الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أطلَّ صباح العيد فى الشرق يسمع




 
أطل صباح العيد فى الشرق يسمع
 
صباح به تُبدى المسرة َ شمسها
 
صباح به يختال بالوشى ذو الغنى
 
صباح به يكسو الغنيُّ وليده
 
صباح به تغدو الحلائل بالحُلى
 
الاليت يوم العيد لا كان انه
 
يرينا سروراً بين حزن وانما
 
فمن بؤساء الناس فى يوم عيدهم
 
قد ابيضَّ وجهُ العيد لكنَّ بؤسهم
 
خرجتُ بعيد النحر صبحاً فلاح لي
 
خرجت وقرص الشمس قد ذرّ شارقا
 
هى الشمس خَوْدٌ قد أطلَّت مصيخة
 
كأن تفاريق الأشعة حولها
 
ولما بدت حمراء أيقنت أنها
 
فرحت وراحت ترسل النور ساطعاً
 
بحيث تسير الناس كل لوجهة
 
وبعضٌ له أنفٌ أشمٌ من الغنى
 
وفى الحيّ مذمار لمشجى نعيره
 
فجئت وجوف الطبل يرغو وحوله
 
ترى ميعة الاطراب والطبل هادرٌ
 
فقد كانت الافراح تفتح بابها
 
وقعت اجيل الطرف فيهم فراعني
 
صبى صبيح الوجه أسمر شاحب
 
يزين حجاجيه اتساعُ جبينه
 
عليه دريسٌ يعصر اليتم ردنه
 
يليح بوجهٍ للكآبة فوقهُ
 
على كثر قرع الطبل تلقاه واجماً
 
كأن هدير الطبل يقرع سمعه
 
يرد ابتسام الواقفين بحسرة
 
ويرسل من عينيه نظرة مجهش
 
له رجفة تنتابه وهو واقف
 
يرى حوله الكاسين من حيث لم يجد
 
فكان ابتسام القوم كالثلج قارساً
 
فلما شجانى حاله وافزّني
 
ورحت أعاطيه الحنان بنظرة ِ
 
وافتح طرفى مشبعاً بتعطف
 
هناك على مهل تقدمت نحوه
 
أيابن أخى من أنت ما اسمك ما الذي
 
فهبَّ أمامى من رقاد وُجومه
 
وأعرض عنى بعد نظرة يائس
 
فعقَّبتهُ مستطلعاً طلعَ أمره
 
وبيناه ماشٍ حيث قد رحت خلفهُ
 
 
ضجيجاً به الافراح تمضى وترجعُ
 
وليس لها إلا التوهم مطلعُ
 
ويعوزُ ذا الإعدامِ طمر مرقَّع
 
ثياباً لها يبكى اليتيمِ المضَّيع
 
وترفضُّ من عين الأرامل أدمع
 
يجدد للمحزون حزنا فيجزع
 
به الحزن جد والسرور تصنُّع
 
نحوس بها وجه المسرة اسفع
 
رمى نكتاً سوداً به فهو ابقع
 
مسارحُ للأضداد فيهنَّ مرتع
 
ترى النور سيالاً به يتدفع
 
على افق العلى تتطلع
 
على الافق مرخاة ً ذوائب اربع
 
بها خجل مما تراه وتسمع
 
وسرت وسارت فى العُلى تترفَّع
 
فهذا على رسلٍ وذلك مسرع
 
وبعض له أنف من الفقر أجدع
 
غدا الطبل فى دردابه يتقعقع
 
شباب وولدان عليه تجمعوا
 
تفيض وفى أسماعهم تتميع
 
لمن كان حول الطبل والطبل يقرع
 
هناك صبى بينهم مُترعرع
 
نحيف المبانى أدعج العين أنزع
 
وفى عينيه برق الفطانة يلمع
 
فيقطرُ فقر من حواشيه مُدقِع
 
غبارٌ به هبت من اليتم زعزع
 
كأن لم يكن للطبل ثمَّة مَقرع
 
فلم يلف رجعاً للجواب فيرجع
 
تكاد لها احشاؤه تتقطع
 
وما هو بالباكى ولا العين تدمع
 
على جانب والطقس بالبرد يلسع
 
على البرد من برد به يتلفع
 
لدى حسرات منه كالجمر تلذع
 
وقفت وكلِّى مجزع وتوجع
 
كما راح يرنو العابد المتخشع
 
فيرتد طرفى وهو بالحزن مُشبَع
 
وقلت بلطف قول من يتضرع
 
عراك فلم تفرح فهل انت موجع
 
كما هبَّ مرعوبُ الجنان المهجِّع
 
وراح ولم ينبسْ الى حيث يهرع
 
على البعد اقفو الاثر منه واتبع
 
أدبُّ دبيب الشيخ طوراً وأسرع

 
شعر ـ معروف الرصافى