الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

تقرير علمي يحذر من كارثة جديدة بالدويقة مع أي هزات أرضية أو هطول أمطا




انتهت هيئة المساحة الجيولوجية من تقريرها المفصل حول المخاطر المحيطة بسكان مناطق عديدة بجبل المقطم، إثر ما تردد مؤخرا حول انهيار صخري جديد بها، حيث أكد التقرير أن المخاطر تحيط بالسكان من كل جانب وأن هناك عوامل طبيعية تعتبر استكمالاً لما تم التحذير منه من قبل من انهيارات محتملة، إلا أنه وبحسب التقرير فإن المخاطر تتأكد، مع حدوث زلزال أو هزات أرضية شديدة إلي متوسطة.
في البداية يقدم التقرير توصيفًا لطبوغرافية المنطقة التي تم الفحص بها وأنها منطقة تمثل حافة هضبة متوسطة الارتفاع متعرجة الحواف التي تأخذ شكل الألسنة بفعل التعرية وتوجد أسفل هذه الحواف وعلي منحدراتها عشش وحجرات سكنية.
وتأكيدا علي تقارير سابقة عن مكونات المنطقة فتتكون صخور المنطقة أعلي الهضبة من صخور الحجر الجيري الصلب الذي يتميز بكثرة التشققات ويوجد أسفل تلك الطبقة طبقة من الطفلة تشكل منحدرات تلك الهضبة، وتمثل تلك الصخور الوحدتين الثالثة والرابعة لمكون المعادي التابع لعصر الأيوسين العلوي.
ويتعرض التقرير لنتيجة خطيرة لما أدت إليه عوامل التعرية من اتساع الشقوق والفواصل وانفصال بعض الكتل الصخرية علي منحدر الهضبة بأحجام مختلفة تصل الي عدة أمتار، وتمثل تلك الكتل خطورة كبيرة علي المساكن التي أسفلها.
ويقدم التقرير التحذيرات المسبقة لتلك الصخور الموجودة بالهضبة، حيث تمثل الكتل الصخرية المنفصلة عن الهضبة خطورة كبيرة من سقوطها علي المساكن الموجودة علي المنحدرات أو أسفلها كما يمثل استمرار اتساع الفواصل والشقوق خطورة في تشكل وانفصال الكتل الصخرية، وتزداد احتمالية الخطر في الظروف غير المعتادة من حدوث هطول كبير للأمطار أو حدوث هزات زلزالية شديدة إلي متوسطة، أو تسرب مياة الصرف الصحي ولحسن الحظ لاتوجد أي مساكن عشوائية أعلي هذه الهضبة وهو الأمر الذي حافظ علي ثبات هذه الكتل الصخرية في مكانها منذ أكثر من ثلاث سنوات أو منذ بداية المتابعة والملاحظات الدورية للمنطقة من أعضاء اللجنة العلمية العاملة بالمنطقة.
وقد قامت اللجنة بإدراج تلك المنطقة ضمن المناطق الخطيرة أولوية أولي و كانت اللجنة قد أوصت بإزاله مناطق أكثر من تلك المنطقة في الخطورة ضمن أولويات شدة الخطورة وقد ذكر ذلك في تقرير عن المناطق التي تمت إزالتها، إلا أن التقرير كشف النقاب عن مناطق لم تطولها يد الإنقاذ حتي الآن، شمال مدارس سعد زغلول بمساحة 7600 متر مربعًا وتوجد بها نقاط خطرة مازالت تحت الدراسة وكذلك موقعين بمنطقة المعدسة بمساحة 1680 مترًا مربع مازالت أيضا تحت الدراسة وبها مناطق خطرة، أما مناطق جنوب شرق الشهبة بمساحة 6 آلاف متر مربع فمازالت بها نقاط خطرة وهي تحت الدراسة، وفي منطقة عزبة العرب يوضح التقرير أن هناك 20 ألف متر مربع بها نقاط خطرة ما زالت تحت الدراسة.
وطالب التقرير بإزالة المساكن أعلي الحواف الواقعة في منطقة شارع النور ووادي فرعون علي مساحة 44 ألفًا و200 متر مربع، وكذلك المنازل المقامة أعلي الهضبة في شارع مصطفي غريب بالشهبة علي مساحي 64 ألفًا و500 متر مربع، وأخيرا هناك نقاط خطرة لم يتم إزالتها بعد بمساحة 38 ألف متر مربع في المنطقة المحصورة بين شارع ابوبكر الصديق وشارع الرزاز.
وأوضح التقرير وجود عدد كبير من الوحدات العشوائية الحديثة بالمنطقة مقارنة بالمعاينات السابقة مما يعني وجود سكان جدد، ليس لهم أحقية في الحصول علي وحدات بديلة.
وجدير بالذكر أن المناطق الخطرة بالشهبة ووادي فرعون ومعهم المنطقة المحصورة بين شارعي الرزاز وأبوبكر الصديق جنوب بلوكات الحرفيين يجري إزالتهم منذ بداية عام 2011 وتم إزالة مساكن عشوائية ومنح سكانهم وحدات بديلة تزيد علي 2500 وحدة سكنية ومازالت المناطق شديدة الخطورة لم تزال بالكامل وذلك لتوافد سكان جدد علي المناطق التي يجري إزالتها وهو الأمر الذي يعطل إزالة باقي المناطق الخطرة في منطقة الحافة الشمالية للمقطم بصفة عامة.
وأوصي التقرير سرعة تدبير الوحدات السكنية المطلوبة وإزالة المساكن العشوائية بالمنطقة، حيث أن المنطقة معرضة لمخاطر سقوط كتل صخرية، وأن كثيرا من الوحدات السكنية أنشئت حديثا، ويجب مراعاة ذلك عند حصر السكان وتسكينهم، من خلال الصور التي تم التقاطها خلال الأعوام السابقة لتتمكن المحافظة من معرفة المساكن المستحدثة.
كما كشف تقرير آخر لهيئة المساحة الجيولوجية التقطته الأقمار الصناعية وأعدته هيئة عن مخاطر تحيط بمساكن سوزان مبارك بمنطقة الدويقة الواقعة في حي منشأة ناصر، والتي أنشئت بمنحة إماراتية.
وجاء في التحليل الطوبوغرافي لمنطقة الدراسة الواقع في نطاقها المساكن أن شارع محمد أحمد هاشم يمثل حوضا داخليا تتجمع فيه جميع مسارات المياه التحت سطحية والسطحية ويقع أسفل مستويات الإرتفاعات، وأن هناك نطاقا كبيرا لتسرب المياه، حيث تتشبع فيه الطبقات الصخرية من عمق 6 أمتار حتي 35 مترا وباتساع نحو40 مترا ومصدرها خليط من المياه المتسربة من أعلي مساكن الحرفيين، كما أن مساكن سوزان مبارك تقع في أدني مستوي طوبوغرافي مما يجعلها نقطة استقبال وتجميع لمسارات المياه السطحية والتحت سطحية.
وأوصت الهيئة بإخلاء منطقة الخطورة تماما من السكان وتتبع سير المياه الباطنية لتحديد مكامن الخطورة باستخدام الطرق الجيوفيزيقية وتكليف مسئولي الصرف الصحي ومياه الشرب بالمرور والتأكيد علي سلامة المرافق، مع التشديد علي مسئولي الكهرباء علي التفتيش علي وصلات الكهرباء القريبة والملاصقة لأماكن تسريب المياه حرصا علي سلامة المواطنين، وكذلك تكثيف الدراسات الجيولوجية والتركيبية علي المنطقة.