السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بلد السواقى سقطت من خريطة مصر السياحية

بلد السواقى سقطت من خريطة مصر السياحية
بلد السواقى سقطت من خريطة مصر السياحية




الفيوم  -  حسين فتحى  

 

الفيوم هى أكبر واحة طبيعية فى مصر تقع فى قلب الصحراء جنوب  غرب  القاهرة بحوالى 90 كيلو مترا من أهرامات الجيزة.. كانت الفيوم فى الماضى كعبة  لمحبى الخضرة والجمال وكانت مقصدا للتريض وصيد الطيور البرية والأسماك  بالإضافة إلى أنها تضم كنوزًا أثرية من العصور الفرعونية حيث كانت عاصمة مصر فى عهد الأسرة الـ 12 ثم تأتى الآثار الفرعونية والرومانية والقبطية إلى بحيرة قارون وهى واحدة من أقدم البحيرات الطبيعية فى العالم والتى تبلغ مساحتها حوالى 55 الف فدان إلى بحيرات الريان الثلاث والتى تبلغ مساحتهما حوالى 45 ألف فدان.. هذه الآثار وغيرها تعانى الاهمال.
«روزاليوسف» فى رحلة استكشافية لكنوز الفيوم المهملة « قبل دخول الفيوم بحوالى 25 كيلو مترات   تطل عليك مدينة « كرانيس الرومانية التى  شيدها وتضم بحيرة للتماسيح التى كانت تعيش فى  المنطقة إلى جانب معابد الإله «سوبك» هذه المدينة التى تضم المئات من القطع الأثرية الفريدة ثم الى جوارها يقبع بيت اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى على  مصر إبان الإحتلال الإنجليزى وعلى بعد خطوات يقع متحف الفيوم الذى تم إخلاؤه ولا أحد يعرف مصير القطع الأثرية التى كانت تكتظ بها.. ثم تأتى بعد ذلك مدينة الفيوم حيث تكون فى استقبالك المسلة العملاقة التى شيدها «الملك سنوسرت الثالث والتى تضم نقوشًا ورسومات فرعونية فريدة  وعلى بعد 600 متر من المسلة تقع سواقى الهدير التى تطل على بحر يوسف المعروف ينيل الفيوم. هذه السواقى الأربع التى كان يزورها ما يقرب من نصف مليون سائح أجنبى فى حقبة السبعينيات. تحولت إلى سجن. حيث تم حبس السواقى داخل أسلاك شائكة وحجبها عن الزائرين حتى أصبحت مخزنًا «لعلب الكشرى الفارغة وبقايا «كيزان الذرة» إلى جانب محاصرتها بالباعة الجائلين وأصحاب الحناطير حيث تنطلق الروائح الكريهة من روثها..
واستكمالًا للرحلة وعلى بعد نصف كيلو تقع 7 سواقى أخرى تقع خلف  استراحة المحافظ حيث تم إنشاء ممشى سياحى بطول 1800 متر بتكلفة إجمالية وصلت إلى حوالى 13 مليون جنيه انهارت أرضياته المقامة من حجر البازلت غال الثمن وتحطمت بروجولاته الخشبية وانتزع اللصوص  أعمدة الإنارة وأشجار النخيل ثم قام أصحاب الأراضى الزراعية الملاصقة بتحويل أجزاء من الممشى إلى غرز واستراحات لممارسة الأعمال المنافية للآداب على حسب قول مصطفى محمد أحمد ويضيف هذا الممشى جاء خرابًا على أهالى المنطقة حيث استقطع جزءًا من أراضينا الزراعية لكن هناك من أستفاد من مهزلة الممشى ببناء ابراج شاهقة كما تسبب الممشى المزعوم فى رفع سعر الأراضى الزراعية إلى 8 آلاف جنيه للمتر الواحد.
