علاقة الزوج بالزوجة

إن معرفة إرضاء أحد الزوجين للآخر فن نفيس، وإن كان صعبا فى حد ذاته لأنه يستدعى كمال التربية والانصاف بالعدل.... ومعرفة الاعتناء بالوسائل التى تستدعيها «الصداقة» بين الزوجين لاشتراكهما فى المنفعة العمومية.
 
الصداقة هى التى ينتج عنها بين الرجل وأهله كمال الاتحاد والائتلاف فى جميع الحركات والسكنات، والأحوال والأطوار، مع ما ينشأ من ذلك من تقوية الجذب والمسامرة والمحادثة، والتبسم وإظهار التلطف والتعطف، من كل ما يؤثر فى النفس تأكيد المحبة، فتستحيل إلى عشق الشمائل المعنوية التى تبقى فى المرأة دائما.
 
فعليهما أن يجتهدا فى تحببهما لبعضهما حبا تاما. وأن لايذم أحدهما الآخر فى غيبته. وألا يغضبا فى وقت واحد. وأن لا يكلم أحدهما الآخر بصوت عال... وألا يفارق أحدهما الآخر ولو يوما واحدا من دون ان يودعه بكلمة محبة ... وألا يدعيا الشمس تغرب على غضب أو زلّة وألا يدعا زلة ارتكباها تمضى من دون إقرار بها وطلب السماح عنها. وألا يتأوها على ما فات، بل يرضيان بما يوجد. وأن يجعلا الصدق دأبهما فى فى معاملة أحدهما الآخر.
 
رفاعة الطهطاوى