الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رمضان فى عيون المبدعين 10

رمضان  فى عيون المبدعين 10
رمضان فى عيون المبدعين 10




كتب - إسلام أنور

يتميز شهر رمضان بطقوسه الخاصة على المستوى الدينى والاجتماعى والثقافي، وفى ظل الحضور الكبير لمفهوم الطقوس فى المجتمع المصرى على مدار تاريخه منذ المصريين القدماء وحتى الآن، روزاليوسف تحاور طوال أيام شهر رمضان مجموعة من المبدعين والمبدعات المصريين والعرب حولهم طقوسهم فى رمضان وكيف ينعكس رمضان على إبداعهم.

 

يتميز شهر رمضان بطقوسه الخاصة على المستوى الدينى والاجتماعى والثقافي، وفى ظل الحضور الكبير لمفهوم الطقوس فى المجتمع المصرى على مدار تاريخه منذ المصريين القدماء وحتى الآن، روزاليوسف تحاور طوال أيام شهر رمضان مجموعة من المبدعين والمبدعات المصريين والعرب حول طقوسهم فى رمضان وكيف ينعكس رمضان على إبداعهم.
فى البداية يقول الشاعر الضوى محمد الضوى «فى رمضان يؤرقنى الصيام، أشعر بالإنهاك، بسبب غياب المياه والقهوة، لذلك فإن النهار فترة مزعجة لي، لا أستطيع القراءة أو الكتابة فيها مطلقا، لكن ربما شاهدت سينما، حتى ينقضى الوقتُ أسرع - ما لم أكن نائما - وفى المساء، أخرج لصلاة التراويح، وهو طقس مهم وجميل، لكنى أنتقى المسجد الذى أصلى فيه بمعايير فنية، كصوت الإمام، ومدى استشعاره لجمال ما يقرأ من آيات، وقدرته على تأديتها تأدية تمثلية من خلال تلاوته، ونقل معانيها ما بين الخوف والرجاء والنصح والعتب والاستحثاث، وغيرها من المعانى التى ينقلها الخطاب القرآنى فى غير موضع من آياته الكريمة، عندما تنتهى التراويح تكون الزيارات العائلية -نادرًا- وزيارة ضريح سيدى أبى الحجاج إن كنتُ بالأقصر، أو سيدى أحمد الفولى إن كنت بمكان عملى بالمنيا».
ويضيف «فى الأضرحة يمكنك ملاقاة نماذج مدهشة من الناس، مجاذيب ومفكرين، ومُحبين، ورجال دين، أطفال ورجال ونساء، المسك سيد المشهد، والمسابح عقود الفل المتهادية فى فائض النور، بين هؤلاء لا تشعر بالضغينة، أو التطفل، أو الرغبة أو الطمع، فقط المحبة، فى رمضان الحالى صرتُ أكثر ميلا لهذا؛ مفضلا له عن حضور الفعاليات الثقافية التى بإمكانى حضورها فى أى وقت أثناء العام، بينما رمضان روحيًّا مختلفا ولا يتكرر إلا مرةً فى العام، عندما أفرغ من زيارتى لسيدى أبى الحجاج، يكون لقائى ببعض الأصدقاء على المقهى، ثم العودة إلى السحور، وبعد السحور أقرأ وأتابع ما فاتنى قراءته ومتابعته فى النهار، يستمر هذا للساعات الأولى من الصباح، كلما مرّ عليّ عام جديد كنت أشدّ حبًّا لرمضان وأكثر حرصا على بقائه وعدم انقضائه سريعا».
ومن جانبها تقول الكاتبة دعاء فتوح «أكتب يوميا حتى وإن كان ما أكتبه مجرد فضفضة بعيدة عن الكتابة الأدبية إلا أنها تخلق جسرا من التواصل والتفاهم مع نفسى ومع ما تتعلمه من مفاهيم جديدة تضيف لها زاوية مختلفة لرؤية ما حولها من لغط وصور تبدو ملتبسة، وطقوسى الدينية فى رمضان تتمحور حول الحرص على إقامة الصلاة فى أوقاتها، وإضافة صلاة التراويح إن استطعت لأننى أصلى فى المنزل ولا أخرج فى الغالب إلا للعمل.أما قراءة القرآن فقد توقفت عن ختمه منذ بدأت حفظه فى إبريل 2014، فمنذ ذلك الحين أكتفى فى رمضان بمراجعة ما حفظت وإعادة تدبره وفهمه واستيعابه ومحاولة تطبيق ما تعلمت من قيم إنسانية قيمة فى حياتي».
