الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الغرباوية يلجأون لـ «الأعشاب» هرباً من ارتفاع أسعار الأدوية

الغرباوية يلجأون لـ «الأعشاب» هرباً من ارتفاع أسعار الأدوية
الغرباوية يلجأون لـ «الأعشاب» هرباً من ارتفاع أسعار الأدوية




الغربية – محمد جبر

 

يشهد شارع «العطارين» بمدينة طنطا فى محافظة الغربية، إقبالًا كبيرًا من المواطنين الذين يأتون إليه من القرى والمدن الأخرى لشراء الأعشاب والنباتات الطبيعية أملا فى العلاج، وهربًا من الأسعار الجنونية للدواء، فضلًا عن أكثر المتوافدين يعانون أمراض ضغط الدم المرتفع، فضلا عن أن الموظفين أيضا لم يكتفوا بالتأمين الصحى بسبب ارتفاع أسعار الأدوية خاصة ذوى الأمراض المزمنة.
«روزاليوسف» رصدت الظاهرة الجديدة التى انتشرت فى ربوع محافظة الغربية، وسلطت الضوء عليها من جميع الاتجاهات.
يقول عبدالوكيل سالم، موظف بشركة المياه: إننى أعانى من قرحة فى الإثنى عشر وألجأ إلى العطارة كنوع من الحلول الرخيصة والتى فى متناول الجميع، قائلا: «مش معقول اشترى علاج بـ400 جنيه وأكتر والبديل موجود عند العطارين، حتى التأمين الصحى يرفض صرف علاج لحالتى بحجة أن دواء القرحة خارج الشريحة».
ويضيف أحمد عبدالرؤوف، عامل بالغزل والنسيج: والدى مريض سكر وضغط ويعانى من ضيق فى التنفس وأسعار الأدوية مرتفعة فى الصيدليات فالجأ إلى سوق العطارين للحصول على تركيبة تساعد فى علاجه وتوفر الكثير، منوها إلى أن سعر الدواء مرتفع بالنسبة لمحدودى الدخل، متسائلا: هل من المعقول أن أحصل على روشتة دواء أمراض باطنة ثمنها 460 جنيهًا واحتاجها كل أسبوعين ومرتبى لا يتحمل خاصة أن زوجتى تعانى مرض الضغط وتحتاج لعلاج هى الأخرى وثمنه أعلى من المعدل الطبيعى لظروفنا، والمريض فى مصر يتمنى الموت لأنه لا يستطيع التكيف وأسعار الدواء والعطارة هى اقرب الطرق لعلاج الغلابة.
سعاد عبدالفتاح رميح، مدرسة، تقول: عندى طفلان فقط ومع ذلك نعانى كأسرة من ارتفاع أسعار المضادات الحيوية الخاصة بالأطفال، متسائلا: هل معقول أشترى زجاجة مضاد حيوى سعهرها 32 جنيها، وأخرى 24 جنيها لعلاج نزلة برد؟، ولأنى لا أستطيع كل مرة اشترى العلاج بأضطر أحضر إلى العطار للحصول على تركيبة من الأعشاب كسد خانة والسلام.
ويلفت الحاج أحمد أبوشليب، من أشهر أصحاب محلات العطارة بطنطا، إلى أن إقبال المواطنين زاد فى الفترة الأخيرة على الأعشاب والنباتات الطبيعية والسبب مضاعفة أسعار العقاقير الطبية وزيادتها مع زيادة الآثار الجانبية للعلاج بالأدوية بسبب الكيماويات، فمثلا زيادة الوزن عند السيدات والنحافة وجهان لعملة واحدة، والأعشاب تعالج هذا وذاك بأسعار رخيصة، حيث إن المريضة ذات السمنة العالية تذهب إلى أماكن العلاج الطبيعى وتدفع مبالغ طائلة لكى تنقص من وزنها كيلو جرامات على مدار أشهر كثيرة وإذا ذهبت عند العطار سوف يتغير الوضع تماما فالتخسيس بـ«البردقوش والسنامكة» وغيرهما من الأعشاب، مثل «الشمر وخيار شمبر».
ويتابع: أما زيادة الوزن فلها قرطاس أبيض ومكوناته «عكش ـ لوية مغربى ـ كعب خميرة ـ حبة خضراء ـ حبة غالية ـ لوز مقشر ـ سكر نبات ـ كراوية»،  والعطار بالخبرة ينظر فى عينى المريض فيعرف مرضه ويقدم له الأعشاب المناسبة للعلاج، منوها إلى أن السكر له «خشب مر صبر، ومر بطارخ، وخميرة عرب، ودقاق ترمس، وحلبة»،  ولعلاج الكلى «حرجل، وكينا، وحلفابر، وبذر خلة، وعرقسوس، وبذر كرفس» ومجموعة أخرى من الأعشاب والنباتات، وطريقة الاستعمال ملعقة صغيرة من المسحوق على كوب ماء مغلى جيدا ويشرب على الريق وقبل النوم يوميا.
