السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«دنشواى» تغتصب براءة «حبيبة» بالمنوفية

«دنشواى» تغتصب براءة «حبيبة» بالمنوفية
«دنشواى» تغتصب براءة «حبيبة» بالمنوفية




المنوفية - منال حسين


وقعت «حبيبة» صاحبة السبع سنوات ونصف السنة، ضحية للإهمال الطبى منذ شهورها الأولي، حينما تم حقنها بجرعة من التطعيم الخاطئ من قبل العاملين بالوحدة الصحية بقرية دنشواى التابعة لمديرية الصحة بمحافظة المنوفية، ما أدى إلى حدوث التهاب بالمخ وضمور جزئى فى العصب البصري، بالإضافة إلى صرع كبدى وتسمم فى الدم.
تعود احداث الواقعة عندما توجهت الأم حاملة طفلتها الرضيعة ذات الشهرين للوحدة الصحية بقرية دنشواى، للتطعيم ضد مرض شلل الاطفال،  فى 8/8/2007، و توجهت للمرة الثانية بعد شهرين لأخذ الجرعة المكملة للتطعيم بناء على البرنامج المحدد من وزارة الصحة، وبعد 5 ساعات، انتابت الطفلة حالة من الهياج الشديد والقىء المستمر وشلل وحول بالعين.
الأمر الذى دعا الأسرة للتوجه سريعا إلى طبيب القرية، الذى قام بإجراء الكشف الطبى عليها، مؤكدا أن الأعراض التى ظهرت عليها ربما تكون ناتجة عن جرعة تطعيم، وقام بدوره بتحويل الطفلة لمستشفى الحميات بزاوية البابلى، بناء على خطاب رسمى موجه.
قام بعدها محمد عبدالله عبدالعظيم أبوعامر، ترزي، والد الطفلة، بتقديم بلاغ للنيابة العامة فى نهاية عام 2008 وأمر رئيس النيابة بتحويلها للطب الشرعى بشبين الكوم، إلا أن الطب الشرعي، قال: إن ما تعانى منه ربما تعثر ولادة أو حالة وراثية، فتقدم ببلاغ آخر للمستشار عبدالمجيد محمود، النائب العام فى ذلك الوقت، وأمر بتحويلها لكبير الأطباء الشرعيين، الذى كتب فى تقريره، بأن ما تعانى منه حبيبة نتيجة جرعة تطعيم زائدة.
وبالفعل تم تحويلها إلى مستشفى معهد ناصر وبالكشف عليها أكد الأطباء أنها تعانى من نوبات صرع واضطراب سلوكى وخذل رباعى وتأخر عقلي، فضلا عن إرسال التقرير الخاص بحالة حبيبة لمستشفى بورتلاند للأطفال بلندن، التى أقرت بتوافر العلاج لديها، وعلى الفور ذهب والد الطفلة للدكتور هشام عطا، وكيل وزارة الصحة بمحافظة المنوفية آن ذالك، للمطالبة بعلاج نجلته على نفقة الدولة والتكفل بمصاريف علاجها بالخارج، إلا أن وكيل الوزارة قام بصفعه على وجهه وطرده من مكتبه على خلفية مشادة كلامية ـ على حد قول والد الضحية.
ولم يجد والد الضحية طريقا لاستعادة حق الطفلة المسلوب سوى اللجوء إلى القضاء فقام بتحريك دعوى قضائية اختصم فيها التأمين الصحى للإهمال، بعد تدهور حالة نجلته وعدم مراعاتها صحيا بشكل سليم، وتم الحكم لصالح حبيبة فى 2014 ـ حكم نهائى غير قابل للطعن، قضى بـ«ضرورة السفر إلى لندن والعلاج على نفقة الدولة»، وبالفعل تم السفر فى 2015 لتلقى العلاج.
ويتابع والد حبيبة: سافرنا إلى لندن بناء على ما ورد إلينا من الملحق الطبى المصرى فى خطاب يفيد بوجود علاج لحالة ابنتى، وعليه ذهبنا إلى مستشفى بورتلاند، وكان الدكتور المعالج «بارباروك»، استشارى المخ والأعصاب، منوها إلى أن الدولة خصصت لعلاج نجلته 15 ألف جنيه استرليني، لم يتم صرفها بالكامل سوى 12 ألفًا فقط، دون أن يعلم فيما انفق المبلغ المتبقي، ورغما من ذلك لم يتوفر علاج لها.
ويشير أبوعامر إلى أن أثناء تواجدهم بالمستشفى اكتشفوا تواطؤ الدكتور «بارباروك»، حيث إن الحكومة المصرية سلمته الـ«سى دى» الخاص بحالة نجلته قبل مغادرته أرض الوطن، فى الوقت ذاته تم تسليم الطبيب المعالج نسخة أخرى لكنها لا تخص حالة حبيبة، ويخص حالة أخرى، مستنكرا عدم اطلاع «بارباروك» على التقرير الذى تم إعداده بلندن واكتفى بالتقرير الذى أرسل عن طريق الخطأ.
ويتابع: بناء عليه توجهت إلى السفارة المصرية بلندن لالتقاء السفير المصرى الذى رفض بشكل قاطع مقابلتنا، وأمر بترحيلنا على الفور إلى القاهرة، على الرغم من تمتعنا بإقامة لمدة 6 أشهر لحين انتهاء نجلتى من العلاج، مطالبا الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، ووزير الخارجية، بفتح تحقيق عاجل فى الواقعة، لافتا إلى أنه سيقوم برفع دعوى قضائية إذا لم يتم عمل اللازم وإعادة حق حبيبة.
ونوه والد الضحية إلى أنه التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، فقرر إيداع 5 آلاف جنيه استرلينى أخرى فى حسابه لدى الملحق الطبى المصرى بلندن للمساهمة فى علاج نجلته، لكن لم تصله حتى الآن.
من جانبه استنكر الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، الواقعة، والتقصير الطبى الذى وقع على الطفلة «حبيبة»، مكتفيا بتقبيل رأس الضحية، وصرف إعانة شهرية 400 جنيه لحين انتهاء العلاج.