الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الحكومة» تعاقب المتهمين فى مزرعة شبين الكوم.. والشرفاء يدفعون الثمن

«الحكومة» تعاقب المتهمين فى مزرعة شبين الكوم.. والشرفاء يدفعون الثمن
«الحكومة» تعاقب المتهمين فى مزرعة شبين الكوم.. والشرفاء يدفعون الثمن




المنوفية - منال حسين


يعيش أهالى منطقة البر الشرقى بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، خاصة شارعى مديرية الصحة والسجن، فى قلق مستمر، بسبب الازدحام الشديد والروائح الكريهة، جراء تواجد مزرعة سجن شبين الكوم العمومى داخل الكتلة السكنية المكتظة بالمواطنين والزيارات المتعددة لأهالى المساجين وسلوكياتهم المثيرة للاشمئزاز، فضلا عن الألفاظ السيئة التى يتبادلونها فيما بينهم، بالإضافة إلى المشادات الكلامية التى تصل إلى حد الاشتباكات بالأيدى.
والمصيبة الكبرى عند هروب أحد المساجين، تتحول المنطقة لثكنة عسكرية، ويتبادل إطلاق النيران وسط مطاردات بوليسية غير مسبوقة، ما يثير الخوف والذعر لدى السكان، الذين تقدموا بأكثر من طلب منذ ما قبل ثورة 25 يناير للمسئولين لنقل السجن العمومى خارج الكتلة السكنية إلى وادى النطرون أو أى من المناطق الخالية من السكان، وذلك مراعاة للخصوصية وحفاظا على سلامة وأرواح الأهالى، وتوفير الأمن والأمان والسلامة والهدوء والطمأنينة، لكن يبقى الوضع كما هو عليه، ولم يلتفت أى أحد من المسئولين إلى شكواهم حتى الآن.
«روزاليوسف» التقت بعدد من سكان المنطقة لبحث شكواهم ومعرفة تفاصيل الأزمة ونوعية المضايقات التى تواجههم لعرضها على المسئولين للوصول للحل الأمثل.
يقول المواطن نبيل سراج، مدرس: إن مكان السجن وسط كتلتنا السكنية يسبب لنا الخوف والتوتر الدائم، ولابد من نقله إلى مكان بعيد عن السكان، نظرا لمعاناتنا التى نعانيها على خلفية زيارة أهالى المساجين، فضلا عن أنه يتردد على أسماعنا ألفاظ سوقية ما أنزل الله بها من سلطان، وسط ازدحام غير مسبوق وكأنه «يوم الحشر»، منوها إلى أنهم يعانون من انتشار الروائح الكريهة بسبب استخدام أهالى المساجين مداخل العمارات كمراحيض لقضاء حاجتهم، وإلقاء القاذورات والقمامة دون مراعاة لمشاعر وخصوصية أهالى المنطقة.
كل تلك المخالفات والمشادات والروائح الكريهة دفعت هدى السيد، من سكان المنطقة، إلى ترك شقتها والانتقال إلى منطقة أخرى بعيدًا عن حيز السجن بعدما رفض المسئولين نقله وضربوا بشكوى الأهالى عرض الحائط، ولخوفها على حياة أطفالها، مؤكدة أنها عاشت هى وأسرتها أصعب أيام حياتها بعد ثورة يناير، حيث إطلاق مستمر للأعيرة النارية بسبب هروب المساجين، مستنكرة من تقاعس المسئولين فى نقله خارج الكتلة السكنية بمساحة أكبر وطراز أحدث.
وتعرب «أم يوسف»، ربة منزل، عن استيائها من طرق أهالى المساجين أبواب شقتها لاستخدام الحمام، ما يضطرها للموافقة خوفا منهم، منوهة إلى أن حالة من الذعر والهلع تنتاب أسرتها، منوهة إلى أن الظروف المادية الطاحنة وارتفاع أسعار الإيجارات الجديدة عنان السماء وراء تراجعها أكثر من مرة إلى ترك المكان بأكمله، والتضحية بذكرياتها وأجمل أيام حياتها التى تعد وحدتها السكنية شاهد عيان عليها، منوهة إلى أن عددًا من السكان تقدموا بطلبات عديدة للمسئولين منذ عهد المستشار أشرف هلال، محافظ المنوفية الأسبق، لكن دون جدوى.
