الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

من فرنسا إلى تركيا.. أحداث العالم فى عيون المثقفين

من فرنسا إلى تركيا..  أحداث العالم فى عيون المثقفين
من فرنسا إلى تركيا.. أحداث العالم فى عيون المثقفين




كتب - إسلام أنور


شهدت الأيام الماضية حالة من الزخم الكبير فى الوسط الثقافى المصرى والعربى فى ظل الجريمة الإرهابية التى وقعت فى مدينة «نيس» الفرنسية وتسببت فى مقتل عشرات الأبرياء، بالإضافة لما حدث فى تركيا من تحركات لبعض وحدات الجيش والحديث عن انقلاب تم إجهاده.
فى هذا السياق أجمع المثقفين المصريون والعرب على إدانة حادثة «نيس»  الإرهابية فى حين اختلفوا وتباينت ردود أفعالهم على ما حدث فى تركيا، وفى تعليقه على هذه الأحداث قال الروائى والمفكر يوسف زيدان «كلما وقعت فاجعةٌ من تلك الشنائع التى آخرها ما جرى مؤخرا فى بلدة «نيس» الفرنسية، أتألمُ لمصير الأبرياء ثم أتذكّر ما كتبته سنة 1997 عن ثلاثية «الدين، السياسة، العنف» وطبيعة هذه المشكلة وطرق مواجهتها دولياً.. وهو بحثٌ ألقيته فى مؤتمرات دولية، ونشرته فى مقالات، وألحقته كخاتمة لكتابى «اللاهوت العربى» وهو أحد أعلى الكتب توزيعاً منذ صدوره سنة 2010، «يعنى المفروض أن تكون الرسالة قد وصلت»، لكنها لم تصل.. ويبدو أنها لن تصل أبداً. فلماذا؟.
وأضاف يوسف زيدان: هل «المصالح» المرتبطة بما يسمى إعلامياً «الإرهاب» قوية، للدرجة التى تجعل المتحكّمين فى تلك الأفعال، لا يفكّرون فى الكفِّ عنها أو القضاء عليها، هل وصلت الحقارة بهؤلاء المستفيدين من تلك الجرائم، إلى هذا الحد من «الفجور» فى التعامى عن رؤية الحلول ووضعها فى موضع التنفيذ؟
وتعليقًا على أحداث تركيا قال يوسف زيدان «يُحبط الانقلاب، أو ينجح، هو فى الحالتين دليلٌ على أن غالبية البلاد ذات الغالبية المسلمة، لا تزال تعيش فى العصور الوسطي، و ترتبط السُّلطة السياسة فيها بالقاعدة المريعة التى صاغها المملوك الملك «قطز» بقوله: الحُكم لمن غلب !».
ومن جانبه قال الكاتب الفلسطينى ربعى المدهون: «قبل خمسة أيام فقط، كنت وزوجتى فى «نيس»،  أتمشى الشارع نفسه حيث وقع العمل الإجرامى الإرهابى البشع، تحت أقدامنا لساعات، أنا وزوجتى من ضحايا «نيس»، لولا فارق الوقت».
وأشار الباحث والكتاب المصرى عمار على حسن على أن الحادث المروع الذى وقع فى مدينة «نيس» الفرنسية وأودى بحياة 80 شخصا وإصابة أكثر من مائة بجروح متفاوتة، تطور نوعى فى الوسائل التى يعتمدها الإرهابيون من أجل الإيذاء والقتل.
وأضاف عمار أن قيام عنصر إرهابى بدهس حشد من الناس بحافلة على هذا النحو عمل غير مسبوق فى تكتيكات الإرهابيين، الذين اعتادوا من قبل زرع القنابل فى المنازل أو السيارات، وإرسال انتحاريين بأحزمة ناسفة، أو الاشتباك المباشر.
وتوقع عمار أن يؤدى هذا الحادث، الذى يتهم به شخص من أصول تونسية بارتكابه، إلى مزيد من التضييق على العرب والمسلمين فى فرنسا.
ومن جانبه قال د.محمد عفيفى المؤرخ والأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للثقافة «فى تاريخ اللغة التركية ليس هناك فرق بين كلمة انقلاب وكلمة ثورة».
وأضاف: «كتائب (الانكشارية) وهم من عساكر الجيش التركى قديما لعبت دورا هاما فى الإطاحة بالعديد من السلاطين، وحتى بعد إلغاء الانكشارية وإنشاء الجيش الحديث شهدت العقود الأخيرة من الدولة العثمانية العديد من الانقلابات العسكرية، وفى النهاية تأسست الجمهورية التركية على أساس أن الجيش هو حامى العلمانية».
وأكمل عفيفى «بقراءة تاريخ الانقلابات فى الدولة العثمانية والجمهورية التركية، نستطيع القول أنه سواء نجح الانقلاب أو فشل.. فإن تركيا دخلت النفق لفترة غير قصيرة».
وفى تعليقه على ما حدث فى تركيا قال الروائى المصرى إبراهيم عبد المجيد «السؤال الآن هل سيكون اردوغان ديمقراطيا بقدر ما فعله الشعب. اعتقد انه ليس أمامه غير ذلك. وان يتخلى عن تغيير الدستور لمصلحته وان يلتفت لقضايا تركيا الداخلية ويتركه من سياسته فى دعم الإرهاب فى الخارج على عكس كل من يقول أن أردوغان سينتقم من الشعب التركى. الشعب الذى حماه يستطيع أن يخلعه».
ومن جانب قال الروائى السودانى حمور زيادة «الآن والأوضاع تتجه للهدوء على رئيس الدولة رجب طيب أردوغان أن يقرر. لقد حكم تركيا لحوالى عقد ونص. أنا لست خبيراً فى الشأن التركي. لكنى أعرف النموذج التركى فى الديمقراطية، إقصاء الخصوم، تطهير مؤسسات الدولة من معارضيك)».
 وأضاف «اليوم تأتيه لحظة اجتماع، الإسلاميون والعلمانيون فى تركيا رفضا انقلاباً عسكرياً. لا أظن العلمانيين رفضوه إيمانا بديمقراطية أردوغان، لكن لأنهم مؤمنون أنه مازال لهم هامش حركة يمكن أن يوسعوه. أردوغان أغلق قناتين معارضتين له قبل أشهر. لكن الانقلاب العسكرى يمكن أن يغلق الأحزاب نفسها. بالنسبة لهم اردوغان قد يغلق الأحزاب بعد عام، لكن هذا عام نناور فيه لنجعل ذلك مستحيلا عليه».