الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

المفتى: تجديد الخطاب الدينى ضرورة حياتية دون المساس بالثوابت المتمثلة فى القرآن والسنة

المفتى: تجديد الخطاب الدينى ضرورة حياتية دون المساس بالثوابت المتمثلة فى القرآن والسنة
المفتى: تجديد الخطاب الدينى ضرورة حياتية دون المساس بالثوابت المتمثلة فى القرآن والسنة




قالت دار الإفتاء المصرية فى بيان لها  إن زيارة الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية - إلى ألمانيا ومحاضرته التى ألقاها فى جامعة «بون» الألمانية العريقة بدعوة من الجامعة، حظيت باهتمام إعلامى كبير من كبريات وسائل الإعلام الألمانية والعالمية.
كما عقد المفتى عدة لقاءات إعلامية على هامش زيارته إلى ألمانيا مع عدد من وسائل الإعلام العالمية.
وأكد المفتى خلال لقاءاته الإعلامية أنه ينبغى إدراك الواقع المصرى بكل مشتملاته وسياقاته الصحيحة، وأخذ المعلومات حول مصر من المصادر المعتمدة حتى تتكون رؤية صحيحة عن حقيقة الأوضاع فى مصر.
وأضاف: إن من المبادئ الأساسية للنظم الديمقراطية هى الفصل بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وألا تتدخل سلطة فى عمل أخرى وهو ما نحرص عليه فى مصر فى الوقت الحاضر.
وأوضح  المفتى أن الفكر المتطرف يعتمد بالأساس على فكرة الصراع والصدام مع الآخر، على الرغم من أن الدين الصحيح  يُسلِّم بتعدد الأبعاد والرؤى ويعمل على التواصل مع الآخرين وقبولهم والانفتاح على العالم.
 وأضاف  لوسائل الإعلام العالمية: إن جماعات التشدد والتطرف والإرهاب كلها تنهل من معين واحد وإن اختلفت مسمياتها، وهو فكر ﺍلخوﺍرﺝ الذى ظهر فى منتصف القرن السابع الميلادى، وداعش يمثل أحد هذه الموجات التكفيرية.
 وشدد على أن الجماعات الإرهابية دائمًا ما تجتزئ آيات القتال فى القرآن وتبترها من سياقها ولا تربطها بالآيات قبلها وبعدها حتى يختلط الأمر على العامة ولا يفهم المسلمون ما تحث عليه الآيات وما أحكامها، فتظهر على أنها دعوة للقتل فقط ودون أسباب.
ولفت إلى أن العلاقة مع غير المسلمين فى نظر الجماعات الإرهابية هى السيف والحرب والصدام، وأن كل ما ورد فى القرآن والسنة  من أخلاق العفو والغفران والصفح والصبر والبر والقسط والتسامح فى التعامل مع الآخر، كله منسوخ، مشيرًا إلى أن الدين الصحيح محب للحياة وتعمير الكون.
 وقال مفتى الجمهورية لوسائل الإعلام العالمية: «إن الجماعات الإرهابية تجذب أتباعها من خلال تصدير خطاب دينى واحد يعتمد على  السردية التى تستقطب عددًا كبيرًا ممن يفتقرون إلى الإحساس بالهوية أو الانتماء من الشباب صغير السن والذى يرغب فى المغامرة فى إطار إسلامى دون وعى ولا بصيرة».
وأكد المفتى أن الإفتاء إحدى الأدوات المهمة من أجل استقرار المجتمعات؛ وإن كانت الجماعات المتطرفة تستخدمه أداة لهدم المجتمعات ونشر الفوضى وتستغل بعض النصوص الدينية التى تفسرها بمنطق مشوِّهٍ غير علمى من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية وتبرير أعمالهم الإجرامية.
وشدد على أن الإسلام يفرض على المسلمين الالتزام بقيمه العليا مع جميع من يتعامل معهم، سواء من المسلمين أو غيرهم. وهذه القيم تشمل الإحسان والصدق والوفاء بالعهد والعدل والتسامح والرحمة.
وأشار  إلى أن مصدر التبرير المزعوم لكثير من مظاهر التطرف والعنف فى العالم الإسلامى وخارجه  ليس مرده إلى تعاليم الأديان، ولكن لمجموعة معقدة من العوامل نحتاج لفهمها جيدًا وبشكل معمق، حتى نعالج هذه الظواهر التى تهدد العالم أجمع.
وأكد أن دار الإفتاء تعمل على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين وإصلاح ومواجهة كافة أنواع التشويه التى تقترفها الجماعات الإرهابية، والتى ساهمت فى انتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا» فى الغرب تحديدًا.
وقال المفتي: «نحن فى مركب واحد مهما بعدت المسافات، وأمامنا عدو مشترك»، مشيرًا إلى أن  الحلول الأمنية والعسكرية غير كافية للقضاء على التطرّف والإرهاب بل لابد أن نعتمد على الحلول الفكرية أيضًا لأن الفكر لا يعالج إلا بالفكر.
ولفت مفتى الجمهورية إلى ضرورة التعامل مع الشباب وفتح قنوات حوار مفتوح معهم على صفحات التواصل الاجتماعي، لتحصينهم من الأفكار المتطرفة وبث الأفكار الصحيحة لتعاليم الدين الإسلامى.
وأكد أن الإسلام الصحيح بإمكانه أن يسكت أصوات الأقلية المتطرفة، مشيرًا إلى أنه ثمة تقدم هائل يتم إحرازه اليوم فى أرجاء العالم االإسلامى لتثقيف الدعاة وطلبة العلم الشرعى، كما تتم مساعدتهم على الانخراط والتعاطى مع معطيات العالم الحديث على نحو أكثر إنتاجاً.
وأضاف: إن تجديد الخطاب الدينى ضرورة حياتية ومجتمعية، موضحًا أن التجديد الذى نعنيه هو تجديد فى الآليات والوسائل، بعيدًا عن المساس بالثوابت المتمثلة فى القرآن الكريم وسنة النبى صلى الله عليه وآله وسلم.