الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

اعتقال 2893 عسكرياً ومقتل 160..وتعيين «دوندار» رئيسا للأركان

اعتقال 2893 عسكرياً ومقتل 160..وتعيين «دوندار» رئيسا للأركان
اعتقال 2893 عسكرياً ومقتل 160..وتعيين «دوندار» رئيسا للأركان




كتبت - داليا طه –وكالات الأنباء


يبدو أن محاولة انقلاب عسكرى فى تركيا فشلت فى الساعات الأولى من صباح أمس السبت بعد أن لبت الجماهير دعوة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للنزول للشوارع للتعبير عن تأييده.
الانقلاب «فشل»
أعلن رئيس الأركان التركى بالوكالة أوميت دوندار فى مؤتمر صحفى من اسطنبول، السبت، فشل محاولة الانقلاب فى تركيا، مبيناً أن محاولة الانقلاب نفذتها قوات من سلاح الجو وبعض قوات الأمن و«عناصر مدرعة».
وقال إن تركيا طوت صفحة الانقلابات فى تركيا إلى غير رجعة، مؤكداً أن القيادة العسكرية العليا رفضت محاولة الانقلاب منذ البداية.
وقال إنه تم دحر محاولة الانقلاب بإجراءات سريعة من الشرطة والادعاء.
وكشف أن مدبرى محاولة الانقلاب احتجزوا الكثير من القادة العسكريين ونقلوهم إلى مكان غير معلوم.
وأعلن عن مقتل 160 من مدبرى محاولة الانقلاب، اعتقال 2893 عسكرياً.
هذا وأعلن دوندار مقتل 90 بينهم 47 مدنيا وإصابة 1154 فى محاولة الانقلاب.
وكان رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم عين أمس السبت قائد الجيش الأول، أوميت دوندار، قائماً بأعمال رئيس هيئة أركان الجيش، فى الوقت الذى كان فيه مكان قائد القوات المسلحة الحالى خلوصى آكار غير معروف.
هذا.. وأعلن التليفزيون التركى أنه تم تحرير رئيس أركان الجيش، خلوصى آكار، المحتجز لدى الانقلابيين ونقله إلى مكان آمن، حيث أفادت تقارير باحتجازه رهينة خلال محاولة الانقلاب.
وأكدت مصادر أن آكار بصحة جيدة وعاد إلى ممارسة عمله.
ولم يظهر رئيس هيئة الأركان العامة، خلوصى عكار، منذ بدء تكشف خيوط محاولة الانقلاب ولا يزال مكان وجوده غير معلوم.
« قد تقع محاولة تمرد أخرى فى أى وقت»
من جانبها قالت الرئاسة التركية فى حسابها على موقع «تويتر»، إنه قد تقع محاولة تمرد أخرى فى تركيا فى أى وقت، مضيفة أنه من الضرورى مواصلة السيطرة على الموقف فى الشارع.
ودعا الرئيس أردوغان عبر تويتر المواطنين إلى البقاء فى الشوارع، محذرا من تصاعد التوتر من جديد.
وقال مسئول تركى إن العمليات التى تهدف لاستعادة السيطرة على مقرات القوات المسلحة فى أنقرة لا تزال مستمرة.
وأضاف أن القوات الخاصة فى الشرطة بالإضافة لقوات لجيش تؤمن محيط المقرات.
من جانبه قال وزير شئون الاتحاد الأوروبى عمر جليك إن الحكومة التركية تسيطر على الوضع بنسبة 90 % لكن مدبرى الانقلاب ما زالوا يحتجزون بعض القادة العسكريين كرهائن، حسبما نقلت قناة (إن.تي.في) التليفزيونية الخاصة.
«اتهام جولن بتدبير الانقلاب»
واتهم الرئيس التركى اتباع غريمه الداعية فتح الله غولن المقيم فى المنفى فى الولايات المتحدة بمحاولة الانقلاب.
وقال أردوغان: «إنه انقلاب شاركت فيه أيضاً الدولة الموازية».
وأكد أنه لن يترك تركيا «للمحتلين»، وأقر بأنه يجهل مصير رئيس الأركان الذى احتجزه الانقلابيون رهينة فى مقر رئاسة الأركان فى أنقرة لدى بدء تحركهم.
