الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كعك العيد عادة فرعونية يحرص المصريون عليها فى كل أعيادهم

كعك العيد عادة فرعونية يحرص المصريون عليها فى كل أعيادهم
كعك العيد عادة فرعونية يحرص المصريون عليها فى كل أعيادهم




كتبت - ثناء اليمانى

يأتى العيد بكل مظاهر البهجة ويستعد معظم البيوت المصرية الآن لعمل كحك العيد فهو من مظاهر احتفالات كل المصريين بأعيادهم مسلمين ومسيحيين.
عمل الكحك عادة مصرية قديمة كانت موجودة فى مصر قبل دخول المسيحية والإسلام وأعيادهم بسنين طويلة، حيث يرجع صنع الكعك إلى العصر الفرعونى، فكانوا يضعونه مع الموتى داخل المقابر وكانوا ينقشون على الكعك رسم الشمس الإله «آتون» أحد الآلهة الفرعونية القديمة، وهو الشكل الذى وصلنا فى العصور الحديثة حيث ما زالت السيدات تقوم بنقش الكعك على شكل قرص الشمس.
وكلمة كحك أصلها التاريخى، كلمة قبطية أصيلة ومفردها كحكة من «كعكة καακε» وممكن نتبع أصل الكلمة لحد المصرى القديم (الهيروغليفى).
وعلى الرغم من ارتفاع أسعار الكعك بنسبة 15٪ عن العام الماضى إلا أن المصريين مازالوا حريصون على هذه العادة المرتبطة لديهم بفرحة العيد.
حيث تفضل الأسر البسيطة صنع الكعك والبسكويت فى المنزل لأنه أقل تكلفة ويضمن جودته ونظافته على الرغم من المشقة والتعب اللتين تبذلهما الأسرة فى صناعته، وأيضا مشاركة الأهل والجيران فى عمله بالمنزل يضفى البهجة والفرحة على البيت كله.
والمصريين عادة يقومون قبل قدوم عيد الفطر «العيد الصغير» بعدة أيام بعمل الكحك والبسكويت، ويوم العيد كان هناك طقس يدل على التعاون فكانوا يقومون بتبديل أطباق الكحك مع جيرانهم ومعارفهم.
أما فى «عيد رأس السنة القبطية فى أول شهر توت» كان المصريون يعملون الهريسة ولقمة القاضى ويتبادلونها مثل كحك العيد حيث تعد هذه عادة اجتماعية مهمة ليتشاركوا جميعاً فى بهجة الأعياد.
ومن المعروف أن ظاهرة تلازم الحلوى بالاعياد ازدهرت خلال الفترة الفاطمية بالقاهرة وعرفت إبانها القوالب التى كان يصنع بها الكعك، فيضم متحف الفن الإسلامى بعض الآثار لما كان يكتب على الكعك بواسطة القوالب التى يتشكل منها والتى كان أبرزها عبارات «بالشكر قدوم النعم، وكل هنيئا، وكل واشكر» وفى بعض المناسبات كانوا يشكلون الكعك على هيئة عرائس تراثية.
ومع قدوم العيد كانت تحرص المصريات خاصة فى الريف وصعيد مصر على تقديم كعك على هيئة (حلقات) محلاة بالسكر ليوزع على الفقراء بالمقابر، ففى المعتقدات القديمة «يعتقد العامة أن ملاك الرحمة» يقوم بتعليقها من منتصفها فى أحد فروع شجرة الحسنات.
ويذكر المؤرخين أن مصر كان فيها أكثر من 53 نوعا من الحلويات فى العصور الوسطى، ويعتبر هذا عددًا كبيرًا لا يوجد فى أى بلد فى تلك الأيام.