الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع.. الصمت

واحة الإبداع.. الصمت
واحة الإبداع.. الصمت




يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]


الصمت

كتبها - السيد الزرقانى

جلست «ياسمين» على أطراف السرير الخشبى الذى طالما شاركها كل أحلامها... نظرت فى جنبات الحجرة العتيقة  التى احتوت على كل أسرارها من انخراط الجسد المتوهج بالحيوية
- راحت تمنح لنفسها حق التسائل؟ لماذا سالنى هو اليوم عن صمتى «هل تحبين الصمت كثيرا فى حياتك»؟
- لماذا لم اجيب عليه وهو الذى منحنى الانطلاق فى رحاب الأمل والحب فقد امتلك منى الوقت  وأصبح يحتل حيز كبير فى افق خيالى..... مازالت تلك المرة الوحيد التى جمعتنا فى سهوة من الزمان خالدة فى الذاكرة وحين يمر طيفها على خيالى تتملكنى رغبة فى البقاء بداخلها.
- خرجت ياسمين إلى الشرف تحتضن تلك الطاقة الحانية مع النسمات الرقيقة التى تاتيها فى فضاء الكون الفسيح .......أعطت لنفسها حق التنفس بحرية........ والتحدث إلى ذاتها من باب الامل فى غدا أفضل.... الوقت يمر بها سريعا وهى مستسلمة لتك الرغبات الجامحة.... جسدا فائر.
- عادت الى فراشها  وأمسكت الهاتف لعله يتصل بها فى تلك الليلة  أنها فى حالة اشتياق كامل إلى الاستماع إلية بكل جوارحها.
- مازال السؤال معلقا فى ذهنها «هل أنت متزوجة» وهى فى الفرقة الرابعة بكلية الأداب شعبة الاثار فى جامعة سوهاج...... كان السؤال صعبا عليها فهى من أسرة بسيطة  تدبر امرها فى ظل الظروف السياسية والاجتماعية الصعبة التى احلت بالبلد بعد الثورات التى قضت على كثير مما منحه الله للوطن  لم تدرك لماذا أخذها الصمت ولم تجيب على السؤال........ ماذا فهم هو من تلك الأجابة الصامتة؟
- لماذا لم اجيبه فى الحين لكنه بالتاكيد فهم............. لأنه لاحقنى بسؤال آخر هل أنت مرتبطة؟
- دخلت إلى محرابها  وخلت الى صمتها وراحت فى ملكوت الشرود...... قامت مسرعا الى قلمها وامسكت به وجاءت بدفتر الذكريات الخاص بها ودونت  التى.
- وفى كل الحالات حين أمر على الشاطيء الجميل الذى ضم اول لقاء لى معك اشعر بكم من الدفىء ينتاب جسدى يبتلعه فى اعماق البحر الهادر......... وفى الصباح تأخذنى يديك برفق الى حيث يكون فراشى فى حنان العاشقين.......... أبحر فى عينيك حب وعشق وحنين............استيقظ على همساتك الدافيئة كانها لحن سرمديا خالد فى حياتى.
تمد يديك تأخذنى إلى وسط القصر تراقصنى فى شغف العاشقين............ وتمضى وتتركنى وحيدة على شاطيء الذكرايات....... تاتينى الرياح بصوتها المخيف........ اتبصص بين ثنايات الأمواج العالية لعلى المح زورقك من بينها أيها الغائب عن مرسى حياتى........ أقف ادعوا ربى أن تنجوا منها وتعود
- كانت شاردة تحاكى الواقع الذى كسا حياتها منذ اليوم الأول للقاء.
- فى اليوم التالى ذهب إلى الجامعة وفى يدها الدفتر الذى يحمل مكنون حديثها الروحى مع نفسها  وكم تمنت أن تجده بين تلك الوجة الكثير التى تنظر اليها فى كل الزوايا باركان الجامعة.
تلك فاطمة تنادى عليها فلم تنتبه لذالك من عمق التركيز فى ملامح وجههالتى سيطرت عليها........ راحت تتفحص الوجه لعلها تنل تلك البشرة السوداء التى طحنتها حرارة الشمس  وطهرتها تربة الوادى وأغتسل بماء النهر الجارى بطول الوطن........... انتبهت مؤخرا إلى نداء صديقة العمر بنت سوهاج التى كثيرا ما ضمتها الى صدرها فى لحظات البكاء.
-وقفت حتى لحقت بها ودخلت إلى حضنها ترحابا  وتمشيا سويا إلى سور الكلية وتحت احدى الاشجار جلسا سويا ودار بها الحديت الى المذاكرة  وكانت ترغب فى فتح مادار بها بالأمس إلا أن الصمت كان يحل بها فى هذا الموضوع بالذت لانه فى مكنون عقلها الباطن.