الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«حكايات نجيب محفوظ» فى قصر «الأمير طاز»




تحت عنوان «حكايات نجيب محفوظ» أقيمت ندوة بقصر الأمير طاز قدم فيها الحاضرون شهادات لذكرياتهم عن نجيب محفوظ، أدارت الندوة الدكتورة ناهد عبدالحميد، وحاضر فيها كل من الكاتب والروائى جمال الغيطانى، والروائى يوسف القعيد، والسفير الروسى فى مصر سيرغى كيربيتشينك، ابن المستشرقة والكاتبة والمترجمة الروسية المعروفة فاليريا كيربيتشينكو، التى كرمتها مصر منذ أيام فى احتفالية يوم «المترجم».
 
قال السفير الروسى متحدثا عن أدب نجيب محفوظ الذى نقلت والدته جزءا كبيرا منه للروسية: نجيب محفوظ لغته العربية سهلة وبسيطة، وهو أول أديب مصرى قرأت له بعد أن تعلمت اللغة العربية، ولم أجد صعوبة فى فهم روايات محفوظ، وأعجبت جدا برواياته الواقعية والدرامية، التى يصف فيها الفترة التاريخية من تاريخ مصر، وساعدت والدتى فى ترجمه رواية «المرايا»، وأستطيع أن أقول إننى عرفت مصر من محفوظ، وأقدم له الشكر على كل ماقدمه للثقافة المصرية والعربية.
 
الكاتب جمال الغيطانى: أعجبت بإعمال محفوظ قبل أن ألتقى به، محفوظ أعاد اكتشاف القاهرة القديمة والقاهرة الحديثة، تلك المدينة التى يعيش فيها المصريون دون أن يعرفون الكثير عن قيم وطباع الأحياء القديمة، التقيت به عدة مرات فى المقاهى فى عبد الخالق ثروت، وربما أعتبر نفسى ثانى أقدم صديق له، الصديق الأول فى حياه محفوظ هو توفيق صالح الذى رافقه مسيرة نصف قرن، وتعرفت على يوسف القعيد فى أحد لقاءاتى بمحفوظ، محفوظ يجمع فى أعماله بين حضارتين خطط لمشروع كبير عن مصر الفرعونية بدءا من «عبث الأقدار» و«رداميس»، و«كفاح طيبة»، ثم انتقل إلى كتابه مشروع آخر هو الكتابة الروحية والإنسانية «خان الخليلى» و«زقاق المدق» وتعمق محفوظ فى كل تفاصيل مصر، لم يسافر للخارج إلا مرغماً للعلاج.
 
كام منارة ثقافية، ومحفوظ بشكل شخصى خفيف الظل باسم جدا يطلق أحيانا النكتة الجميلة، وحين قابلته فى إحدى المرات فى قهوة بالعباسية عرفت أنه يجيد لعب كرة القدم مع الأصدقاء القدامى.
 
وقال الروائى يوسف القعيد الذى كان أحد أعضاء جماعة «الحرافيش»: حضرت من بلدتى للبحث عن محفوظ ولقائه، وعرفت أنه متواجد بانتظام فى أحد المقاهى، وهذا أول شىء عرفناه عنه، هو الالتزام بالمواعيد، حتى موعد المقهى، كنت وقتها جنديا فى الجيش فى فترة السبعينيات، واتصلت به فى المنزل ووافق على مقابلتى، واستطرد: رقم تليفون محفوظ لم يتغير إلى الآن، وتحاورنا فى كل شىء، وعندما أصيب فى محاولة الاغتيال (حادث السكين) كان يقول لا يزعجنى عدم الكتابة ولكن يؤلمنى عدم استطاعتى القرءاة.
 
وأكمل: كان محفوظ ينتقد نفسة قبل أن ينتقده أحد، كان يتمنى كتابة مشروع أدبى جديد هو قصة السطر الواحد، أما الحرافيش فكانوا مجموعة من الشعب يتلقى بهم محفوظ على فترات، فعرفت من محفوظ أن الفنان أحمد مظهر هو صاحب إطلاق هذا اللقب على الفقراء، وكان الاسم فى البداية «الحارة مافيش» وتتطور الجملة وبدأت تنطق «الحرافيش».
 
وقال القعيد عن رواية «أولاد حارتنا» التى كاد يفقد محفوظ حياته بسببها: أصبحت موجودة فى المكتبات وعلى الأرصفة، فى ثلاث طبعات الأولى بـ70 جنيها، والثانية بـ30، والثالثة ب10 جنيهات.