كما أعلن أردوغان أن الفندق الذى كان يمضى فيه عطلة الصيف فى منتجع مرمريس فى جنوب غرب تركيا على ساحل بحر إيجة تعرض للقصف بعد مغادرته.
«الشعب التركى أثبت انتصار الديمقراطية»
من جانبه ندد رئيس الوزراء التركى السابق داود أوغلو، بمحاولة الانقلاب التى وصفها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بالفاشلة.
وقال فى مؤتمر صحفي، إنه من غير الممكن العودة إلى تركيا القديمة، مشيداً بدور القوات المسلحة التركية فى إحباط عملية الانقلاب.
وأثنى أوغلو على وحدة الشعب التركى مع الجيش، وقال إن الشعب التركى أثبت انتصار الديمقراطية.
«جولن يندد ويؤكد: لا علاقة لى بالانقلاب»
فى المقابل ندد الداعية فتح الله جولن، خصم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، «بأشد العبارات» بمحاولة الانقلاب فى تركيا، فى بيان مقتضب أصدره منتصف ليل الجمعة.
وقال جولن المقيم فى المنفى فى الولايات المتحدة «من المسىء كثيرا بالنسبة لى كشخص عانى من انقلابات عسكرية عديدة فى العقود الخمسة الماضية، أن اتهم بأننى على أى ارتباط كان بمثل هذه المحاولة»، مضيفا «أنفى بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات».
وتابع جولن فى بيانه «أندد بأشد العبارات بمحاولة الانقلاب العسكرى فى تركيا»، مؤكدا أنه «ينبغى الفوز بالحكم من خلال عملية انتخابية حرة وعادلة».
«المعارضة السورية وحماس تهنئان أردوغان بالنصر»
من ناحية أخرى هنأ كل من الائتلاف الوطنى السورى المعارض، وحركة حماس، الشعب التركى بفشل محاولة الانقلاب العسكرى فى البلاد.
من جهتها هنأت حركة حماس الفلسطينية الشعب التركى وقيادته بفشل محاولة الانقلاب العسكرى.
واعتبرت حماس فشل محاولة الانقلاب «انتصارا للحفاظ على الديمقراطية والحرية والاستقرار».
«دول عربية تحذر مواطنيها من التجمعات فى تركيا»
فى حين حذرت معظم الدول العربية جالياتها فى تركيا، من التواجد فى الأماكن العامة والتجمعات، تزامنا مع محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية فى بيان، إنها كلفت السفارة المصرية فى أنقرة والقنصلية المصرية فى أسطنبول بالاطمئنان على وضع الجالية المصرية، والتنبيه بأهمية التزام المصريين سكنهم والبعد عن أماكن التوتر.
وناشدت سفارة الإمارات فى أنقرة وقنصليتها فى إسطنبول، جميع الإماراتيين فى تركيا، بالبقاء فى أماكن سكنهم وعدم التواجد فى المناطق العامة، والتواصل مع السفارة.
وطالبت السفارة الإماراتيين الراغبين فى السفر إلى تركيا خلال الأيام المقبلة، بإلغاء خططهم «إلى أن تتضح الصورة».
كما نصحت السفارة السعودية فى أنقرة رعاياها بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات، والتواصل مع السفارة عند الحاجة.
كما دعت الخارجية البحرينية مواطنيها فى تركيا إلى توخى أقصى درجات الحذر، وطالبتهم بالبقاء فى أماكن إقامتهم وعدم الخروج منها.
وفى الأردن ناشدت وزارة الخارجية الأردنيين فى تركيا توخى الحيطة والحذر.
«ردود فعل المجتمع الدولي»
أعرب الاتحاد الأوروبى عن دعمه الكامل للحكومة المنتخبة ديمقراطيا فى تركيا، داعيا العودة إلى النظام الدستورى بأسرع وقت، وجاء ذلك على لسان رئيس المجلس الأوروبى دونالد توسك.
وقال توسك فى بيان إن «تركيا هى شريك أساسى للاتحاد الأوروبي»، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبى «يدعم بشكل كامل الحكومة المنتخبة ديمقراطيا، ومؤسسات الدولة، وسيادة القانون».
