السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أئمة الأوقاف وعلماء الدين يطالبون بمحاربة ظاهرة التسول.. ويوضحون مخاطرها على المجتمع

أئمة الأوقاف وعلماء الدين يطالبون بمحاربة ظاهرة التسول.. ويوضحون مخاطرها على المجتمع
أئمة الأوقاف وعلماء الدين يطالبون بمحاربة ظاهرة التسول.. ويوضحون مخاطرها على المجتمع




كتب - صبحى مجاهد

مع قدوم  شهر رمضان تتزايد ظاهرة التسول أمام المساجد وفى هذا الإطار تكثف وزارة الأوقاف خطتها الدعوية لوقف تلك الظاهرة وتوعية المجتمع بمخاطرها، وهو ما أكده أئمة الأوقاف مطالبين بضرورة محاربة ظاهرة التسول لما لها من مخطار على مستقبل المجتمع، كما شدد علماء الدين على مخاطرها.
ففى البداية يوضح د. مجدى عاشورالمستشار العلمى لمفتى الجمهورية انه فى الآونة الأخيرة زاد التسول وأصبح ظاهرة وأوضح ان من يسأل وليس محتاجا يأتى يوم القيامة ولحمه يتساقط من وجهه، فمن يتعرضون للناس للتسول يتخذون التسول مهنة ، ونريد نقليص تلك الظاهرة،  وعلينا ان نحذر من هؤلاء.

وشدد أن المزكى عليه ان يبحث عن  الفقير ليذهب إليه ويعطيه الزكاة، وعلى كل إنسان أن يوصل الزكاة الخاصة به للفقير، مشيرا إلى أنه لابد من التفتيش عن مستحقى الزكاة.
وقال: إن هناك أناسا لديهم عفاف وبحاجة للزكاة، أما من يقفون فى الشوارع  فقد يكونون أقل احتياجا، موضحا أن الفقراء الأقربين أولى بالزكاة، ومن لا يعرف الفقراء فهناك مؤسسات لديها قواعد بيانات باسماء الأكثر فقرا.
وجانبه بيّن الدكتور أسامة فخرى الجندى إمام بالأوقاف أن الإسلام دعوة إلى السموِّ والرفعة كما أن الإسلام دعوة إلى العمل لا البطالة، والكسل، والتسول، وشدد  أن الإسلام عالج الظواهر الاجتماعية التى تهدد مجتمعاتنا بحكمةٍ ربانية، ولعلّ أهم هذه الظواهر ظاهرة التسول، لما لها من أثر سلبى على الفرد والمجتمع، فالتسول إهدار لكرامة الإنسان أمام الناس، مشيرًا إلى أن المتسول يأتى يوم القيامة وليس فى وجهه مٌُزعة لحم مصداقًا لقول النبى (صلى الله عليه وسلم):» «مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِى وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ»، وقال (صلى الله عليه وسلم): «لَوْ يَعْلَمُ صَاحِبُ الْمَسْأَلَةِ مَا فِيهَا مَا سَأَلَ»، لهذا عالج الإسلام هذه الظاهرة فى قول النبى (صلى الله عليه وسلم): «لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حبلهُ، ثم يأتى الجبل فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ من حَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَه خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ» ، أيضًا فى التسول دعوة إلى البطالة وهذا يُصادم مقصدًا من المقاصد العليا للمكلّف (جلّ وعلا) ألا وهو مقصد العمارة فى الأرض، فالإسلام دعا إلى السعى والعمل، فثقافة الإسلام تأسس للتدبير والتعمير، لا للبطالة والكسل.
كما أكد الدكتور عبدالله محمد رشدى - إمام مسجد السيدة نفيسة (رضى الله عنها) أهمية نشر ثقافة العمل فى مواجهة  ظاهرة التسول وأوضح  أن مقاصد الله (عزّ وجلّ) من الخلق ثلاثة: العبادة، والعمارة، والتزكية، ومقصد العبادة يتضح فى قوله تعالى: «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ» وهذا هو المقصد الأسمى، والمقصد الثانى هو العمارة فى الأرض، لقوله تعالى: «هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا» والاستعمارُ أن تُـعْمِـرَ الأرضَ بنفسكَ، والذى يعتمد على الأكل من بقايا الناس هو  إنسان تضاءلت نفسُهُ عند نفسِهِ، ولو قيَّمها لضرب الأرض بقدمه وعمل حتى يأكل من عمل يده، مشيرًا إلى أن العمل شرف وطُهرةٌ ومغفرة للإنسان ؛ لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): «من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له»، وقوله (صلى الله عليه وسلم) أيضًا: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ».