هاو. تو. بى هدفنا: «وطن بلا فقر وبلا جوع»

تحقيق- محمود ضاحى 

محمد السيد

 

فى وقت حاول فيه كثير من النخبة والكُتَّاب ورجال الأعمال والسياسيين أن يصلوا للشباب من أجل طرد الجمود الفكرى لديهم، فكانت النتيجة هى الفشل  لكن كان النجاح فى خروج «هاو. تو. بى».
فكرة شبابية هدفها الوصول بالشباب لأرقى الأفكار والإبداعات فى مختلف المجالات ينظمون حفلات ومهرجانات ومواسم ثقافية فيصطدم فكر الشباب ببعضهم البعض من أجل التغيير والبعد عن حالة الجمود الفكرى فى وقت يحاول فيه الكثير من الجماعات المتطرفة النيل من عقول الشباب.
أعمارهم لا تزيد على الـ22 عاماً، فصيل شبابى مثقف أغلبهم من أبناء جامعة القاهرة، على وعى ودراية بمصلحة بلادهم من خلال أنشطتهم يتواصلون مع زملائهم أصحاب الأفكار الأخرى فيعملون على إقناعهم وبث روح الأمل والعمل فيهم.
هدفهم الأول هو حب بلادهم والخوف عليه، فابتدعوا حيلة تعتبر الأذكى والأفضل فى كيفية إقناع الشباب وبث رسائلهم بطرق شتى يستخدمون فيها ألوان مختلفة من الحوار والإقناع من أجل مصر.
مؤخراً.. نظم فريق «هاو. تو. بى»  حفل السحور الجماعى بجامعة القاهرة بحضور كل من رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، وعمرو موسى أمين عام مجلس جامعة الدول العربية السابق، والفنان فتوّح أحمد والفنانة حنان مطاوع، وحضور الدكتور عادل عدوى وزير الصحة السابق، وعادل زايد محافظ القليوبية، ونواب رئيس جامعة القاهرة، وعدد من عمداء كليات الجامعة والأساتذة، وسط حضور أكثر من 25 ألف طالب وطالبة.
شهاب جمال الدين، أحد شباب فريق الـ«هاو. تو. بى»  قال: إنهم كيان شبابى أنشئ منذ 6 أشهر، موضحا أن الهدف منه أن يساعد الشباب ويقدم لهم نماذج قدوة فى مستقبلهم،  تقدم بشكل مختلف لتعطيهم أمل فى تحقيقه.
وواصل حديثه: قمنا باحتفالات فى جامعة القاهرة، وعين شمس، ونسعى جاهدين فى عمل شيء مختلف، كما قمنا بعمل ندوات مع المحافظين، وأعددنا سحورًا لجامعة القاهرة، وتحدث الجميع عنه، لافتا إلى أنهم فخورين بهذا التنظيم، مؤكدا أنه حضر أكثر من المتوقع، نحو 25 ألف طالب وطالبة.
أشار إلى أنهم توقعوا أن يحضر 15 ألف طالب فقط، لكن العدد فاق التوقع، مضيفا إنهم يتمنون أن يصلوا بـ«هاو. تو. بى» لمكانة عالمية، مؤكدا أنهم لا ينتمون إلى أى أحزاب سياسية، وليس لديهم أشخاص داعمة لكن لديهم رعاة، وكل مرة بيكون شخص جديد.
ويضيف «محمد سعد» 21 سنة من شباب الـ«هاو. تو. بى»، أن يعملوا على الوصول بالشباب لمستوى عاقل من التفكير بعيد عن أى سياسة تهدر جهدهم حتى تكون مصر هى كل أملهم.
ويوضح أنه لا أهداف أو مصالح سياسية من وراء ذلك بل هى فكرة لتواصل الشباب مع بعضهم البعض.
شريف فوزى 35 سنة موظف بجامعة القاهرة، يقول: إن الدكتور جابر نصار يعمل ليل نهار على الرقى والتقدم بجامعة القاهرة.
وأضاف إن لديه أفكار من خلالها يجمع الشباب فى الجامعة على أنها منزلهم، مشيراً إلى أن العمال فى خدمة الطلاب فى جميع أنشطتهم.
من جانبه قال الدكتور محمد قاسم المنسى – وكيل كلية دار العلوم لشئون العليم والطلاب - جامعة القاهرة: هذا يوم تاريخى، وحفل السحور الجماعى يحدث لأول مرة، ليس فى تاريخ جامعة القاهرة، وإنما فى جامعات العالم العربى بأكمله، مضيفاً إن الهدف منها اجتماعى، دينى، ولتعليم الانتماء، لافتا إلى أن هذه صور جزئية تخدم الصورة الكبري، مؤكدًا أن جامعة القاهرة هى مصر الآن، لافتا إلى أن هذا يقدم نموذجًا للمجتمع المصري.
وأضاف: ظللنا نحلم بأفكار جديدة، فقمنا باستغلال الجامعة فى وضع  احتفالية كبيرة  تكرر كل عام، مستكملاً:  أتينا بأناس من خلف شاشات التلفاز إلى الجامعة، واستطاعوا أن ينتصروا على أنفسهم، وتركوا وسائل الإعلام، لكى يتجمهروا بهذا الشكل فى رسالة تحمل معنى هادف، موضحًا أنه توجد حرب إعلامية تشن علينا هدفها  هو تفتيت هذا المجتمع، فنرد على هذه الحرب بهذه الطريقة الحضارية بدون حديث.
أما الدكتور أحمد عفيفى – أستاذ بكلية دارالعلوم – جامعة القاهرة - فيؤكد أن أفكار الدكتور جابر نصار دائما متجددة، موضحا أنهم التقيا معًا فى دبى منذ شهر، وأعلن أنه يريد أن يجدد الفكر والثقافة وطريقة التعبير لدى الشباب.
واستطرد: منذ فترة كنا نقيم أمسيات موسيقية مع فرقة سليم سحاب، واتفقنا أن الموسيقى تعمل على تنقية قلوب وعقول الشباب، لافتا إلى أن الدكتور نصار سيقوم بعمل لقاءات ثقافية وحفلات موسيقية لأنه حريص على تغيير فكر الشباب الذى لا يتغير من خلال محاضرة، وإنما من خلال مثل هذه اللقاءات.
وصرح عفيفى: بأن «نصّار»، يتفاوض مع مدير البيت الفنى للمسرح، لإقامة حفل مسرحى أسبوعى فى الجامعة، موضحا أن الهدف تغيير ثقافة الشباب، وتطوير الفكر الذى يتناسب مع العصر الحديث.
وأوضحت الدكتورة آمنة فزاع - رئيس نادى المرأة الإفريقية – أن حفل السحور الجماعى فى جامعة القاهرة يحدث لأول مرة، لافتة إلى أنها تمثل كل دول الإفريقية الموجودة فى مصر، وأن حضورها جاء بصفة الجامعة الإفريقية، ونادى المرأة الإفريقية، والاتحاد العام للطلاب الأفارقة، مؤكدة أن هذا حدث يفوق الخيال، فشعور لا يوصف، وراءه قائد فكر.
واستكملت: توجد عدة رسائل ترسل من جامعة القاهرة إلى جموع الشعب المصرى، أولها أن مصر بخير، وهى بلد الأمن والأمان، وأن الجامعة هى من يستطيع جمع أكثر من 20 ألف طالب وطالبة من مختلف الجامعات، والديانات، والأطياف، والاتجاهات،  كما أنه لا يوجد حالة تحرش، ما يدل على أنها بلد الأمن والأمان.
الدكتورة إيمان محمود – أمين مساعد أمانة المرأة والأمانة العامة لحزب مستقبل وطن –  فأكدت أنهم يشاركون  الشباب فى جميع فعالياتهم، موضحة أنها تشعر بأن حب الشباب لجامعتهم ولبلدهم مصر شيء لا يوصف، فهو تلاحم نحو هدف واحد، مؤكدة أنهم يريدون أن يخرجوا الشباب من حالة الإحباط التى وصل إليها إلى العمل والإنتاج والإبداع.
 وواصلت: شباب «هاو. تو. بى»، كأولادى،  يبذلون جهدًا فى إبعاد حالة الإحباط عن الشباب، لافتة إلى أنهما شباب أكثر من رائع، لديهم أمل، ويعملون على إسعاد غيرهم، فليس لديهم أى توجه سياسى، لكن كل مبادئنا «وطن بلا فقر بلا جوع».
قال جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن ليلة السحور الجماعى التى نظمها فريق هاو. تو. بى، من أجمل الليالى لمة وروعة، مؤكداً على رهانه فى التغيير الحقيقى فى علاقات الطلاب مع بعضهم البعض، مضيفاً أن قبة الجامعة ستظل مستنيرة دائما، وقلعة ثقافية مهمة، مشيرا إلى أن الجامعة تحيى مصر فى شبابها.
أكد «رئيس جامعة القاهرة»، أن هذا السحور التاريخى العملاق يؤكد أن الريادة فى ممارسة النشاط الطلابى أصبح من الطلاب، وأن الأفكار العظيمة تأتى من الطلاب.
وقال رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة إن احتفالية سحور جامعة القاهرة تعتبر أول احتفالية سحور يحضرها ٢٠ ألف طالب وذويهم فى حرم جامعة القاهرة العريقة، مؤكدا أنه مشهد مفرح وتفاعل راقٍ لشباب مصر.
وأكد أبو هشيمة، أن فريق «هاو. تو. بي»  فكرة  مهمة وسط الطلاب، كما أن لهم  نشاطًا صيفيًا  ونشاطات أخرى للتفاعل مع الشباب، مشيراً إلى أن مجموعة شركات حديد المصريين  تكلفت 100 ألف جنيه فى حفل السحور.
وأضاف إن الجيل الحالى من الشباب المصري، محظوظ، بسبب دعم الرئيس والدولة له، من خلال فرص العمل والقروض الميسرة، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد أن العام الحالى هو عام الشباب.
ونوه إلى أن فكرة السحور جاءت من مجموعة هاو. تو. بى والمنسق العام الشاب طالب الحقوق شهاب جمال الدين، وهم مجموعة من الطلاب، وحضر السحور ما يقرب من 20 ألف طالب، ما يثبت أن مصر بلد الأمن والأمان.
لكن اتحاد طلاب جامعة القاهرة، اتهم إدارة الجامعة برئاسة الدكتور جابر نصار بقيامه بالدعاية والتسويق السياسى للرجل الأعمال أحمد أبو هشيمة عن طريق الاستعانة به لرعاية فعاليات تنظمها الجامعة آخرها حفل السحور الجماعي.
وقال الاتحاد -فى بيان له - إن الجامعة استخدمت أحد الكيانات الطلابية الممولة والبعيدة عن الحركة الطلابية والنشاط الطلابى للتسويق والدعاية بطريقة مباشرة وغير مباشرة لأبوهشيمة.
وأكد الاتحاد، أنه بعض رجال الأعمال حاولوا استقطاب الاتحادات الطلابية إلا أنهم رفضوا أن تُستخدم الجامعة لتضليل عقول الطلاب، أو أن تتحول إلى ساحة للتسابق بين رجال الأعمال، كما نطالب إدارة الجامعة بأن تنأى بنفسها عن القيام بذلك، لأنه يمثل عودة إلى عصور الظلام وزواج المال بالسلطة والاستخدام السياسى للجامعات بحسب البيان.
واستطردت: كان من الأفضل أن توجه إدارة الجامعة جهودها لتحسين أوضاع الجامعة وتوفير أماكن آدمية لامتحانات طلاب كلية الحقوق بديلة عن الخيم.
وتوجه الاتحاد بالاعتذار لطلاب التربية العسكرية بعد استخدام الجامعة لهم بأسلوب يشبه «السخرة» فى تنظيم «سحور الجامعة» ونطالب إدارة الجامعة بالاعتذار لهم ولكل المجتمع الجامعى عن المنظر الذى لا يليق أبدا بهيبة جامعة القاهرة وشهر رمضان الكريم.
ورد الدكتور جابر نصار – رئيس جامعةالقاهرة على رئيس اتحاد الطلاب الذى اتهم الجامعة بتسخير طلاب التربية العسكرية لتنظيم حفل سحور الجامعة لصالح رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، قائلا: «ده سب وقذف والجامعة ستتخذ جميع الإجراءات»، مشيرا إلى أن طلاب التربية العسكرية لم يتم إجبارهم على الاشتراك فى الفعالية ووافق عدد كبير على المشاركة برغبتهم.
وأضاف: «هذا عبث رئيس الاتحاد ماجاش قاللى الكلام ده ليه وأنا بابى مفتوح ليل نهار»، مشيرا إلى أن الطلاب بحثوا عن راع للحفل وتقدمت شركة «حديد المصريين» كأى شركة وهناك 70% من الوجبات صنعت فى كلية الزراعة.