الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

زوجة تطالب بالطلاق ونفقة المتعة بعد خروجها من السجن فى قضية خيانة زوجية




ربما أثارت هذه القضية دهشة الجميع، خاصة أنها الأولى من نوعها أمام محكمة الأسرة فى مصر. فى ظاهر الأمر قد تبدو قضية عادية: زوجة تطالب بالطلاق ونفقة المتعة، ولكن المثير أن هذه الزوجة خرجت لتوها من السجن، بعد الحكم عليها فى قضية خيانة زوجية، ولم تكتف بما فعلته بزوجها بعدما شوهت سمعته، لكنها وبكل جرأة بدأت تطالب بما تسميه حقوقها.
 
محكمة أسرة عين شمس مازالت تنظر فى القضية بكل أبعادها، واستمعت إلى وجهة نظر الزوجة الخائنة التى كانت تفكر بأسلوب مسبوق بعدما اعتقد الجميع أنها ستتوارى خجلا. لكنها لم تهتم إلا بالبحث عن حقوقها القانونية.
 
قبل الاسترسال فى تفاصيل القضية المثيرة، طرحت المحكمة سؤالا مهمًا مر على أذهان الجميع: لماذا لم يطلق الزوج زوجته بعد ما حدث؟ وأجاب الزوج فى أوراق القضية مؤكدًا أنه قرر معاقبتها لخيانتها وتعليقها حتى لا تتزوج مرة أخرى، إلا بعد جولة مع المحاكم. وعاد ليواصل حياته بشكل عادى محاولا أن يطوى هذه الصفحة من حياته تمامًا وخرجت الزوجة من السجن لتبدأ فصول هذه القضية الغريبة.
 
الأحداث بدأت قبل سنوات عندما ارتبط حازم بالحسناء لبنى ولم يشعر أبدًا بعد زواجه منها أنها تحبه أو حتى تحمل له أى مشاعر إنسانية، رغم ذلك فإنه لم يسىء معاملتها ولم يدخر وسعًا فى سبيل إسعادها وإضفاء الفرحة على حياتهما.
 
كان يتمنى أن تتغير مشاعرها، وظن أن العشرة وسنوات الارتباط ستغير زوجته. اعتقد فى البداية أن خطوبتهما القصيرة وزواجهما المفاجئ هما سبب تحفظ لبنى. ولكن مع مرور الأيام اتسعت الفجوة بينهما، وكان يشعر بأنها تبتعد عنه أكثر وأكثر.
 
لم تكن تتحدث معه إلا نادرًا، فهى دائمًا شاردة مشغولة عنه، تمضى وقتها ما بين قراءة المجلات ومشاهدة التليفزيون، ولا تهتم بالسؤال عنه إذا تأخر فى العودة إلى منزله. وغاب دورها تمامًا كزوجة تحب زوجها أو حتى تهتم بأمره.
 
حاول حازم كثيرًا أن يكسر الحاجز النفسى بينه وبين زوجته، كان يدأب على تقديم الهدايا إليها، ولكنها لم تكن تبدى أى رد فعل أمام هذه الخطوات التى كان يقوم بها زوجها لإذابة الجليد بينهما، ولم تهتم أن تقدم له أى عبارة شكر على تقديره.
 
حاول حازم أكثر من مرة أن يفتح قلب زوجته ويسألها عن سبب هذا الجفاء، وكانت لبنى صريحة للغاية، إذ لم تنكر حقيقة مشاعرها تجاهه، وأكدت له أنها لم تكن تحبه، ولكن أسرتها هى التى أرغمتها على الزواج منه باعتباره مهندسًا ناجحًا ميسور الحال، وأى أسرة تعتبره عريسًا مناسبًا.
 
واصلت الزوجة حديثها الصريح لزوجها مؤكدة أنها كانت مرتبطة عاطفيا بشاب آخر، لكن أسرتها رفضت اتمام ارتباطها به لأنه غير جاهز ماديا وليس مستعدا للزواج.
 
حاولت لبنى أن تقنع أسرتها بالموافقة على زواجها من هذا الشاب، لكن رد والدها كان قاطعًا، وأكد لها أن حبيبها مازال فى بداية حياته ولن يستطيع أن يوفر لها الحياة الكريمة التى تتمناها. كانت كلماتها أشبه بالصاعقة التى أصابت حازم، ودمرت كل أحاسيسه. ظن فى البداية أنه واهم، أو أنه يعيش كابوسًا مريعًا لكنها كانت الحقيقة المريرة.
 
