السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى كتاب يضم مشواره الفنى.. التشكيلى سمير فؤاد يسابق الزمن بإبداعاته

فى كتاب يضم مشواره الفنى.. التشكيلى سمير فؤاد يسابق الزمن بإبداعاته
فى كتاب يضم مشواره الفنى.. التشكيلى سمير فؤاد يسابق الزمن بإبداعاته




إعداد - سوزى شكرى


عن «الشروق الحديثة للطباعة والتغليف» صدر مؤخرا كتاب عن الفنان التشكيلى سمير فؤاد بقلم الناقدة الفنية فاطمة علي، يتصدر الكتاب غلاف إحدى لوحات الفنان بعنوان «السيدة ذات الكرسى»، التى تعبر عن امرأة جالسة تحاول النهوض من الحيز الضيق وطرح مفهوم الأمل بحثا عن الحرية.
قسم الكتاب إلى خمسة أجزاء (الأسطورة الذاتية - المفاهيم - اللوحات وتتضمن وصف وتحليل وقراءة نقدية عن أعماله فى الطبيعة الصامتة والراقصات والمراجيح والشخوص والوجه الإنسانى والصرخة وأبوغريب واللحم والموسيقى - الأسهم والدائرة - السيرة)، كما يتضمن الكتاب صورًا للوحات الفنان وبعض الصور الخاصة بأسرته، ولقطات من افتتاح بعض معارضه. الكتاب يقع فى 200 صفحة بالألوان.
يعد الكتاب إضافة كبيرة فى الإبداع النقدى والإبداع الفنى التشكيلى تستعرض فيه الناقدة فاطمة على بأسلوبها  النقدى الرشيق وتحليلاتها التأملية المنهجية لمشوار الفنان ومشروعة الفنى وأسلوب الفنان الذى ميزه عن الآخرين ومنهجه الفلسفى والتقنى المتنوع بين التأثيرية ورؤى وتصورات تشكيلية معاصرة للشخوص والحركة الوجود والوجوه وغيرها.
 ترى الناقدة أن «لوحاته لا سردية ولا حكائية بل هى مشهد اللحظة فهو يستشعر أنه ضاع منه الكثير من الوقت ولا مجال للحكى بل لاستخلاص دلالات الحياة فى مشهد لحظى محمل بثقل عاطفى شديد وأصبحت فى كثير من لوحاته مداخل لرؤية مفاهيمية أو فلسفية أو على الأقل تأملية».
قسم الكتاب بحسب المراحل الفنية بدأتها بأسطورته الذاتية التى أصبحت التزاماً كامناً داخلة كى يحققه الفنان تقول الناقدة: فى رائعته « ساحر الصحراء» يقول باولو كويللو (كلامنا يعرف فى شرخ شبابه ماهى أسطورته الذاتية التى ينبغى أن يحققها، ولكن قوى غامضة تحاول أن تصرفك عن تلك الأسطورة تضع أمامك كل أنواع العقبات غير أنك عندما تريد شيئا بحق فإن رغبتك الحقيقية تصبح جزءا من روح العالم). هكذا الفنان سمير فؤاد الذى واجهته عقبات كثيرة وقفت عائق لتحقيق رغبته فى استكمال مسيرته فى الفن، إلا إنه استمر وحقق أسطورته، فهو فنان دائم البحث والتجريب بل هو باحث تشكيلى وهو يعتقد أن أعظم مشروعاته الفنية مازالت لم تر النور بعد، وهذا هو طموح الفنان الذى لا يشبع كلما أبدع. اعتمدت الناقدة فى تحليلها لأعمال سمير فؤاد على أربعة مفاهيم أثرت على أعماله الفنية مفهوم الزمن: الذى يطوعه فى خبرتين مختلفتين الأولى خبرة تقنية تماما والثانية خبرة ذهنية حسابية. ومفهوم الجسد: والتحرر من قيوده، ومفهوم التحولات: التحولات البصرية من الوجه المتماسك إلى الوجه المفكك والتحولات الفلسفية من اللحم الإنسانى الحى إلى اللحم الحيوانى الذبيح، والتحولات النفسية من الصراخ إلى هستيريا الحركة المعاناة الإنسانية، ومفهوم العبث: هو تلك الالتقاء بين العبث والعقل ليحدث عبثًا ووعيًا فى ذات اللحظة كما فى لوحات المراجيح القادمة من الماضى وذكرياته بحركاتها العبثية بلا طائل وحركات جسد الراقصات الدوارة فى عبثية دون بهجة. وزهور يرسمها ذابلة فى عبثية واضحة وعازفين ينفخون بمعاناة فى ألاتهم داخل لوحات غير مسموعة.  تقول الناقدة فاطمة على: أن هناك أكثر من مفهوم ذهنى ووجدانى شكل مسيرته وذلك لما تحمله لوحاته بدلالات فلسفية بدأها بفكرة الحياة الآنية والموت الذاتى (موت الطبيعية  فى زهور لوحاته المائية) وبين أفكار عن الزمن والتحولات (لطشات الوجه والجسد والأجساد المتجمدة ثم المنصهرة لحظة الفعل)، ثم نراه يقدم علامات سير الزمن كدلالة ذهنية منطقية مع تقدم العمر وسيرة فى اتجاه واحد لا يحيد عنه (لوحات الأسهم ودلالتها الذهنية) وتتعدل فكرته عن الزمن فيجعله  يسير فى منحنى كنظرية اينشتين عن مسار الزمن (لوحات الدوائر المفتوحة والمغلقة) ونراه يرصد عبثية الوجود (بين المراجيح والأجساد المتهرئة) وفكرة الصعود الحامل للسقوط بداخله لحظة بلوغه أعلى مناطقه بمفهوم طاقة نقطة الصفر (المراجيح). وعن مجمل إنجازه الفنى تصفه الناقدة فاطمة على: من انجازه لمراحله العديدة فى زمن قصير يكشف عن قدر رؤيته المسبقة لعبثية الوجود ويبدو لنا انه فى سباق مع نفسه لتعويض زمن طويل مفقود ليقدم رؤيته وفلسفته الفكرية البصرية، كما يبدو لنا كوحش نهم الفن تخفى وراء لوحاته على مدى ممارسته الفنية فى وحشية لا تقل عن وحشية الأيرلندى - البريطانى  «فرانسيس بيكون» غير أن بيكون دمر الوجود البشرى من الخارج إلى الداخل، وسمير فؤاد يدمره مسبقا من الداخل لينسحب على مادية الخارج.