السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«البوم» ينعق فى منازل الظهير الصحراوى بـ«الطود»

«البوم» ينعق فى منازل الظهير الصحراوى بـ«الطود»
«البوم» ينعق فى منازل الظهير الصحراوى بـ«الطود»




الأقصر ـ  أسماء مرعى


«منازل ريفية مغلقة.. ووحدات مهجورة.. ومنشآت حكومية لا تعمل» هذا هو حال الظهير الصحراوى لمدينة الطود الجديدة جنوبى محافظة الأقصر على الرغم  من مرور 6 سنوات على افتتاحها حيث أصبحت مجرد وحدات مهجورة، وإصابة حوائطها بالتشقق وتصدع جدرانها ولا يسكنها سوى الطيور الجارحة والزواحف و الكلاب الضالة.
وتحتوى قرى الظهير الصحراوي للطود على 1200 وحدة لإيواء الأسر الأولى بالرعاية وغير القادرين والتى تتكون من غرفة واحدة وصالة ومطبخ وحمام لا تتعدى مساحتها 45 مترا منها 500 قيد الإنشاء فضلا عن منازل ريفية حديثة الإنشاء قوامها 97 منزلا ومنشآت حكومية لا تعمل مثل نقطة الشرطة ووحدة صحية باستثناء مدرسة ابتدائية لا يتعدى عدد طلابها لجميع مراحلها 70 طالبا.
«روزاليوسف» رصدت أوضاع القرى على أرض الواقع. فعند الوصول الى ظهير الطود أول ما تجده على الجهة اليمنى مساكن الإيواء والتي خصصت للحالات الإنسانية الصعبة والأسر الأولى بالرعاية بالإضافة إلى الأسر التى قامت المحافظة بإزالة منازلهم ضمن عمليات توسعة الشوارع فى عهد محافظ الأقصر السابق سمير فرج, حيث وصل عدد إيواءات الطود إلى 700 وحدة  مكونة من غرفة وحمام ومطبخ إلا أن سوء التخطيط  وغياب الرقابة وانعدام الضمير عند إنشاء الوحدات تسببت فى ظهور تشققات وتصدعات فى حوائط الوحدات وأصبحت آيلة للسقوط  فضلا عن عدم توصيل مرفق الصرف الصحي للمنطقة أدت إلى اضطرار الأهالى لهجر وحداتهم وامتناعهم عن العيش فيها حتى أصبحت مسكنا للأشباح ومأوى للمجرمين ومتعاطي المخدرات.
فى البداية يقول أحمد مصطفى من أهالى المنطقة، «إنه تسلم وحدتين من المحافظة ضمن مساكن الإيواء كتعويض له بعد إزالة منزله فى توسيعات الشوارع  عام 2008م الا انه فوجئ بحالة الوحدات المتردية، فضلا عن ضيق مساحتهم منوها أنه قام بضم الوحدتين ليصبحا شقة واحدة وإعادة هيكلتها وترميمها من جديد حتى يتمكن من العيش هو واسرته بها .
ويضيف أن إيواءات الطود محرومة من الخدمات والمرافق الأساسية حيث إنه لم يتم توصيل الصرف الصحى الى المنطقة حتى الآن بالرغم من تخصيص أرض لإنشاء محطة للصرف الصحى منذ سنوات منوها انه الوحدات تعتمد على الطرنشات «البيارات» والتى يتم كسحها يوميا.
 وتشتكى فاطمة محمد - أحد سكان إيواء الطود، من ضيق مساحة الوحدة واصفة إقامتها  فيها بالجحيم حيث تقول  «جئت إلى هذه الإيواءات منذ 7 سنوات مضت بعد انهيار منزلنا المبنى من الطوب اللبن منوهة إلى أنها  تعيش هى وأسرتها المكونه من 5 أفراد فى غرفة واحدة مساحتها لا تتعدى 4 فى 4 أمتار فضلا عن ظهور تشققات وتصدعات فى جدران الوحدة مما جعلها تنتظر الموت تحت أنقاضها بين اللحظة والأخرى، مطالبة المسئولين بنقلهم الى مساكن جديدة أكبر مساحة وأكثر أمانا أو على الأقل ترميم وحدتهم وتسليمهم وحدة اخرى حتى تتمكن هى وأسرتها الكبيرة العدد من العيش فيهما.
