الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
من طرة إلي القصر الجمهوري
كتب

من طرة إلي القصر الجمهوري




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 26 - 09 - 2009



الحادث الذي فجر المحبة في قلوب الناس


1
- لم يكن الهدف فقط هو اغتيال الرئيس السادات في المنصة سنة 1891، بل إسقاط مصر في أيدي طيور الظلام، وانطلقوا مثل الذئاب الجائعة لترويع الآمنين، وكانت الحوادث الإرهابية في أسيوط هي بداية المؤامرة.


- علي الفور، خلع نائب الرئيس زيه العسكري الذي كان يرتديه في المنصة، وبدأ معركة النفس الطويل لتحرير مصر من الإرهاب والإرهابيين، بعزيمة القائد المخضرم الذي يعرف ما يريد ولا يهتز أبداً.
- أرادوا مصر وطناً للخلافة، ينطلقون منه إلي سائر دول المنطقة، وصدرت الأوامر إلي كل الإرهابيين في العالم للعمل في مصر، وهل تتذكرون كيف كان هذا البلد ينام في أحضان الخوف ويستيقظ علي طلقات الرصاص؟
2
- الإنجاز الأكبر للرئيس مبارك هو تحرير البلاد من الإرهاب، وخاض حرباً حقيقية، في وقت وقف فيه العالم يتفرج علينا، والدول الشقيقة إما أن تساعدهم أو أن تشمت فينا.. حاربهم بروح القائد المنتصر.
- وانطلقت ذئاب الإرهاب الجائعة من الإسكندرية حتي الأقصر، رفعوا شعار قتيل كل يوم إما أن يكون جندياً أو ضابطاً من رجال الشرطة أو من المواطنين الأبرياء.. وهل نسينا شيماء وفرج فودة وعشرات الشهداء؟
- وانتصرت مصر، وبعد 11 سبتمبر أدرك العالم كله خصوصاً الولايات المتحدة أنهم كانوا يحتضنون الأفعي، ولم يدركوا ذلك إلا بعد أن لدغتهم، وهددت بقاءهم.
3
- عندما تولي الرئيس الحكم، بادر فوراً بأكبر مصالحة سياسية في تاريخ البلاد، وأفرج عن معتقلي سبتمبر، وخرجوا مباشرة من ليمان طرة إلي القصر الجمهوري، وكان في استقبالهم بروحه المرحة وابتسامته الهادئة.
- استطاع في لمح البصر أن يزيل المرارة ويذيب الأوجاع، وأن يؤكد بالفعل والقول أن المعارضة جزء من النظام، وأنه رئيس لكل المصريين، يرعي مصالحهم بنفس الدرجة من الاهتمام.
- لم يكن التطور الديمقراطي عند الرئيس خطوات غير محسوبة أو قفزات إلي المجهول، ولكن عملية طويلة الأجل استهدفت تحقيق المعادلة الصعبة بين الحريات العامة، والحفاظ علي أمن الوطن واستقراره وتحصينه ضد الفوضي.
4
- يوم تسلم الرئيس مهام الحكم كانت مصر تعيش قطيعة عربية شاملة، ورغم ذلك فقد وضع مبارك الكرامة الوطنية فوق أي اعتبار، ولم يتعجل أبداً عودة العلاقات مع الدول العربية.. كرامة مصر خط أحمر.
- لم تكن القضية هي أن يعود العرب لمصر أو أن تعود مصر للعرب، ولكن هي وضع أسس علاقات جديدة تقوم علي عدم التدخل في شئون الغير واحترام الدول والشعوب، والتمسك بمعاهدة السلام.
- وعاد العرب لمصر، وعادت الجامعة العربية إلي بيتها في القاهرة، وكان الدرس المستفاد هو أن مصر تعتز بعروبتها، ولكنها لا تفرط أبداً في استقلالها وكبريائها ومصالح شعبها.
5