وعلى مسافة 7 كيلو مترات من الممشى تقع منطقة عين السلين وهناك الحدائق الخلابة التى كانت مقصدًا لمنتجى السينما حيث كانت تتراقص سعاد حسنى وتشدو نجاة وشادية فوق كوبرى الزهراء الذى يقبع أعلى المياه الممزوجة بالورود هنا أصبح المكان الشاعرى ممشى للقطط واستراحة للغربان فقد تحولت المبانى والمنشآت التاريحية التى أنشأها الملك فاروق  إلى كتل خرسانية كمركز للحرف اليدوية الذى أنفق علية أكثر من 5 ملايين من الجنيهات أصيب بالتشققات قبل أن يتم تسليمه واكتست مبانيه بالأتربة وبقايا الأشجار. 
وبالقرب من عيون السلين التى نضبت منذ زلزال 1992 يجلس مراد عياد يوسف مستثمر سياحى قائلًا « دمروا السياحة بالفيوم دمروا الكازينو الفخيم الذى شيده الملك فاروق الذى كان استراحة لزوار المحافظ والذى يقع فوق تبة عالية تكسوها الورود والأشجار من كل جانب والذى كان يضم 24 شاليهًا مضيفًا أن العيون التى كانت تنطلق منها المياه الطبيعية ضاعت وسط الصخور منذ الزلزال وفشلت جميع أجهزة الدولة فى إعادة المياه الكبريتية الطبيعية إلى وضعها السابق واستبدالها بصنبور مياه عذبة. وآثر المسئولون عن السياحة بالمحافظة السكوت وغض أبصارهم  عن إعادة مجرى المياه الى مكانها الطبيعى ويضيف أن الفندق كان يجلب للمحافظة أكثر من 15 الف جنيه يوميًا قبل وضع خطوط حمراء على المحافظ منذ بداية التسعينيات بسبب البؤر الأرهابية التى أنطلقت من المحافظة.
انطلقنا أسفل العيون حيث فندق زهرة الشاطئ الذى أصبح حطامًا انتزعت أثاثاته وأصبح مأوى لراغبى المتعة الحرام الذى يستغلون هدوء المنطقة وخلوها من الرواد بعد أن نضب حمام السباحة وتدمير ملهى الأطفال و انهيار الطاحونة التاريخية التى كانت تعتمد على ضغط المياه من خلال شلال يتدفق منه المياه بشكل مكثف تحول مجراه الى مخزن للقمامة.
ويقول أحمد عبد العال مدير آثار الفيوم، إنة يتم حاليًا إعادة تأهيل بيت اللورد كرومر المندوب السامى البريطانى بمدينة كرانيس الرومانية بصحراء وادى الريان بواسطة البعثة الأمريكية وكذلك مدينة كرانيس مدينة أثرية تعود إلى العصر اليوناني الرومانى وتضم معبدين وحماما رومانيا وهو المعبد الجنوبي والشمالية الذين كان معدا  لعيادة الالة سوبك وهو آلة الفيوم المحلى ويمثل التمساح والمتحف المفتوح تم تجهيزه ليحتوى للآثار مدينة فارس والتى أقيمت على أغلبها جامعة الفيوم بعد عملية استخراج آثار التى كانت موجودة بها  وقامت خمس دول بالتعاون فى إقامة هذا المتحف وهى امريكا وانجلترا وهولندا وفرنسا ومصر والمتحف يضم  ٢٦ قطعة اثرية منقولة من منطقة كيمان فارس وتم تجميعها بطريقة متحفية وطريقة عرض متحفى بتصميم عالمى.
من جانبه أكد المستشار وائل مكرم محافظ الفيوم، أن تم تعيين ياسر محفوظ وهو خبير سياحى عاش فى الخارج ولديه أفكار حديثة للتطوير المناطق السياحية بالمحافظة منها تطوير ميدان السواقى ومنطقة عيون السلين وان عملية التطوير تصل إلى حوالى 8 ملايين من الجنيهات وتشرف على عملية التطوير الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.
وقال المحافظ إن منطقة السواقى سيتم تطويرها طبقًا لأحدث النظم العالمية إلى جانب إعادة تأهيل الحديقة الملاصقة لها.