الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
متي نستقبل السفير الإسرائيلي؟
كتب

متي نستقبل السفير الإسرائيلي؟




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 20 - 09 - 2009


لا أهلاً ولا سهلاً قبل أن يتحقق السلام


1


سوف نرحب بالسفير الإسرائيلي ونستقبله في مكاتبنا، إذا انسحبت إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة بعد عدوان 67، وفي مقدمتها القدس الشرقية التي لن يقبل مسلم واحد خضوعها للسيادة الإسرائيلية.
سوف نرحب به إذا تحقق السلام العادل والدائم، وتوقفت إسرائيل عن خططها التوسعية والتهام الأراضي الفلسطينية ووقف الاستيطان والاستيلاء علي حقوق الشعب الفلسطيني.
سوف نرحب به إذا أوقفت إسرائيل اعتداءاتها الهمجية علي الشعب الفلسطيني وآخرها الحرب الإجرامية ضد السكان المدنيين في غزة، وإعطاء هذا الشعب الأمل في الحياة والمستقبل.
2
سوف نرحب بالسفير الإسرائيلي بعد السلام الشامل، أما قبل ذلك فلا، لأن إسرائيل بمقتضي القوانين والمعاهدات الدولية دولة معتدية وتحتل أراضي الغير بالقوة وترفض قرارات الشرعية الدولية.
إسرائيل هي التي تعمل علي إفشال جهود التسوية السلمية، وتضع في وجهها شتي العراقيل والحواجز حتي تتهرب من التزامات السلام واستحقاقاته.
إسرائيل مازالت العدو رقم واحد للأمن القومي العربي، ولم تقدم بادرة واحدة للتعايش السلمي مع شعوب المنطقة، وتعتمد سياسة القوة المفرطة لتفرض سطوتها علي المنطقة.
3
إسرائيل تريد تطبيعاً مجانياً.. تريد سفارات في العواصم العربية وأجواء طيران مفتوحة ومكاتب للتمثيل التجاري وعلاقات تطبيعية، دون أن تدفع الثمن أو تلتزم بأي شيء.
إسرائيل تريد من العرب "إيماءات" وتتصرف مثل المفاوض الجشع الذي إذا قدمت له يدك يأكل ذراعك.. تريد أن تحصل علي كل شيء دون أن تدفع أي شيء.
إسرائيل تريد تنازلات وراء تنازلات، تريد السلام مع الاحتلال والعدوان والقوة والغطرسة والبطش والاحتفاظ بأراضي الغير، تمسك كل ذلك في يدها وباليد الأخري تريد السلام.
4
إسرائيل تريد "خرم إبرة" لتنفذ منه، وتريد تطبيعاً بأي صورة وبأي شكل لتقنع نفسها بأن حاجز الكراهية لدي الشعوب العربية أقل ضراوة مما مضي.
الشعوب العربية "تكره إسرائيل من عمايلها لأنها دولة معتدية وتقتل الفلسطينيين المدنيين وتذبح الشيوخ والأطفال والنساء، بوحشية لم يفعل مثلها إلا النازية.
إسرائيل تعلم جيداً مسئوليتها عن صناعة الكراهية في المنطقة، لأنها تريد أن تعيش بيننا مثل البلطجي الذي يرهب الآخرين ويحتل بيوتهم ويغتصب أراضيهم ويريد أن يكونوا أصدقاء؟!
5
من الصعب أن نضع أيدينا في أيدي السفير الإسرائيلي لأنها مخضبة بدماء أطفالنا في فلسطين، وتشع من ملابسه رائحة القتل والدخان والبارود.
من الصعب أن نضع أيدينا في يده لأنه لم يجئ إلينا بنوايا خالصة ولا بدوافع بريئة، والدليل علي ذلك أن حكومته ترفض وقف العدوان والاستيطان وتبتلع بقية الأراضي الفلسطينية.
من الصعب أن نضحك في وجهه أو نبتسم في مقابل ابتسامته الصفراء الماكرة التي تشبه ابتسامة الأفعي السامة، التي تستدير للخلف، ثم تنقض علي فريستها فجأة.
6
المسئولون يستقبلون الإسرائيليين، من أجل السلام والتفاوض ولأن بيننا وبينهم معاهدة سلام، تلتزم بها مصر وتحافظ علي بنودها، بعد أن استردت كامل ترابها الوطني.
الدولة تستقبلهم من أجل البحث عن السلام وإحياء الأمل في نفوس الفلسطينيين وحقهم في إعلان قيام دولتهم المستقلة، وكل القوانين والأعراف والديانات لاتمنع التفاوض مع العدو لاسترداد الحقوق.
الدولة لا تستقبل الإسرائيليين للتعارف وشرب الشاي والقهوة أو لإقامة الندوات ولكن من أجل قضية الشعب الفلسطيني التي تضعها مصر علي عاتقها منذ ستين عاماً، وتعتبر نفسها المسئول الأول عنها.
7
قبل أن يتحقق السلام الشامل لا للسفير الإسرائيلي.. لأنه مثل دولته يريد التطبيع ولا يريد السلام، أما نحن فنريد السلام قبل التطبيع والانسحاب قبل فتح الأجواء والسفارات والمراكز التجارية.
لايجب الاستسلام أبداً للمناورات والخدع التي يحيكها السفير الإسرائيلي وأعضاء سفارته، لأن كل مكان سوف يزوره سيخلق فيه مشكلة ولن يلقي أدني درجات الترحيب.
السفير الإسرائيلي لم يكن يحلم أبداً بالضجة التي أحدثتها زيارته الأخيرة للأهرام.. وبدهائه وخبثه أشعل عود ثقاب وترك النار تتفاعل.. فلا أهلاً ولا سهلاً.


E-Mail : [email protected]