وتضيف «لا أتابع برامج التلفاز فى الأيام العادية وبالتالى لا أتابع أى برامج أو مسلسلات فى رمضان منذ سنوات طويلة وهذا يسهل عليا التركيز والتفكر والتدبر واستغلال الوقت بشكل مفيد سواء بزيارات عائلية فرمضان شهر التواصل والاستئناس، أو بالقراءة والكتابة، وأنا بعيدة تماما منذ سنوات عن الفعاليات الثقافية فى رمضان لأن الوقت فيه ضيق بالنسبة لسيدة تعمل وهى مسئولة عن بيت وزوج وطفلة».
ويقول القاص أحمد الجمل « الكاتب عادة منفصم الشخصية وهو يتلذذ بهذا الانفصام، يوظف انفصامه لينفصل عن العالم ويسرد ما يراه بعين المشاهد الراصد المتعالى الذى يشرح التفاصيل ويراها بعين فاحصة كما لا يراها غيره، فهو يعيش حياته مشدوها مجذوبا إلى التفاصيل، هذه الدهشة شبه الدائمة التى يعيشها الكاتب، تجعل منه إنسانًا مختلفًا حتى فى شهر الروحانيات كما يطلق عليه الناس، لكن الكاتب ربما تكون جميع أشهر العام طقوسا شبه روحانية بالنسبة إليه، من الكُتاب من يستمتع بهذا الانفصام فى رمضان ويزيده بالابتعاد عن صخب القاهرة فيسافر إلى محافظته، وإذا كان من قاطنى القاهرة الدائمين، فليجأ لـ«الاعتكاف» فى أحضان مكتبته أو يلوذ بالكتابة أحيانا أخرى، شخصيا أفضل استغلال شهر رمضان فى قراءة ما فاتنى من كتب، ولا أشعر برغبة ملحة فى الكتابة، فهذا الشهر فرصة لاعادة الامتلاء والتشبع بالأفكار بعيدا عن إيقاع الحياة السريع، وليس فرصة للإفراغ، فربما تناسبه أوقاتًا أخرى».
ويضيف «رمضان مميز كل عام بسبب انتشار العروض الصوفية ومهرجانات الإنشاد والسماع، حتى مراكز الأبحاث تخصص غالبا موضوعات تناقش التدين الشعبى والتصوف ارتباطًا بالشهر، غالبا لا استطيع الانعزال عن هذا المحيط، ويجذبنى الوجد فأشد الرحال إلى تلك الأماكن التى توفر جوًا لا يتوفر عادة طيلة أشهر العام، أتاثر بتلك الحالة الروحانية فأحرص على الانخراط فى الأماكن الثقافية التى تنظم مثل تلك العروض لأعود منتشيًا بالسماع، مجددا جانبى الروحانى لأدخل فى عوالم أخرى تبعدنى قليلا عن مادية باقى أشهر العام، هو فرصة ذهبية لإعادة شحن الروح بعد أن شابها الظلام والتف حولها».
ويكمل «ربما اقرأ مختارات لجلال الدين الرومى أو ابن الفارض، وأحرص دائما على الاحتكاك بأشخاص جدد فى هذا الشهر، يثيرنى فضول من نوع غريب للتعرف على غريبى الأطوار ممن لا أستطيع مقابلتهم فى الأيام العادية.. التقط أطراف الحكايات من حيوات الآخرين، أو ادخل فى دوامات الشرود مع مشهد التنورة، لأدقق النظر فى الشخص الذى يدور حول نفسه فى تجلى من نوع فريد، أحسده على تلك المقدرة، أحتار فى توحده مع ذاته وتعبيرات وجهه المشدوهة كأنه يدور فى عوالم أخرى غير التى نراها، تبهرنى قدرته على مزج الأديان فى حركة واحدة، يفرد ذراعيه ليشكل صليبا بجسده ثم يكمل دورته ليرفع سبابته موحدا الله، ليكسر جميع الحواجز التى بناها بنى البشر».