كان يعلم فى البداية أنها لا تبادله المشاعر، لكنه لم يتخيل مطلقًا أن قلبها معلق بشخص آخر. أسقط فى يده عندما عاد إلى غرفته وأغمض عينيه وبدأ يسترجع شريط الذكريات، حين كان يعود إلى منزله ليشاهد الارتباك الواضح على وجهها وهى تنهى المكاملة الهاتفية التى تجريها وبشكل مفاجئ يولّد الشك.
 
كانت لبنى تجلس إلى جهاز الكمبيوتر لساعات تجرى «تشات» وتدعى أنها تتحدث مع صديقاتها. ومن هنا نمت فى قلب الزوج بذور الشك، وأدرك أنها مازالت على اتصال بحبيبها، وقرر أن يحسم الأمر ويراقبها حتى يتأكد من حقيقة شكوكه.
 
حاول حازم أن يبث الطمأنينة فى قلبها، وأخبرها أنه سيحاول أن يفتح معها صفحة بيضاء وينسى ما حدث، وأنه سيفعل المستحيل من أجل إرضائها. ابتلعت لبنى الطعم، وصدقت أن زوجها سامحها، وأنه لا يشك فيها بالفعل، فى الوقت الذى حاصرها حازم بمراقبته المستمرة لتحركاتها دون أن تشعر بشىء.
 
كانت مفاجأة قاسية للزوج عندما اكتشف أن زوجته تستقبل حبيبها فى منزله أثناء غيابه، وتخرج معه كثيرًا. قرر أن ينتقم منها، وفكر فى قتلها لكنه تراجع فى اللحظة الأخيرة.
 
وبدأ تنفيذ خطة الانتقام، فأخبر زوجته أنه مسافر فى مهمة عمل ثلاثة أيام خارج القاهرة. واستطاع أن يلمح الابتسامة الخفية التى ارتسمت على وجهها، وفى هذه الأثناء أبلغ رجال المباحث بشكوكه نحو زوجته وطلب من الضابط إبلاغ النجدة لضبط الزوجة متلبسة بالخيانة.
 
اعتقدت لبنى أن زوجها سيغيب طويلًا، فدعت حبيبها إلى سهرة فى منزلها فى الوقت الذى كان حازم يراقب المنزل. وانتظر نصف ساعة بعد صعود غريمه إلى شقته، وسارع إلى الاتصال برجال المباحث.
 
فتح حازم الباب بمفتاحه، وكانت مفاجأة للزوجة وصديقها بعد ضبطهم فى لقاء ساخن. كسا الذهول ملامح لبنى. لم تنطق بكلمة واحدة، بل لم تستطع أن تنظر إلى وجه زوجها الذى أجهش فى بكاء مرير وهو ينعى حظه العاثر.
 
أمام النيابة لم تستطع الزوجة الإنكار بل اعترفت بجريمتها، وتم تقديمها للمحاكمة بتهمة الخيانة. وقررت المحكمة حبسها ثلاث سنوات، وحكمت على حبيبها بالسجن عامين. لكن القضية لم تنته عند هذا الحد، فالزوج المطعون فى كرامته لم يكتف بفضحها، بل قرر أن يعاقبها وامتنع عن تطليقها حتى يتركها معلقة بلا زواج.
 
فقد تأكد الزوج من أنها ستتزوج من صديقها بعد خروجها من السجن فتمادى فى رفضه تطليقها، وفطنت الزوجة لخطة زوجها رغم أنها انتظرت ورقة طلاقها بعد دخولها السجن، ولكنها لم تستطع أن تفعل أى شىء لأنها سجينة فاقدة الأهلية.
 
خلال فترة سجنها لم يزرها أحد من أفراد أسرتها الذين تبرأوا منها، وحين خرجت من السجن لم تجد منزلاً تذهب إليه سوى منزل حبيبها الذى شجعها على أن تقاضى زوجها لتسترد حقوقها.
 
وأسرعت لبنى إلى محكمة الأسرة لتقيم أغرب دعوى طلاق، وأمام القاضى حاولت أن تستعطف الجميع لتؤكد أنها ضحية أسرتها التى أجبرتها على الزواج من إنسان لا تحبه. وقالت إنها طلبت من زوجها الطلاق بعدما صارحته بأن مشاعرها ليست ملكها، وأنها لا تحبه. لكن الزوج رفض، وسقطت لبنى فى فخ الخيانة، ونالت عقابها ودخلت السجن بعدما لاحقتها الفضيحة. لكن زوجها واصل عقابه لها وقرر محاصرتها حتى لا تعيش حياتها بشكل طبيعى، ولذلك قررت المطالبة بكل حقوقها بعدما نالت عقابها.