضطرت إلى القتال لما علمت من نصوص الشرع التى تحث على صد العدوان وتنوه بشرف الدفاع عن الأوطان، فهذه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم الخندق قالت: (أنا أول امرأة قتلت رجلاً فقد مر بنا يهودى يطوف بالحصن فقلت: هذا لا آمنه على أن يدل على عوراتنا، فاحتجزت - شدت وسطها - وأخذت عموداً ونزلت فضربته حتى قتلته).
وفى الشأن الاجتماعى  كفل الإسلام للمرأة حق العمل، فأباح للمرأة أن تضطلع بالوظائف والأعمال المشروعة التى تحسن أداءها ولا تتنافى مع طبيعتها، ولم يقيد هذا الحق إلا بما يحفظ للمرأة كرامتها، وينأى بها عن كل ما يتنافى مع الخلق الكريم، فاشترط أن تؤدى عملها فى وقار وحشمة، وفى صورة بعيدة عن مظان الفتنة، وألا يكون من شأن هذا العمل أن يؤدى إلى ضرر اجتماعى أو خلقى أو يعوقها عن أداء واجباتها الأخرى نحو زوجها وأولادها وبيتها أو يكلفها ما لا طاقة لها به وألا تخرج فى زينتها، وأن تستر أعضاء جسمها، ولا تختلط بالرجال فى المحافل التى تؤدى إلى إلحاق الأذى بها.
ولقد شهد المنصفون من مفكرى الغرب بهذه الحقيقة، يقول مارسيل بوازار:
(.. كانت المرأة تتمتع بالاحترام والحرية فى ظل الخلافة الأموية بأسبانيا، فقد كانت يومئذ تشارك مشاركة تامة فى الحياة الاجتماعية والثقافية، وكان الرجل يتودد لـ(السيدة) للفوز بالحظوة لديها.. إن الشعراء المسلمين هم الذين علموا مسيحى أوروبا عبر أسبانيا احترام المرأة...).
ويضيف آخر: إن الإسلام يخاطب الرجال والنساء على السواء ويعاملهم بطريقة (شبه متساوية) وتهدف الشريعة الإسلامية بشكل عام إلى غاية متميزة هى الحماية، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة عما لها من حقوق ويبدى اهتماما شديدا بضمانها. فالقرآن والسنة يحضان على معاملة المرأة بعدل ورفق وعطف، وقد أدخلا مفهوما أشد خلقية عن الزواج، وسعيا أخيرا إلى رفع وضع المؤمنة بمنحها عددا من الطموحات القانونية. أمام القانون والملكية الخاصة الشخصية، والإرث.