الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

القاهرة العاصمة الرابعة لمصر منذ 1044 عاما

القاهرة العاصمة الرابعة لمصر منذ 1044 عاما
القاهرة العاصمة الرابعة لمصر منذ 1044 عاما




أكد الدكتور محمد عبداللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة إننا نحتفل خلال شهر يوليو كل عام بالعيد القومى لمحافظة القاهرة، الذى يوافق هذا العام مرور 1044عاما على افتتاح الخليفة المعز لدين الله الفاطمى لعاصمة مصر «القاهرة» فى عام 362هـ/ 972م، حيث تعد العاصمة الرابعة لمصر منذ الفتح الإسلامى لها على يد عمرو بن العاص، واستعرض عبداللطيف تاريخ «القاهرة» وأبرز معالمها الأثرية، مشيرا إلى أنه بعد أن دخل الفاطميون مصر بقيادة جوهر الصقلى عام 969م - بعد قضائهم على الدولة الإخشيدية - فكر جوهر فى بناء عاصمة جديدة للخليفة الفاطمى المعز لدين الله، الذى كان يقيم فى بلاد المغرب، تمهيدًا لانتقاله إلى مصر، وأنه بعد الانتهاء من بناء المدينة أطلق عليها جوهر اسم (المنصورية) نسبة إلى الخليفة المنصور الفاطمى والد الخليفة المعز لدين الله، وظلت تعرف بهذا الاسم حتى قدم الخليفة المعز إلى مصر فغير اسمها وجعلها القاهرة المعزية، مشيرا إلى أنه يرجع السبب فى اختيار المعز لهذا الاسم تفاؤلًا منه بأن عاصمته الجديدة ستكون قاهرة العواصم والمدن السابقة لها جميعًا، وهو اسم يدل على القوة والمجد، كما أن هناك رأيا آخر يقول أن سبب التسمية يعود إلى أن بناءها بدأ فيه عند طلوع كوكب القاهر فسميت القاهرة.
وأوضح أن القاهرة الفاطمية القديمة كانت وقت إنشائها محدودة المساحة تمتد من باب الفتوح شمالًا إلى باب زويلة جنوبًا، ويمر بوسطها شارع المعز - الذى يضم حاليًا حوالى 29 أثرا إسلاميا - ويحدها من الشرق جبال المقطم ومن الغرب الخليج الكبير ومن الجنوب مدينة القطائع.
وأشار إلى أبرز المعالم الأثرية الفريدة لمدينة القاهرة ومن أهمها (بـوابات القاهـرة) فمدينة القاهرة كانت مثل أى مدينة فى العصور الوسطى لها سور خارجى وأربع جهات، ويتم الدخول إليها من عدة أبواب، بعضها اندثر ولم يعد قائمًا مثل باب القوس، البرقية، المحروق، سعادة، القنطرة، الفرج، الخوخة، ولكن لحسن الحظ فإن أبواب القاهرة لم تندثر جميعها ومازال بعضها قائمًا حتى الآن مثل باب الفتوح، باب النصر، وباب زويلة، والتى تكون قطعة من أعظم التحصينات الحربية فى العصر الإسلامى، وهى من أعمال الأمير بدر الجمالى وزير الخليفة الفاطمى المستنصر بالله ما بين سنة 480 - 484 هـ/ 1087م – 1091م، ولا يوجد لهذه الأبواب حاليًا مثيل على الإطلاق.
وعن (شارع المعز لدين الله)، قال عبداللطيف إن قصة هذا الشارع تبدأ عندما أنشأ القائد جوهر الصقلى القاهرة المعزية، فجعل فى السور الشمالى بابين متباعدين هما باب النصر والفتوح، وفى السور الجنوبى بابين متجاورين هما بابا زويلة – أحدهما اندثر والآخر مازال موجودا – وأقام شارعا رئيسيًا من باب الفتوح إلى باب زويلة القائم حاليًا، عرف بالشارع الأعظم أو شارع المعز لدين الله الفاطمى.
وأضاف إن هذا الشارع يعد أكثر شوارع القاهرة ازدحاما بالآثار الإسلامية، ويعتبر أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية فى العالم،حيث يوجد به 29 أثرًا إسلاميًا من مختلف العصور.
وأشار عبداللطيف إلى أن الشارع كان عامرا بالأسواق حتى بلغ عدد المحلات فيه من الحسينية خارج باب الفتوح حتى السيدة نفيسة 1200 محل، وظل الشارع له مكانته الفريدة أيام الفاطميين والمماليك، وكان به تقاليد تراعى، منها ألا يمر به حمل تبن أو حمل حطب ولا يسوق به أحد فرسا ولا يمر به سقاء إلا وراويته مغطاة، وكان مقررًا على أصحاب المحلات أن يعلقوا قناديل موقدة طول الليل وأن يعد كل منهم زيرًا مملوءًا بالماء لمكافحة الحريق.
وبالنسبة لـ (قصــر بشـتاك)، أكد الدكتور محمد عبد اللطيف أنه يعد نموذجا للقصور التى ما زالت باقية فى قلب القاهرة القديمة، وهو يعد واحدا من أعظم وأجمل الآثار الإسلامية.