البرنامج النووى المصرى شراكة استراتيجية بين مصر وروسيا

كتب - خالد بيومى


نظم مركز الدراسات الروسية العربية (رع) بالقاهرة ندوة عن مشروع التوليد النووى للكهرباء والذى تم الاتفاق على تنفيذه بين مصر وروسيا عقب ثورة 30 يونيو. وتحدث الدكتور حسين الشافعى رئيس المؤسسة المصرية - الروسية للثقافة والعلوم عن الجدوى الاقتصادية للمشروع الذى تم التصديق عليه فى إبريل 2016 حيث تقدم الحكومة الروسية قرضا قيمته 25 مليار دولار لتغطية 85% من التكاليف الكلية لإنشاء وتشغيل المشروع لبناء أربعة مفاعلات نووية بمنطقة الضبعة لتوليد الكهرباء. ويمنح القرض على ثلاثة عشر دفعة على مدى ثلاثة عشر عاماً خلال الفترة من 2016 حتى 2028 ، وتغطى مصر نسبة الـ15% المتبقية وقيمتها 4.5 مليار دولار. وأضاف الشافعى: إن الطاقة الكهربائية المولدة خلال فترة سداد القرض وفوائده التى تبلغ 3% ، وعلى مدى 22 عاماً من 2029 حتى 2050 ، تمثل 35 % من إجمالى الطاقة الكهربائية المولدة من المفاعلات النووية طوال فترة عملها. وتبلغ التكلفة الكلية للمشروع 45 مليار دولار. وفى حال بيع الطاقة المولدة بالسعر التجارى طبقا لتعريفة جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك بوزارة الكهرباء المصرية للاستهلاك التجارى الكيلوات ساعة يساوى 8 سنت فيكون صافى المتحقق 225 مليار دولا تقريباً  خلال الحد الأدنى من العمر الافتراضى لعمل المفاعلات وهو 60 عاماً.
وفى حال تشغيل المفاعلات لمدة ثمانين عاماً فيكون صافى المتحقق منها هو حوالى 300 مليار دولار خلال هذا العمر.
وانتقد الشافعى غياب الشفافية والاهتمام من الإعلام المصرى فى تغطية هذه المشروعات العملاقة حتى يعرف الشعب المصرى جدواها الاقتصادية.
وأوضح السفير عزت سعد المدير التنفيذى لمجلس العلاقات الخارجية أن المشروع مبرر من الناحية السياسية واعتبره إحدى ثمار ثورة 30 يونيو. وقد سبقته اتفاقية عام 2008 مع روسيا لتوليد الطاقة النووية المستخدمة للأغراض السلمية والمشروع يعبر عن توازن السياسة الخارجية المصرية فى التعاون مع الشرق والغرب على السواء. وهذا المشروع ينقل العلاقات المصرية -  الروسية إلى مستوى جديد وشراكة استراتيجية حقيقية بحكم طبيعة هذا النوع من التعاون وقد أشار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى مؤتمر صحفى خلال زياراته للقاهرة فى 9 فبراير من العام الماضى إلى أن هذا التعاون مع مصر يتعلق بصناعة كاملة. فالأمر يتعلق بمصالح ومنافع متبادلة وحرص الجانب الروسى على توثيق هذا التعاون بحكم الثقل الإقليمى لمصر.
أما الدكتور يسرى أبو شادى استاذ الطاقة النووية بجامعة الإسكندرية والخبير الدولى فأكد أن مصر تأخرت قرابة 60 عاما على دخول العصر النووى  تجنباً للدخول فى مجال تخصيب اليورانيوم. وقد تحدث الرئيس السيسى فى أول خطاب له عن الطاقة النووية. وروسيا دولة كبرى بإمكانها تأجير الوقود النووى لمصر واستعمال الوقود المستهلك وأكد أن المفاعلات الروسية أفضل المفاعلات على مستوى العالم حيث يمتلك الروس 95 مفاعلًا نوويا على مستوى العالم منها 44 مفاعل شغالين والباقى تحت البناء والتعاقد فى دول أخرى مثل تركيا ومصر والإمارات والمجر وايران والصين وفيتنام وغيرها.