السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العلماء: «الإسلام مع الفرح فى إطاره الشرعى»

العلماء: «الإسلام مع الفرح فى إطاره الشرعى»
العلماء: «الإسلام مع الفرح فى إطاره الشرعى»




كتب – عمر حسن


قبل أن تغرب شمس اليوم الأخير من شهر رمضان، موسم الطاعات الذى خاب وخسر من أدركه ولم يُغفر له، تبدأ محادثات الشباب فيما بينهم عن كيفية قضاء وقفة العيد، والتى غالبًا ما تنتهى بالاتفاق على الذهاب لملهى ليلي، وإن لم يكن، فتعاطى المخدرات، وشرب الخمور، يكون جزءًا أساسيًا من الاحتفال لدى كثير من الشباب.
الغريب أن هؤلاء الشباب يكون معظمهم قد قضى شهر رمضان بين المسجد والعمل، وذاقوا حرّ الشمس وقت الصيام، ولكن ما إن تدق الليلة الأخيرة من الشهر الكريم أجراسها، ينقلب الشاب 180 درجة، وتكون حُجته «العيد فرحة»، فكيف تسلّل هذا المفهوم بالاحتفال فى العيد إلى عقول الشباب، وهل ينسف ذلك ثواب شهر رمضان؟
من جانبه قال مستشار وزير الأوقاف، الشيخ صبرى عبادة، إنه لا بد وأن يفهم المسلم، سواء كان شابًا، أو رجلًا رشيدًا، أن شرط قبول الطاعة من الله، هو أن يتحول المسلم من الأسوأ للأفضل، وأن تؤثر فيه العبادة الجسدية للتحلى بالأخلاق الحميدة، فتنعكس الطاعة على سلوكياته والتزامه بالآداب العامة، وهنا تكون العبادة مقبولة بشكل قطعى.
وأضاف مستشار وزير الأوقاف، أم إذا كانت العبادة طقوسًا جسدية، لا تؤثر فى سلوك الإنسان وأخلاقه، فينقلب بعد أدائها، هنا يكون الدليل على أن الله لم يقبل العبادة.
وأوضح «عبادة» أن كل عمل لا بد أن يكون له آثاره الإيجابية، فالصيام طوال شهر رمضان، لا بد وأن تنعكس آثاره الطيبة على الإنسان باقى شهور العام، قائلًا: «من كان يعبد رمضان، فرمضان قد فات، ومن كان يعبد الله، فالله حيّ لا يموت».
وأشار إلى أن آداب العبادة الجسدية تنتقل مع الإنسان من مرحلة لأخرى، وتؤثر فيه تدريجيًا، من الأفضل للأفضل، وليس العكس، لافتًا إلى أن الإسلام ليس ضد الفرح أو تفريغ الشهوة، ولكنه وضع أُطر شرعية لذلك ينبغى أن نلتزم بها، إذا أردنا الحفاظ على ما زرعناه طوال شهر رمضان، مُختتمًا: «الاحتفال بالعيد يجب أن يضاهى فرحة الاحتفال باستقبال رمضان، وكل من يأتى بمُحرم بدافع الفرح فعليه إثم كبير».
فى سياق متصل، أوضح وكيل الأزهر الأسبق، الشيخ محمود عاشور، أن كل اللهو حلال فى يوم العيد، طبقًا لما أحلّه الله، وذلك لأن العيدين «الفطر والأضحى»، يأتيان بعد مشقة العبادة، فالأول بعد شهر رمضان، والثانى بعد الحج.
وذكر عاشور أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - حينما هاجر من المدينة وجدهم يحتفلون بيومين، فسألهم عنهما، فأجابوا: «هذا يومان كنا نلهو فيهما أيام الجاهلية»، فرد الرسول – صلى الله عليه وسلم: «إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما يوم الأضحى ويوم الفطر».
وتابع وكيل الأزهر الأسبق قائلًا: «لا ينبغى مُطلقًا لشبابنا أن يخرجوا عما أحل الله بدافع إدخال البهجة والسرور على أنفسهم»، مُختتمًا: «ما تفعلونه يضيع أجر كفاحكم طوال شهر رمضان، إن كنتم قد كافحتم، وتحملتم حر الصيام، فلا تتمتعوا بالحرام، لأنه يبعدكم عن الله ويقربكم من النار».
فيما قال الداعية الإسلامى، الشيخ خالد الجندي، إن هذا الأمر يتوقف على مفهوم الاحتفال بالعيد، فهل كان احتفالًا بانتهاء الطاعة؟ أم بأداء الطاعة؟، مُجيبًا: «من يرى أنه احتفال بانتهاء الطاعة ينغرس فى المنكرات كيفما شاء، أما من يراه احتفالًا بأداء الطاعة فليعلم أنه انتقل من طاعة إلى طاعة».
وتابع «الجندي» قائلًا: «الناس فى هذه الحال صِنفان، عبدالرحمن، وعبد رمضان.. فعبد الرحمن يصحبه معه الرحمن فى كل زمان ومكان، وعبد رمضان، كان يعبد رمضان، وانتهت طاعته بانتهائه، فانظر من تعبد»، مشيرًا إلى أن العيد يكون برؤية الله لك فى طاعة أخرى.
وعن كيفية تغيير هذا المفهوم الخاطئ عن الاحتفال بالعيد لدى الشباب، شدّد الجندى على ضرورة تربية الأبناء على مراقبة أنفسهم، جاعلين شعار مرحلة التقلب فى الطاعات، قول الله – تبارك وتعالى: «وهو معكم أينما كُنتم».
ورفض الداعية الإسلامى فكرة غلق الملاهى الليلية فى أيام العيد قائلًا: «لا نستطيع أن نمارس الإكراه لتعبيد عباد الله، فالإكراه على الطاعة أمر لم يحصل عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم - نفسه»، مُسترشدًا بأجزاء من آيات القرآن مثل «أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين»، و«لست عليهم بمسيطر»، مُتابعًا: «أبعد هذه الآيات يتحول أحدنا إلى مُكره أو مُتسلّط على الناس ليستقيموا لرب الناس!»، مُختتمًا: «لا أوافق على التدخل القمعى فى سلوكيات البشر، فنحن نريد أن نربى المجتمع على الإيمان وليس على النفاق والمداهنة».