الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المنشاوى».. مولد وصاحبه غايب بـ«القليوبية»

«المنشاوى».. مولد وصاحبه غايب بـ«القليوبية»
«المنشاوى».. مولد وصاحبه غايب بـ«القليوبية»




القليوبية ـ حنان عليوه

 

تشهد محافظة القليوبية العشرات من الأضرحة والمقامات التى يرتادها المئات من المصريين خاصة البسطاء منهم، للتبرك ونيل البركات، حول تلك الأضرحة، نسج العديد من الحكايات والأقاويل التى توارثها الناس جيلا بعد جيل، قصص عن كرامات وروايات عن صفات خارقة وبركات لا حصر لها، فى المقابل ترفض مديرية الأوقاف بالقليوبية فكرة الموالد شكلا ومضمونا، مؤكدة أنها بدعة ولا أساس لها فى الإسلام، علاوة على أن من يريد التقرب الى الله فعليه بالصلاة والزكاة، وعلى من يريد نحر ماشية أو ما شابه ذلك فله ما شاء لكن شريطة توزيعها على الفقراء مع عدم إقامة ذكر أو احتفالية وفقا لأحاديث نبوية كثيرة.

وتتعدد الأضرحة فى محافظة القليوبية، مثل سيدى عبدالرحمن، وسيدى رضاض، وسيديى العوام واليتيم، وسيدى عواض بقليوب، والدكرورى بقرية كفر الجمال بطوخ، ومقام الطوخى بمدينة طوخ، وفى دندنا يسمى بـ«التسعة» على خلفية المقامات الـ9 المنتشرة بأنحاء القرية، وفى كفر حسن ضريح «المنشاوى»، وفى العمار المغازى، وسيدى النفيلى بكفر العمار.