كما دعت فيديريكا موجيريني، مفوضة الاتحاد الأوروبى لشئون السياسة الخارجية والأمن، فى حسابها على «تويتر» إلى احترام المؤسسات الديمقراطية فى تركيا.
من جانبه قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون فى وقت سابق إن «تدخل الجيش فى شئون أى دولة غير مقبول، ومن المهم أن يتم وبسرعة وبشكل سلمى تأكيد نظام مدنى دستورى وفقا للمبادئ الديمقراطية فى تركيا».
إلى ذلك عبرت الصين عن أملها فى عودة الهدوء والاستقرار إلى تركيا فى أقرب وقت.
من جانبه قال وزير الخارجية البريطانى بوريس جونسون إنه تحدث هاتفيا مع نظيره التركى وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو لتأكيد دعم بلاده للحكومة المنتخبة ديمقراطيا فى تركيا فى أعقاب محاولة الانقلاب العسكرى هناك.
فى حين أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو تؤكد استعدادها للعمل المشترك والبناء مع القيادة التركية الشرعية المنتخبة.
ودعت موسكو «السلطات والشعب التركى إلى حل جميع القضايا، من دون اللجوء إلى العنف، مع احترام النظام الدستوري».
وقالت شبكة «بلومبرج» الأمريكية إن الولايات المتحدة تدعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضد محاولة الانقلاب العسكرى على نظامه وتقف بجانب الحكومة المنتخبة ديمقراطيا.
واضافت أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيرى اعلنا دعمهم للحكومة التركية المنتخبة ديمقراطيا فى ظل محاولة انقلاب عسكرى ضد الرئيس أردوغان.
ورغم شعور كيرى بالقلق مما يحدث بعد أن سيطر الجيش التركى على مقر التليفزيون ، الا أنه أصر على دعم المؤسسات الديمقراطية.
ورأت الشبكة الأمريكية أن هذا الدعم يأتى فى الوقت الذى رفض فيه أوباما مقابلة أردوغان عندما كان فى واشنطن لحضور قمة حول الأمن النووى واعتبر أوباما فى ذلك الوقت أن سياسات أردوغان تخاطر بانحدار تركيا إلى طريق متعثر.
واعتبرت أن بقاء أردوغان فى الفترة الحالية أمر استراتيحى حيث تستضيف تركيا القوات الأمريكية فى قاعدة إنجرليك الجوية، والتى تمثل نقطة استراتيجية للعمليات ضد داعش فى سوريا والعراق.
واشار موقع «ستراتفور» الاستخباراتى إلى أنه رغم الغموض الذى يكتنف الوضع فى تركيا، فإن المبادرة الشعبية تصعب الوضع على القوات العسكرية الضالعة فى الانقلاب فى الاحتفاظ بسيطرتها على السلطة.
وقال إن اردوغان بعد هذه المحاولة فقد قيمته وقوته السياسية داخل وخارج تركيا ، كما أن تصريحاته بتطهير الجيش سوف تزيد الأوضاع سخونة.
وأضاف أن الشرطة ستكون عنصرًا مهما فى محاولة أردوغان دحر الانقلاب، لأن الإصلاحات الأخيرة منحته قاعدة أكثر قوة فى قطاع الشرطة بشكل يتجاوز الجيش.
وقال ستيفن كوك الباحث السياسى بمعهد «واشنطن» إن فشل الانقلاب، سيضرب به أردوغان عصفورين بحجر، أولهما أن يكون الجيش ملكه، والثانى هو تدمير أنصار حركة فتح الله كولن.
وقالت صحيفة «هفنجتون بوست» إن دور الشرطة التركية مثير للاهتمام، لأنه على الرغم من أن الجيش هو مركز القوة، لكن يبدو أن هناك تغيرا فى ميزان القوى، فى إشارة للدور الذى لعبته قوات الشرطة فى إجهاض محاولة الانقلاب، ومشاركتهم مع حشود الشعب فى القبض على الضالعين فيها.
ورأت صحيفة «جلوب آند ميل» البريطانية أنه سواء نجح أو فشل الانقلاب، يعد ما حدث لحظة سوداء فى الديمقراطية التركية، لا يوجد سبب يجعل المرء يرغب فى هيمنة عسكرية، مهما ذكروا من أهداف علمانية أو ديمقراطية.
اقرأ مقال كمال عامر صـ 13