الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«أفيجدور ليبرمان» وزيرًا للحرب وليس الدفاع




قام رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتانياهو» بالتلويح للعرب والمسلمين بأن وزير الدفاع المنتظر فى حكومته الجديدة هو «أفيجدور» وزير الخارجية الحالى - وفى الوقت نفسه كان هذا التصريح لـ«نتنياهو» هو مغازلة لحزب الليكود الذى خرج منه «ليبرمان» وأيضًا «إسرائيل بيتنا» الذى أسسه بعد ذلك.
 
اختيار «أفيجدور» وزيرًا للجيش الإسرائيلى سوف ينحرف بالاستراتيجية العسكرية للدولة العبرية لتتحول من الدفاع الذى حددته لها «اتفاقيات السلام مع الدول العربية» إلى استراتيجية حربية كما يريدها «ليبرمان» الذى يتوعد العرب وإيران فى كل وقت ثم يتراجع ويعود وهكذا.
 
«أفيجدور» عرف لدى الشعب المصرى بأنه الإسرائيلى الذى تجرأ على القول بأنه سيضرب «السد العالى» ثم تراجع وقال فى حال نشوب حرب بين مصر وإسرائيل ولأن «أفيجدور» هو تلميذ سفاح المجازر العربية «أرئيل شارون» فقد ورث عنه اللهجة التوعدية والتجرؤ على التهديد بالعنف.. ولكن يجمع بين التلميذ وأستاذه حقدهما على «السد العالى» فقد طلب شارون من قبل وأيام الرئيس «أنور السادات» وكان وقتها شارون وزيرًا للزراعة وفى بداية اتفاق «كامب ديفيد» طلب أن يأخذ أرضا يقوم بزراعتها حول السد العالى وقد طلب «السادات» من نائبه وقتذاك «مبارك» أن يقول له أن أرض السد العالى لن تستثمر وعليه باختيار مشروع آخر وحذر السادات نائبه بأن يعطى له أى إشارة موافقة سواء لأراضى السد أو غيرها فقط كحديث دبلوماسى.
 
ولكن التلميذ تعدى طلب أستاذه فى استغلال السد العالى وتوعد بضربه أكثر من مرة ربما كان ثأرًا لأن مصر ضحكت على أستاذه وربما لحقده الشديد على مصر ومقدراتها.
 
من جانب آخر فإن «أفيجدور» حليف سياسى لـ«نتانياهو» والأخير يحاول استرضاءه بشتى الطرق وقد تقلد «أفيجدور» مناصب عدة لـ«نتانياهو» من رئيس ديوانه وحتى خارجيته، تلك العلاقة التى بدأت منذ عام 1988 اعترضتها مشاكل ولكن نتانياهو لم يتخل عن حليفه «ليبرمان» رغم فضائحه التى أغرقت الصحف وخاصة تعديه على قاصر ودفع غرامة حوالى 10.000 شيكل والآن هو بصدد قضية رشوة أطلق عليها فضيحة «واحة لادن» حيث إنه فى عام 2008 حصل على تمويل لحملته الانتخابية من رجل الأعمال النمساوى اليهودى «مارتن شلاف» فى حين تلقى أستاذه «شارون» من نفس الرجل 3 ملايين دولار.
 
ومع كل هذا فإن «أفيجدور» يحاول جاهدًا أن يغير من سياساته تجاه العرب وقد ذهب إلى كثير من دول أمريكا اللاتينية ذات العلاقات الطيبة والمتعاطفة مع العرب جميعًا لتكون وسيطًا له عندهم ولكن المحاولات باءت بالفشل نتيجة هذيانه بالتصريحات المتوعدة والمهددة والمنذرة بالحروب.
 
و«ليبرمان» الذى ولد فى 5 يونيو عام 1958 فى روسيا وهو أحد مؤسسى المنتدى الصهيونى لليهود السوفييت ذهب إلى إسرائيل عام 1978 وخدم بالجيش الإسرائيلى فترة قليلة لا تتعدى الأشهر لكونه قادما جديدًا لإسرائيل.. فهل يمكن له أن يكون وزيرًا للدفاع يفهم الجندية.. ومتطلباتها أم أنه سيكون رجلاً سياسيًا يعشق الحرب والدمار.