بالإضافة إلى ضريح سيدى طه فى نوى بقليوب، وعلى القرنفيلى، وشريف الدكرورى فى قرنفيل بالقناطر الخيرية، ومحمد أبونار الذى تقام له احتفالية ليلة كل عيد أضحى بقرنفيل، وسيدى سعيد فى شبين القناطر، ومولد السنارى وبن الجمال بقرية طحوريا التابعة لمركز شبين القناطر، كما يوجد ضريح سيدى على شومان بكفر شومان التابع لميت كنانة بطوخ، وغيرها من المقامات التى تنتشر بأنحاء القرى والمدن بالمحافظة.
ففى قرية كفر حسن التابعة لمدينة طوخ تسير اتجاهات المواطنين خلال المولد كباقى القرى، حيث تحتفل أهالى القرية بمولد سيدى «حسن المنشاوى»، وسط توافد المئات من المواطنين على المقام حيث تقام احتفالية بالقرية وسط عادات وتقاليد القرية، التى ترجع إلى أكثر من 40 سنة، فضلا عن أن سراديق الاحتفال تقام بملعب القرية الذى يمتلئ بالألعاب من مراجيح وملاهى وغيرها من الألعاب ليقضى أبناء القرية وشبابها وأطفالها والوافدون أوقاتًا ترفيهية، فيما تأتى احتفال الفتيات بشراء الحلى وألعاب الأطفال لصغارهن، كما يقيم مساء الليل مايسمى بالصياد وهو مايقام بالغناء الشعرى والأمثال والذكر، ناهيك أنه تأتى عادات القرية بمثل هذا اليوم دعوة الأهالى لأصدقائهم من خارج القرية لحفل عشاء ويقضى وقت ترفيهى وسط حضور كبير من أبناء القرية.
يروى بالقرية منذ عشرات السنين أن تسمية المنشاوى بهذا الاسم ترجع إلى أنه جاء لسيدة بالقرية فى المنام رجل يطير ووقف أمامها يقول لها بأنه يدعى المنشاوى، وجاء من اليمن ليطلب منها إقامة مقام له بمكان معين، وإقامة ليلة احتفالية بمثل هذا اليوم من كل عام، واستجابت السيدة له وبالفعل روت الحلم على زوجها للوفاء به ويقيم الاحتفالية بالمقام سنويا دون جسد، واستمر فى إقامة الاحتفال سنويا، وحتى وفاة زوجها تولى شخصان من العائلات الأخرى بإقامة الليالى لتقام يومى الأربعاء والخميس بمثل هذا الشهر من كل عام، كما تشهد الاحتفالية ذبح رأس ماشية ويتم توزيعها على الفقراء والقادمين إلى القرية خلال ليلتى الاحتفال، ناهيك أن المقام يشهد ليلا إقامة الأضواء  وإنارة الشموع ويستقبل أعدادًا كبيرة من المواطنين ليدعوا إليه للتبرك والتوسل وإتاء النذور اعتقادا منهم بالتوسل إلى الله.
إلى ذلك هناك ضريح «سيدى عواض» بقليوب، ويطلق عليه الأهالى مقام سيدى «الشيخ عواض»، الذى ولد بالمغرب الأقصى، أواخر القرن الثامن الهجري، وينتهى نسبه الشريف إلى مولانا الحسن بن على بن أبى طالب «رضى الله تعالى عنهم»، حفظ القرآن الكريم وهو صغير السن، والتحق بالمدرسة العظمى التى أنشأها السلطان أبوسعيد المرينى، وتخرج فى جامعة القرويين بفاس.
وخلال تأديته لفريضة الحج مر بمصر، ومكث عامين فى مدينة الإسكندرية، تتلمذ فيهما على يد أصحاب الطريقة الشاذلية، ثم جاء الشيخ عواض إلى قليوب فى النصف الثانى من القرن التاسع الهجري، تولى حينها إمامة المسجد الجامع بقليوب، كما تولى القضاء بها من قبل السلطان قايتباى حتى توفى عام 878هــ، ثم أقام له شيخ قبيلة الشواربية ضريحًا له فى الغرفة التى كان يسكنها.
كما يوجد ضريح سيدى على شومان بكفر شومان التابع لميت كنانة مركز طوخ، وذكر ان أصل نسب على شومان، يرجع إلى سيدى موسى الكاظم وسيدى جعفر الصادق وينتهى النسب الى الإمام على والسيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنهما، وروى أنه تزوج من «خضرة» من عائلة الفقى بكفر الشوبك مركز شبين القناطر، وأنجب منها ذرية منها: «ريان، وعلى الأصغر، وشومان، وأحمد، ويوسف».
أما «ريان» فرحل من عند أبيه إلى بلدة تسمى قطعة الحارون وهى الآن تسمى كفر الشوبك بمركز شبين القناطر، وله الذرية والنسل بالقرية وكل من هو ينتهى اسمه ريان فهو مرتحل من كفر الشوبك داخل وخارج مصر، ومنهم عائلة ريان بغزة، وسنديون ورمادة وكفر سندوة وعرب جهينة وكوم السمن قليوبية، والشرقية بنى صالح بمنيا القمح، وبنى عامر بالزقازيق، والمنصورة والاسكندرية ومنشية ربيع بالفيوم، وأسيوط وسوهاج وأسوان وينتهى النسب بـ«ريان شومان».
لكن شومان الأكبر ارتحل من عند أبيه إلى مشتول الطواحين وله الذرية بمشتول السوق الآن، بينما أحمد ويوسف وشومان أقاموا مع والدهم بميت كنانة شرق البلد وضريح سيدى على شومان بكفر شومان بميت كنانة قليوبية، ومن هذه الذرية انتشرت العائلة بمعظم محافظات مصر، ويقال إن عائلة شومان كبيرة ومنتشرة بجميع المحافظات، ويقال أيضًا إن عمر هذه العائلة 120 عاما فهو جد الوالد مصطفى الثالث الذى ولد عام 1814 وتوفى عام 1934 ميلادية.
من جانبه أكد الشيخ صبرى دويدار، وكيل وزارة الأوقاف بالقليوبية، أن الموالد كلها بدعة وليست لها علاقة بالدين وليس لها أساس فى الإسلام، مشيرا إلى أن الإنسان إذا أراد التقرب إلى الله سبحانه وتعالى فعليه اللجوء إلى العمل الصالح والدعاء والصلاة والزكاة ومساعدة الفقراء والمساكين، حيث إنها الأعمال التى ستكون ذخرا للشخص بعد مماته وستجمع له حسنات لا تعد ولا تحصى إذا ما كانت خالصة لوجهه الكريم.
وقال دويدار: إن الرؤية لها ميعاد وميقات وليس فى وقت الكراهية، موضحا أن الرؤية الصادقة هى التى تكون فى وقت النوم بعد صلاة العشاء وحتى الفجر، أو خلال وقت الضحى وتسمى بساعة «قيلولة»، منوها إلى أن أفكار إحياء الموالد وإقامة الذكر اعتقاد خاطئ يسيطر على بعض المواطنين، لكن إذا قام الشخص بنحر وإطعام الأهالى فهذا حلال ويمكن أن يقام بدلا من أخطاء إقامة الذكر.
وأرسل وكيل الأوقاف، رسالة لمواطنى محافظة القليوبية، قائلا فيها: «اتقوا الله وتزودوا من التقوى، واستمروا فى أعمال الخير والبر بعد انتهاء شهر رمضان»، وأجعلوا أيام دهوركم كلها رمضان، مستنكرا قيام البعض بالتكاسل فى أداء الصلاة على أوقاتها ما كان يفعل خلال الشهر المبارك، قائلا: من كان يعبد رمضان فرمضان قد ولى ومات ومن كان يعبد رب رمضان فإن الله حى لا يموت، مختتما بقوله: روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو راد، أى مردود عليه».