ويشير ياسر صابر غلوش، عطار ومعالج بالأعشاب، إلى أنه يوجد إقبال كبير من المواطنين على شراء الأعشاب والنباتات الطبيعية والعلاج بها بعد ارتفاع أسعار الأدوية، ومن الملاحظ أن الكثير من المرضى يأتون إلى المحل للحصول على علاج لضغط الدم المرتفع وهى أعشاب مكونة من «ورق الزيتون وبردقوش»، وإذا كان ناتج ماء زائد فى الجسم يضاف له «دوسيسه وحلفابر»، وعلاج النقرس له نبات «اللحلاح» وهو عشب طبيعى من الصحراء ويغلى ملعقة صغيرة على كوب ماء وسعره فى متناول الجميع، وهناك أعشاب ونباتات طبيعية تعالج التهاب المجارى البولية والمثانة ويفيد فى هذه الحالة نبات «قرع العسلى ولسان الحمل والهندباء وبذور الكتان» والربو وحساسية الصدر يفيد فيها «الكندر والمرجولين وعرقسوس وورق جوافه وحبة البركة».
ويلفت غلوش إلى أن أمراض العصر ومنها الخاصة بالفيروسات كالتهاب الكبد الوبائى لها أعشاب ونباتات، وعموما إن الإقبال على النباتات الطبيعية تزايد خلال الفترة الأخيرة وإذا كان لكل فعل رد فعل فإن كانت أسعار الأدوية فى زيادة فان المرضى وجمهور المستهلكين يزيد اقبالهم على سوق العطارة وهذا يؤدى بالضرورة إلى تأثر هذا السوق وأسعارها، لكن على أى حال فإن الأسعار فى محلات العطارة أرحم كثيرًا من أسعار الصيدليات التى أصبحت تمثل عبئًا على مرتبات المواطنين. 
من جانبه أكد الدكتور محمود رمضان، أن ارتفاع الأسعار فى سوق العطارين جاء كنتيجة طبيعية لزيادة إقبال المواطنين على التداوى بالأعشاب ولانتشار الثقافة الدينية بقرى المحافظة وكقاعدة عامة فإن كل نبات جاء ذكره فى القرآن الكريم له طاقة شفائية عالية، فالتين على سبيل المثال هناك إقبال على شرائه فقد ورد ذكره فى القرآن الكريم وهو يحتوى على أملاح عديدة أهمها الفسفور والحديد الكاليسوم، كما أنه يحتوى على عدة فيتامينات وهو مطهر للمعدة وملين للأمعاء ويعالج القروح والجروح، إلى جانب مساعدة الجسم على توليد الهيموجلوبين اللازم لدفع الأكسجين فى الدم إلى خلايا الجسد، موجها بتناول النباتات الطبيعية المجربة والمضمونة بدلا من الأدوية الكيماوية التى تضر بصحة الإنسان.
فى المقابل حذر الدكتور محمود شلبى، أستاذ العقاقير الطبية بكلية الصيدلة جامعة طنطا، من انتشار أعشاب وتركيبات تم خلطها بمواد كيميائية ويعلن أنها تساعد فى العلاج دون أى تأثير جانبى، مؤكدًا أن تلك الأعشاب قد تمثل خطورة بالغة على الصحة العامة، علاوة على أن إقبال المرضى على سوق العطارة وشراء الأعشاب والنباتات دون كشف أو استشارة طبية قد يعرض حياة المريض إلى خطورة كبيرة.
ويطالب شلبى بتشديد الرقابة على القنوات الفضائية التى تخصصت فى الإعلان عن تلك الأعشاب، مشيرًا إلى أن جهاز حماية المستهلك حذر جميع المستهلكين من شراء المنتجات الطبية غير المسجلة بوزارة الصحة ومجهولة المصدر لما فى ذلك من خطر على الصحة العامة بعد ورود شكاوى من المواطنين يتضررون فيها من شرائهم منتجات يعلن عنها بالفضائيات وتبين أنها غير صالحة للاستخدام ولا تؤدى إلى أى فائدة طبية.