وتقترح فاطمة مرسى، طالبة جامعية، نقل السجن خارج الكتلة السكنية والاستفادة من مساحته الكبيرة، من خلال إنشاء عدد من المشروعات الاستثمارية التى تخدم أبناء محافظة المنوفية، مثل المدارس أو المساكن الاقتصادية للشباب أو محطات مياه الشرب والصرف الصحي، منوهة إلى أنها رأت أكثر من مرة أهالى المساجين يتعاطون المخدرات «عينى عينك» على أعتاب أبواب السجن، مستنكرة سلوكياتهم وتصرفاتهم غير السوية.
وبسؤال مصدر مسئول بمحافظة المنوفية أقر بمشروعية مطالب أهالى المنطقة بنقل السجن بعيدا عن أى تجمعات سكنية للحفاظ على سلامتهم وسلامة أبنائهم، وشعورهم المستمر بالتوتر والقلق، خاصة عند فتح باب الزيارات للأهالى، كذلك استخدام القوة والرصاص الحى عند محاولة هروب المساجين، الأمر الذى ينعكس عليه إثارة الذعر بالمنطقة، مشيرًا إلى أن عزوف الأهالى عن المنطقة لم يشفع لدى المسئولين بالنظر ودراسة مطالبهم فى نقل السجن من مكانه إلى مكان آخر.
ويلفت المصدر إلى أن مزرعة سجن شبين الكوم عند إنشائه كانت المنطقة خالية من المبانى السكنية فى ذلك الوقت، مشيرًا إلى أنه تم إنشاؤه ليضم عددًا كبيرًا من المساجين، يصل لـ3 آلاف متهم، هو الأمر الذى يوحى بأنه يتوافد على السجن نحو 9 آلاف شخص بمتوسط 3 لكل مسجون، لزيارة أقاربهم وذويهم من جميع المحافظات، وهذا يمثل عناء كبيرًا عليهم لطول المسافة إذا تم نقله إلى وادى النطرون، لافتا إلى أن السجن مخصص للتحقيق وليس لمن تم الحكم عليه بشكل نهائى، ومن الصعب أن يتم عرض مسجون على النيابة أو إخطاره بجلسة ويأتى من وادى النطرون إلى محكمة شبين، موضحا أن هناك قرارًا بالفعل من قبل اندلاع ثورة 25 يناير بنقل السجن خارج الكتلة السكنية، إلا أنه تم الاعتراض عليه من قبل وزير السياحة آن ذاك.  
من جانبه أكد اللواء محمد مسعود الديب، مدير أمن المنوفية، أن نقل سجن شبين الكوم المركزى من موقعه الحالى  وسط الكتلة السكانية المزدحمة بالمدينة ـ لموقع آخر خارج حدود المدينة يرجع لخطة قطاع مصلحة السجون الذى يتبع وزارة الداخلية وليس مديرية الأمن بالمحافظة، وهذا أمر يتوقف على رؤية المسئولين عن هذا القطاع بالوزارة وليس المتواجدين بالإقليم، معترفا بأن الموقع الحالى لسجن شبين الكوم المركزى يتطلب إعادة النظر من جديد لتواجده فى قلب الكتلة السكانية المزدحمة والحيوية والمكتظة بالمواطنين.
وينوه مدير أمن المنوفية إلى أن دور مديرية الأمن يتمثل فى توفير الحماية اللازمة واتخاذ أعلى درجات التأمين ـ الحيطة والحذر ـ لمبنى السجن المركزي، شأنه فى ذلك شأن جميع المنشآت الأمنية ومراكز وأقسام الشرطة على امتداد محافظة المنوفية، لافتًا إلى أنه فى حالة طلب الرأى والمشورة فيما يتعلق باتخاذ قرار وزارى بنقل السجن من موقعه فإنه لن يتأخر بإبداء الرأى السديد فى ذلك الشأن، مؤكدًا أنه بالفعل يفضل نقله لموقع آخر خارج زمام الكتلة السكنية بالمدينة ويتوافر لديه الاشتراطات اللازمة لتأمينه.