الأوبرا ترتدى الحجاب
روز اليوسف
أزمة فنية وثقافية وقعت فيها دار الأوبرا منذ سيطرة التيارات الدينية على الحكم فى مصر، حيث بدأت الأوبرا فى عمل أكثر من محاولة لإرضاء النظام ومغازلته كان أولها فى حفل افتتاح موسم الأوبرا الذى أقامته مؤخرا وبدأ الحفل بفرقة الإنشاد الدينى ثم توالت حفلات الفرقة بشكل متكرر وأصبح يشاركهم الغناء المطرب أحمد سعد كنوع من التدعيم لها حيث أصبحت تعمل بشكل لافت عكس ما كان يحدث فى السنوات الماضية ليس هذا فحسب بل تراجعت الأوبرا عن تقديم الأعمال العالمية الكبيرة الناجحة التى كانت تحرص كل عام على استضافة فرقها بمسارحها المختلفة سواء فى القاهرة أو الإسكندرية أو دمنهور مثل عروض فرق «نيران الأناضول» و«البولوشوي» و«كوميكس» وعروض مسرح برودواى المسرحية الغنائية الراقصة وغيرها، وعن تركيز الأوبرا على الأعمال الدينية وتراجع الفنون الأخرى أكد شريف عليان أحد أعضاء الأوركسترا السيمفونى قائلا:
للأسف أعتقد أن القادم سيكون أسوأ لأن حتى فريق الأوركسترا السيمفونى حاليا أصبح يحصل على إجازات كثيرة فكنا نقدم دائما حفل يوم السبت من كل أسبوع لكن حاليا قد لا نعمل بشكل متوالى ومتكرر ولا نعلم السبب وعلى سبيل المثال لدينا إجازة طويلة مع بدء فعاليات مهرجان الموسيقى العربية خلال شهر نوفمبر المقبل ، وهذا لم يكن واردا من قبل!!
أما المايسترو نادر عباسى فقال:
أعتقد أنه من الصعب أن تقتصر عروض الأوبرا على نوعية معينة من الفنون سواء موسيقى عربية أو إنشاد دينى أو حتى باليه فقط، لأن الأوبرا هى منبر فنى وثقافى لابد أن تطل بفنها على العالم كله وحتى إذا كان من المهم أن نستضيف عروضاً عالمية لابد أن نركز على أقوى وأهم العروض فى العالم ونأتى بها إلى جانب أنه من المهم أيضا أن تقدم الأوبرا فنونها بأبنائها حتى يشاهدنا الأجانب كما نشاهدهم سواء على مستوى الباليه أو الأوبرا أوالموسيقى العربية أو الأوركسترا السيمفونى فلابد من النهوض بهذه الفنون ولا يصح أن تقتصر عروضنا على الإنشاد الدينى أو الموسيقى العربية فقط.
كد أيضا أحد العاملين بدار الأوبرا قائلا:
رئيسة الأوبرا تغازل التيار الدينى بوضوح حفاظا على منصبها فيكفى أنها من قبل كانت تحارب المحجبات وفجأة افتتحت الأوبرا موسمها بمطربة محجبة من فرقة الإنشاد الدينى إلى جانب أنه فى احتفال الأوبرا بعيد ميلادها وجدنا راقصات الباليه يرتدون بنطلونات «استرتش» تحت الفستاين لأن رئيس الوزراء كان حاضرا الحفل وكأنه باليه محجبات وأصبح حاليا ياسر على مقررا بكل حفلات الأوبرا وبالتالى لابد من إرضائه فهناك محاولة لأخونة دار الأوبرا وهذا واضح للغاية.
وتعليقا على ذلك قال الناقد طارق الشناوي:
بالطبع المسئولون حاليا وعلى رأسهم وزير الثقافة يخشون على مناصبهم وكراسيهم وبالتالى يسعون لإرضاء التيارات الدينية والاتجاهات السائدة فنحن أصبحنا نسير فى طريق مسدود فهناك تيارات تدعى أنها ليبرالية وحين البأس نجد أنهم أول من يقدم تنازلات لضمان الاستمرار.
وردا على ذلك أكدت إيناس عبدالدايم رئيسة الأوبرا قائلة:
لماذا أصبحنا بهذه الحساسية حتى نترجم كل شىء على أنه مغازلة للتيارات الدينية، فليس صحيحا أننا كنا نقصد أى شىء من ملابس فريق البالية يوم حضور رئيس الوزراء لأنه فى الأساس هذا التصميم خاص بمصمم العمل والعرض بشكل عام وليس له دلالة معينة، أما فيما يخص حفلات الأوركسترا السيمفونى فالفريق يعمل بموسمه الكامل وبلا تغيير وليست هناك إجازات متكررة كل هذا غير صحيح.
وفيما يتعلق بتراجع الأوبرا فى استضافة الفرق العالمية قالت: هناك فرق بالفعل قادمة وإن كانت قليلة أو أضعف من الفرق السابقة فهذا يرجع لأسباب عديدة أولها أن الفرق الكبيرة يتم الإتفاق معها قبل قدومها بوقت طويل وليس فى يوم وليلة إلى جانب أن معظمها رفض القدوم إلى مصر فى ظل هذه الظروف الأمنية الصعبة التى نمر بها حتى لو أننا أصبحنا نشعر بوجود أمان لكنهم لا زالوا يشعرون بالخوف!