السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى محمد البساطى.. عراب السرد الستينى

فى ذكرى محمد البساطى.. عراب السرد الستينى
فى ذكرى محمد البساطى.. عراب السرد الستينى




كتبت - رانيا هلال


تمر علينا هذه الأيام ذكرى وفاة الكاتب المخضرم محمد البساطى أو محمد إبراهيم الدسوقى البساطى، وهو أديب مصرى، ولد عام 1937 فى بلدة الجمالية المطلة على بحيرة المنزلة بمحافظة الدقهلية.حصل على بكالوريوس التجارة عام 1960، وعمل مديرًا عاما بالجهاز المركزى للمحاسبات، ورئيسا لتحرير سلسلة «أصوات» الأدبية التى تصدر فى القاهرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة. وهو الروائى الذى يعتبره النقاد من أهم روائيى وقصاصى جيل الستينات فى مصر والعالم العربى.
تدور معظم أعماله فى جو الريف من خلال التفاصيل الدقيقة لحياة أبطالها المهمشين فى الحياة الذين لا تهمهم سطوة السلطة أو تغيرات العالم من حولهم.
كما تتسم أعمال محمد البساطى بالاقتضاب البليغ الدال سرداً، وأسلوباً ومعنى، وتتوق إلى استحداث أفق شعرى رائق، يعمد إلى التجربة الاجتماعية والنفسية والسياسية فيلقى النور على الجوهرى فيها، محتفظاً بما هو إنسانى عام، لعرضه ضمن بنية تخيلية تمتاز بالشاعرية.
فالبساطى هو كاتب الإيماء والرمز والألوان الخفية، واللمح السريعة.. بحيث تقتضى أعماله حضور القارئ وإسهامه فى القص.لقد تمكن البساطى من أن يخط لنفسه أسلوباً يحمل بصمته، وظل بطوره بالغاً به أوج النضج الفنى الذى يسر له العكوف على المشاهد الغنية بإنسانيتها وعرضها بتكثيف وشاعرية.
قال عنه جمال الغيطانى: «منذ بدأ النشر فى الصفحة الأدبية للمساء بدأ يؤسس عالمه الفريد، المتميز، ومازال حتى الآن، البساطى يرى العالم بعينى طفل ومازال، ذاكرته فريدة، يكتب عن أحداث عرفها وهو طفل أو فى طور الفتوة، كأنها جرت بالأمس، أما وصفه الدقيق للأشياء وللواقع فكأنه يصف ما يعايشه الآن، عالمه غنى بالبسطاء، الذين يقفون على ناصية الواقع والحلم، وفى رواياته شخصيات وقصصه القصيرة شخصيات لا تنسي، تكون فى مجموعها هذا العالم الفريد، الخاص به، الذى يجرى كل شىء فيه بهدوء وصمت مؤثر وكأننا نعايشه من مسافة ما، مازال أدبه فى مجمله بكراً بالنسبة للدراسات الأدبية، ولكنه يفيض بالرهافة والقدرة على التعبير عن أدق الأمور بأسهل الأساليب أو هكذا يبدو، إننى أنتظر بشغف وفضول ظهور رواية جديدة أو مجموعة قصص جديدة للبساطى لأقدم على قراءتها فوراً وعلى مهل مستكملاً معه بناء عالمه.
على المستوى الشخصي، يبدو محمد البساطى من أرق الذين عرفتهم وأصلبهم فى الوقت نفسه، رقته تبدو فى تعامله مع العالم، وزهده فى الأضواء، والحضور اللميع الذى يعتمد على الضجيج، ورغم أنه يقف بآرائه وانحيازاته فى قلب اليسار إلا أنه لم يتخذ من انتمائه مواقف يثير بها ضجيجاً بهدف الترويج لأدبه أو اكتساب قيمة إضافية وهذه ظاهرة تزايدت فى حياتنا الثقافية مع قوة تأثير وسائل الإعلام، القيمة المكتسبة من وسائل الإعلام والضجيج السياسى، أما البساطى فقيمته لها مرجعية واحدة وأساسية، قوة النص المكتوب وقد أثبتت التجربة أن هذا أبقى وأصدق، يتمتع بصرامة أخلاقية، ليس على المستوى الشخصى ولكن على المستوى العام، وكل انحيازاته صحيحة.
اعتدنا فى السنوات الأخيرة الاتصال الهاتفى صباح كل جمعة كبديل للقاءاتنا التى لم تعد ميسرة، نتحدث عن قراءاتنا، عن الموقف السياسي، عن ذكرياتنا، عن كل كبيرة وصغيرة، ورغم الحميمية العميقة فى مهاتفاتنا تلك إلا أنه لم يبح لى بمعاناته مع المرض، لم أعرف إلا بعد عودتى من نيويورك أنه مريض، رغم أنه كان دائم الاتصال ليسأل عن السيدة زوجتى التى تصارع المرض الشرس، فوجئت بزميلى وصديقى محمد شعير يقول لي: «ابقى اسأل على عم محمد» استفسرت منه: «عم محمد مين» قال: «البساطى» ثم حكى لى التفاصيل وعلاجه بالمركز الطبى العالمى على نفقته الخاصة، منذ علمى بالخبر لا أكف عن الدعاء بالشفاء لهذا الكاتب العظيم والإنسان الرائع.. ولست بحاجة إلى لفت نظر الوزير عماد أبو غازى إلى التجاهل الذى لحق هذه القامة الشامخة، وسوف يكون من أبرز ما يقوم به تصحيح الأوضاع التى لا تتسق مع الضمير الأدبي».
حصل البساطى فى حياته على العديد من الجوائز والتكريمات كان من أهمها جائزة أحسن رواية لعام 1994، بمعرض الكتاب فى القاهرة عن روايته الموسومة «صخب البحيرة». وجائزة القصة، الرواية، المسرحية، فى الدورة السابعة 2000-2001، وكذلك حصل على جائزة مؤسسة سلطان بن على العويس الثقافية.
من أهم مؤلفاته الكبار والصغار قصص 1965.حديث من الطابق الثالث - قصص 1970. هذا ما كان – قصص 1978.أحلام رجال قصار العمر – قصص 1979.منحنى النهر – قصص 1990.ضوء ضعيف لا يكشف شيئاً – قصص 1993.التاجر والنقاش – رواية 1976.المقهى الزجاجى – رواية 1978.الأيام الصعبة – رواية 1978.بيوت وراء الأشجار – رواية 1993.صخب البحيرة – رواية 1994.ساعة مغرب – رواية 1996. أصوات الليل – رواية 1998. ويأتى القطار – رواية 1999.ليالى أخرى – رواية 2000.