السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طه حسين.. سطو مثلث!

طه حسين.. سطو مثلث!
طه حسين.. سطو مثلث!




د.حسام عطا يكتب:
مستقبل الثقافة فى مصر هو عنوان كتاب د. طه حسين عميد الأدب العربى الذى أصبح مرجعاً للعديد من التصورات الثقافية الحاكمة فى مصر ما بعد 1952، كتبه طه حسين ليسأل سؤال الهوية الثقافية المصرية محددا أبعادها المختلفة، مؤكدا على أصالتها الفرعونية ومحيطها العربى الإسلامى والذى شكل صدمة آنذاك لبقايا أحلام دعاة الخلافة الإسلامية، فقد كان يرى بوضوح وجودها الحى فى ثقافة البحر الأبيض المتوسط، وجذرها الفرعونى القديم، كانت رؤيته مجالا حيويا للخلاف والحوار حول مستقبل الثقافة المصرية التى أدمجها فى تقديره بضرورة إصلاح التعليم العام والأساسى منه على وجه الخصوص، كانت أدواته هى التعليم وهدفه الثقافة للجميع، مؤكدا على أهمية ثقافة الطفل أما عودته للحضارة الفرعونية، فجاء تأثيرها واضحا فى الفنون على سبيل المثال فى الظهور الحى لهاميس جميلة السينما المصرية لبنى عبد العزيز فى الشخصية الفرعونية الساحرة التى كانت فتاة أحلام الشباب آنذاك، وفى ترجمة د. ثروت عكاشة للكتاب العمدة المسرح المصرى القديم، ودعوته لإحياء المسرح الفرعونى وتخصيص فرقة له من خريجى المعهد العالى للفنون المسرحية، ودعم ذلك المسار ولم يتناقض معه رغم انتمائه العروبى، الشاعر الكبير على أحمد باكثير فى مسرحية الشعرية المهمة فى تاريخ المسرح الشعرى المصرى اخناتون.
كان ذلك فى إطار تصور عام يتأسس على اختيارات فكرية لم تضع الفراعنة داخل أفلام معلبة يظهر فيها الفرعون مبتذلا كراقص فى أحد علب الليل المستبدلة بمعبد فرعونى، حيث يصبح السطو المثلث على التاريخ وفن السينما ووعى الجمهور، أما الفيلم الذى تأثر بطه حسين فهو الفيلم الرائع المعبر عن العلاقة بين الرقص الشعبى المصرى القديم والرقص الشعبى المعاصر وهو فيلم «غرام فى الكرنك» لفرقة رضا، والذى تظهر فيه مصر عفية جميلة بشبابها بين أحضان التاريخ.
تذكرت ذلك التاريخ القريب عقب حوارى مع د. أحمد شوقى، أستاذ الهندسة الوراثية المهتم بالشأن الثقافى، إذ سألته عن أعمال اللجنة المشكلة لوضع تصور مستقبلى للثقافة المصرية وسط المهرجانات والاحتفالات والتكريمات التى تقدمها وزارة الثقافة الآن، والتى كان عضوا بها منذ أربع سنوات وكان مقررها المفكر السيد ياسين، وعندما أجاب لا شىء، أضاف مقترحا، هل يوجد عقل موسوعى فى مصر يمكنه إعادة كتابة تاريخ الثقافة المصرية بشكل معاصر، هكذا فعلت الأمم الحية من الكتب العلامات التاريخية لمفكريها العظام، إعادة كتابة كتاب طه حسين مستقبل الثقافة المصرية ضرورة لاستعادة التفكير العلمى فى مستقبل الثقافة والفنون.