الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

خبراء: عودة التصعيد الإيطالى ضد مصر ورقة سياسية فى الانتخابات المحلية

خبراء: عودة التصعيد الإيطالى ضد مصر ورقة سياسية فى الانتخابات المحلية
خبراء: عودة التصعيد الإيطالى ضد مصر ورقة سياسية فى الانتخابات المحلية




كتبت - هبة سالم


قلل خبراء سياسيون وعسكريون من خطورة القرار الإيطالى بتجميد اتفاقات إمداد مصر بقطع غيار الطائرات طراز F16، مؤكدين على أن قطع غيار ذلك النوع من الطائرات متوافر فى العديد من البلدان بما يمكن مصر من الحصول عليها من دول أخرى بديلة فضلا عن انتهاج مصر لسياسية تنويع السلاح.
وكان البرلمان الايطالى قرر تجميد اتفاقية امداد مصر بقطع غيار إف 16 على خلفية مقتل الشاب الايطالى ريجينى فى القاهرة، ما اعتبر عودة لتصعيد غير مبرر رغم استقرار العلاقات والتعاون بين البلدين فى التحقيقات.
وأرجع الخبراء عودة التصعيد الايطالى إلى حسابات انتخابية داخلية فى ايطاليا، حيث تتنافس الأحزاب فى ايطاليا على فى الانتخابات المحلية عبر تصعيد الخطاب الشعبى الذى يلقى اهتماما لدى الرأى العام ما دفعهم لاستغلال حادث مقتل ريجينى كورقة انتخابية والمزايدة فيما بينها.
ويرى الدكتور ايمن سمير استاذ العلاقات الدولية أن هناك عدة عوامل ساعدت فى عودة التصعيد من جديد، أهمها ان قضية ريجينى اصبحت قضية داخلية تشغل الرأى العام الايطالى وورقة تستخدمها المعارضة فى المزايدة وابتزاز حكومة رئيس الوزراء ماتيورينزى، فإيطاليا تستعد لانتخابات المحليات وكل حزب يحاول ان يقدم نفسه من خلال قضايا شعبية تشغل الرأى العام.
وأضاف سمير كانت منظمتا هيومن رايتس واتش والعفو الدولية طالبتا الخارجية الايطالية بتجميد التعاون مع مصر بزعم الضغط على مصر لدفعها للتعاون بشكل اكثر ايجابية فى كشف ملاباسات قضية ريجينى، لافتا إلى أن المنظمتين وصفتا التعاون المصرى غير كاف ومبتور.
واشار سمير إلى ان ايطاليا من اكبر دول الاتحاد الاوروبى الشريكة مع مصر، وهذا التصعيد يضر المصالح الايطالية ايضا لذا رفض القرار 50 نائبا بالبرلمان الإيطالى فى مقابل موافقة 159 نائبا فالقرار صادر عن البرلمان وليس الحكومة التى من المؤكد أنها تخضع لضغوط فهى لا تريد التصعيد، مضيفا مؤكد الأزمة سحابة صيف سرعان ما ستزول.
وقال اللواء عبد المنعم قاطو الخبير العسكرى إن هذا التصعيد جاء نتيجة تنافس داخلى ما بين حزبين فى ايطاليا لقرب الانتخابات المحلية هناك، فالحزب المعارض يحاول احراج الحكومة فى هذا الموضوع.
واضاف قاطو ان تجميد هذه الصفقة لن يؤثر اطلاقا على الجانب المصرى لأن قطع غيار طائرات F16 متوافرة فى جميع انحاء العالم ويمكن لمصر الحصول عليها من الدولة المصنعة للطائرة وهى الولايات المتحدة الامريكية، لافتا إلى ان هذا التصعيد يضر مصالح المستثمرين الايطاليين فى مصر قبل أن يضر المصالحة المصرية.
وأوضح قاطو ان حادث مقتل ريجينى جنائيا وليس من الحكمة تسييسه، مشيدا برد فعل الخارجية المصرية على القرار بأن مصر ستعيد النظر فى العلاقات مستطردا يجب على الجانب الايطالى أن يكون أكثر مرونة فى التعامل مع الأحداث.
ومن جانبه قال الدكتور يسرى العزباوى الخبير الاستراتيجى بمركز الاهرام إن بعض التيارات السياسية داخل ايطاليا تقوم بالضغط للوصول الى اى نتائج حول مقتل الطالب الايطالى ريجينى، ولذلك تم اتخاذ بعض الاجراءات والتى يرون انها عقابية ضد الدولة المصرية ومنها تعليق الصفقة ووقف التعاون العسكرى.
واضاف العزباوى لا بد من اتخاذ بعض الاجراءات المهمة فى المرحلة المقبلة، منها تفعيل السياسة الدبلوماسية بين البلدين، واتاحة المزيد من فرص الاستثمار الايطالى ببعض المميزات و فى مختلف المجالات.
وقال اللواء السيد الجابرى الخبير العسكرى إن وزارة الداخلية فى مصر اخفقت فى إدارة الازمة قضية منذ الإعلان عن العثور على جثة ريجينى ادى إلى تشكك مؤسسات ايطالية فى حقيقة التعاون المصرى لكشف غموض الحادث. ولم يستبعد الجابرى نظرية المؤامرة ضد مصر قائلا: ايطاليا جزء من الاتحاد الاوروبى وهى مشتركة مع امريكا فى مشروع الشرق الاوسط الكبير، ورغم اسقاط الشعب المصرى لهذا المشروع فى 30 يونيو الا ان ذلك لم يمنع القوى الاستعمارية القديمة من محاولة اسقاط الدولة المصرية عن طريق الحصار الاقتصادى بأساليب غير مباشرة كالسياحة والاقتصاد، موضحا ان القيادة السياسية قد قدمت فى المؤتمر الاقتصادى نماذج عالمية من المستثمرين وكلما خطت مصر للأمام تجد دول الاستعمار وقوى التنظيم الارهابية المحلية فى توجيه ضربات مضادة للتحركات المصرية.