الملايين من ضيوف الرحمن يواصلون آداء الشعائر

أعلنت بعثة الحج الرسمية ارتفاع أعداد الوفيات بين الحجاج المصريين إلى 25 حالة، وذلك بعد وفاة حالتين بعد التصعيد إلى عرفات، وكانت الوفاة حسب تلك التقارير طبيعية، وليست نتيجة أى حوادث أو أمراض وبائية.
 
واطمأن الدكتور «طلعت عفيفى» وزير الأوقاف رئيس البعثة الرسمية للحج على الحالة الصحية، لجميع الحجاج المصريين، ومستوى التسكين والإعاشة، وأنشطة الوعظ والتوعية الدينية، بأداء المناسك على الوجه الأكمل، وفى سهولة ويسر.
 
وقال «عفيفى» إنه تم تشغيل الخط الساخن 19468 لخدمة الحجاج والاطمئنان على ذويهم، وبدأت الاتصالات تتوالى عليه، مشيرا إلى أن الحالة الصحية لمعظم الحجاج المصريين جيدة، مشيدا بالتجربة الناجحة التى بدأها القطاع السياحى، لتوعية الحجاج قبل مغادرتهم مصر، من خلال رسائل تليفزيونية قصيرة قدمها عدد من الدعاة، شملت جميع المناسك وواجبات وأركان الحج.
من جانبه، أكد «أسامة العشرى» وكيل أول وزارة السياحة، والمشرف العام على الحج السياحى، أن الوزير «هشام زعزوع» على اتصال مستمر للاطمئنان على الحجاج، منوها بمتابعة أداء 14 لجنة لبعثة الحج السياحى، بهدف توصيل الخدمة كاملة لحجاج السياحة الذين اختاروا هذا النوع من الحج، عن اقتناع كامل بجودته وقدرته على تهيئة المناخ لضيوف الرحمن، للاستمتاع بأداء المناسك دون أى مضايقات، أو تفكير فى التفاصيل الإدارية والتنظيمية، التى تنفذها الشركات بكل كفاءة.
 
وأعلن «العشرى» نجاح بعثة السياحة فى حل مشكلة أتوبيسات نقل الحجاج إلى عرفات، مشيرا إلى أن البعثة فور تلقيها هذه الشكوى أجرت اتصالات مكثفة مع مؤسستى الطوافة والنقل، وعقد ممثلو غرفة الشركات فى البعثة اجتماعا عاجلا مع المطوفين، وطلبوا ضرورة الالتزام بجميع تعاقداتهم مع الشركات.
 
وقال إن الأزمة ظهرت قبل التحرك لعرفات بساعات، حيث فوجئت الشركات السياحية بإخطار المطوفين لهم، بتخفيض عدد سيارات نقل الحجاج، لعرفات والمشاعر المقدسة، وكانت ستتسبب فى صعوبات أمام الحجاج، مشيرا إلى أنه تم توفير شبكة لاسلكية لجميع قيادات البعثة والمشرفين، لتوفير اتصال مباشر يضمن متابعة الحجيج والاطمئنان عليهم، والتدخل فورا عند حدوث أى مشكلة أو أزمة.
 
إلى ذلك صعد جموع حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات الطاهر، حيث تدفقت جموع الحجيج من مشعر منى ومن مكة المكرمة بعضهم بالحافلات والبعض الآخر بقطار المشاعر، وهناك آخرون فضلوا السير على الأقدام من منى إلى عرفات نحو عدة كيلومترات تستغرق بضع ساعات من أجل إمتاع الروح بالمشى فوق هذه الأراضى المقدسة وطلبا لمضاعفة الأجر والمثوبة.
 
والوقوف بعرفة ركن من أركان الحج، وهو أعظمها لقوله صلى الله عليه وسلم (الحج عرفة)، ومكان الوقوف هو عرفة بكامل مساحتها المحددة ومن وقف خارجها لم يصح وقوفه.
 
وتوافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام إلى مسجد نمرة لأداء صلاتى الظهر والعصر جمعا وقصرا، اقتداء بسنة النبى المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع لخطبة عرفة، وامتلأت جنبات المسجد الذى تبلغ مساحته 110 آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التى تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
 
وألقى مفتى عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ خطبة عرفة قبل الصلاة وأكد فيها أن التوحيد يعد جوهرة الدين الإسلامى والأساس الذى بنى عليه وأول أركانه وأفضلها ولأجله خلق الله الخليقة كلها، قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
 
وبعد الاستماع لخطبة عرفة، صلى الحجاج الظهر والعصر قصرا وجمعا فى وقت الأولى بآذان واحد وإقامتين لفعله صلى الله عليه وسلم.