فيما يؤكد أحمد عبده  أنه استغنى عن وحدته السكنية التى استلمها بعد إزالة منزله فقام ببيعها واستفاد بثمنها البسيط فى بناء منزل آخر فيقول «إنه لم يكن الوحيد الذى يستغنى عن وحدته السكنية فى منازل الإيواء بل إن 40% من الأهالى هجروا وحداتهم وتركوها مغلقة بالضبة والمفتاح منذ استلامها منوها أنه أن تمت سرقة نوافذ وأبواب الوحدات المغلقة إبان ثورة 25 يناير فأصبحت «خرابة» ووكرا لمتعاطى المخدرات ومقر للأفعال المنافية للآداب.
وأثناء تجولنا فى «ظهير الطود» رصدنا وحدة صحية ونقطة شرطة منهوبة الأبواب والشبابيك ومتهدمة الأرضيات والسلالم.
ويشير عبدالله محمد أحد الأهالى، إلى أن المحافظة خططت «لظهير الطود» ليكون متكامل الخدمات حيث قامت بإنشاء وحدة صحية ونقطة للشرطة ومدرسة إبتدائية فيه ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن حيث تم سرقة ونهب الأبواب والنوافذ الخاصة بالوحدة والنقطة فضلا عن تكسير وتحطيم أرضياتها فى أحداث الشغب الذى تلت ثورة  25 يناير 2011 مما زاد من معدل انتشار الجريمة فأصبحت المنطقة معرضة للسرقة ومفتقدة للأمان وملجأ للخارجين عن القانون وما يزيد الطين بلة على حد قوله أن مديرية الأمن بالمحافظة رفضت استلام  المبنى المخصص لنقطة الشرطة خلال معاينتها الموقع  بحجة ضيق المكان .
ويضيف محمود عبدالجواد، أن أهالى الظهير يعانون عند حاجتهم للذهاب الى الوحدة الصحية حيث تبعد أقرب وحدة صحية 7 كيلو مترات ويتساءل من غير المعقول أن يكون مبنى  قيد التشغيل لم تتسلمه وزارة الصحة لتجهزه بالأدوات اللازمة وتوفر طبيبا معالجا لخدمة الأهالى.
مضيفا أن التوك توك هى وسيلة المواصلات الرئيسية لربط الظهير الصحراوى بمدينة الطود ويشكو الأهالى من عدم آدميته حيث إنه عبارة عن تروسيكل بـ3 عجلات جزءه الخلفى عبارة عن صندوق حديدى  يحمل على متنه المواطنين ما يجعله غير متزن ويسهل وقوع الحوادث بين اللحظة والأخرى. وعلى الجانب الآخر المقابل لمساكن الإيواء تجد منازل ريفية حديثة الإنشاء قديمة الطراز يعلو سطحها قبة تشعرك وأنك تعيش فى خمسينيات القرن الماضى اتخذتها الكلاب الضالة مأوى لها.
وتستنكر أسماء مصطفى – أحد الأهالي، من غلق 97 منزلا ريفيا مشيدا فى ظهير الطود لمدة 5 سنوات وعدم طرحها على الأهالي بحجة عدم توصيل مرفق الصرف الصحى للمنازل وذلك  فى الوقت الذي يعانى فيه الشباب بالأقصر المقدمين على الزواج من ارتفاع قيمة الإيجار الجديد فضلا عن تفشى البطالة بصورة ملحوظة خاصة بعد الركود السياحى الذى تعيشه البلاد بالاضافة الى قيام الدولة بتحريم البناء على الاراضى الصحراوية المستصلحة متسائلة: إن كانت الدولة تساعد الشباب فى الحصول على وحدات سكنية أم تضع العراقيل وتتفنن بالعقاب؟