- عندما كان الرئيس يمر بالطائرة فوق الطريق الصحراوي من القاهرة إلي الإسكندرية، كان الطريق من فوق أشبه بثعبان أسود يتلوي فوق مساحات شاسعة ورهيبة من الرمال الصفراء.
- آخر مرة شاهد فيها الرئيس الطريق، وجده عبارة عن سجادة خضراء شاسعة، اختفت الرمال تمامًا، وتحولت هذه الصحراء القاحلة إلي أكبر مزرعة للفواكه والخضروات في مصر.. الصحراء أصبحت جنة.
- مثل هذا النموذج تكرر في مصر مئات المرات.. شرم الشيخ، جنوب سيناء، توشكي والعوينات، المناطق الصناعية في السويس والإسكندرية، المدن السكنية والصناعية الجديدة.. آلاف المشروعات.
6
- أتمني أن تقوم أي جهة علمية محايدة برفع المشروعات والمباني والإنشاءات من فوق خريطة مصر يوم أن تولاها الرئيس، ثم تقارنها بما هو موجود الآن.
- النتيجة المؤكدة هي أن مصر التي تسلمها الرئيس ليست هي مصر الآن، فالإنجازات والمشروعات في كل شبر ورقعة ومنطقة، ولولا ذلك ما استطاعت البلاد أن تصمد في ماراثون الزيادة السكانية الرهيبة.
- مبارك هو أعظم البنائين في تاريخ البلاد، وملف إنجازاته يؤكد أنه لم يمض يوم إلا وكان فيه عمل جديد وإنجاز جديد ومشروع جديد.. مصر لم تضيع يوماً ولا ساعة إلا في العمل الشاق.
7
- أديس أبابا سنة 5991، هذا اليوم بالذات لا يمكن أن ينسي في تاريخ الرئيس، فهو يوم الحب العظيم الذي التفت فيه قلوب المصريين حول رئيسهم، بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة.
- مازلت أتذكر حتي الآن الكلمات التي خرجت من قلب الشيخ الشعراوي للرئيس وهو يقول له : إذا كنت قدرنا، فأرجو أن يوفقك الله، وإذا كنا قدرك فليعنك الله علي أن تتحملنا.
- ومازلت أتذكر صوت البابا شنودة الممتلئ بالدموع: الله حفظك يا سيادة الرئيس لأنه أعطاك مسئولية وأعطاك حياة، ولعل هذا الحادث كان تفجيراً للمحبة في قلوب الناس.
8
- معركة العبور الديمقراطي الكبير كانت عام 5002، عندما قرر الرئيس تعديل الدستور لانتخاب رئيس الجمهورية لأول مرة في تاريخ البلاد، ومنذ ذلك اليوم، ونحن نعيش حالة حراك ديمقراطي رائعة.
- لم يضق الرئيس ذرعاً ببعض حالات الانفلات الإعلامي، وكان المدافع الأول عن الديمقراطية والحريات العامة، ولم يسمح أبداً بالارتداد إلي الوراء، بل بتحصين التجربة و حمايتها.
- كل الشواهد تؤكد أن الرئيس سيقدم حزمة إصلاحات جديدة في المستقبل، تحقق لمصر ونظامها السياسي الطموحات الكبيرة كدولة تقود التطور الديمقراطي في المنطقة.
9
- ليس غريباً أن تلتف قلوب الناس حول الرئيس، وأن يشعروا بالقلق إذا تعرض لأزمة أو وعكة صحية، لأنهم يدركون تماماً أنه صمام الأمان، والذي ينحاز دائماً إليهم ويدافع عن مصالحهم.
- عندما نشيد بحكمة الرئيس وحنكته، فهذه ليست طقوساً دعائية، ولكن معناها أنه يحتوي مخزوناً هائلاً من الخبرات والمواقف يجعله قادراً علي العبور من مختلف الأزمات بأمان وسلام.
- سيادة الرئيس.. عندما ندعو الله أن يحفظك، فهذا ليس تزلفاً، لأننا نفعل ذلك مع من نحبهم ونحترمهم، وأنت تحب المصريين، فأحبك المصريون.

E-Mail : [email protected]