الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مـع انطـلاق دورتـه التاسعــة اشتعال المنافسة بين عروض الشباب والمحترفين بالمهرجان القومى للمسرح

مـع انطـلاق دورتـه التاسعــة اشتعال المنافسة بين عروض الشباب والمحترفين بالمهرجان القومى للمسرح
مـع انطـلاق دورتـه التاسعــة اشتعال المنافسة بين عروض الشباب والمحترفين بالمهرجان القومى للمسرح




انطلقت يوم الثلاثاء على خشبة المسرح الكبير بدار الأوبرا، فعاليات الدورة التاسعة للمهرجان القومى للمسرح، والتى أصر رئيس المهرجان ناصر عبد المنعم أن يطلق عليها، اسم الراحل نور الشريف كما وعد الجمهور بعد وفاة الأخير العام الماضى، أخرج حفل الافتتاح لهذه الدورة المخرج الشاب تامر كرم، بعد حصوله الدورة السابقة على جائزة أفضل مخرج مسرحى، عن عرض «هنا أنتيجون» حيث قرر المهرجان اتباع فلسفة جديدة فى دورته الحالية، بحيث يخرج حفل الافتتاح الحائز على جائزة أفضل مخرج، وحفل الختام الحاصل على جائزة أفضل مخرج صاعد باسم قناوى عن عرض «روح».

   بعد يوم الافتتاح، بدأت تدب الحياة بمسارح الدولة، لاستقبال عروض المسابقة الرسمية، والتى تنوعت خلفيتها الإنتاجية بين عروض هواة ومستقلين وبيت فنى وفنون شعبية وقصور ثقافة وجامعات وشركات وقطاع خاص، فأكثر ما يميز هذا المهرجان أنه يعتمد بشكل أساسى على إقامة بانوراما فنية على مدار 20 يومًا، للعروض التى تم انتاجها فى عام كامل، ومن خلاله يمكن وبسهولة رصد حال المسرح المصرى، وسوف تحتدم المنافسة وبشدة بين عروض البيت الفنى للمسرح، وعروض شباب الجامعات والمستقلين، فمن خلال تجربتى كأحد أعضاء لجنة المشاهدة بالمهرجان القومى لعروض المستقلين، والتى شاهدنا خلالها 40 عرضًا مسرحيًا، استقرت اللجنة منهم على خمسة عروض فقط، بدا واضحا أن مستوى هذه الأعمال فنيا اقترب إلى مستوى الاحتراف، وبالتالى ستشتد المنافسة بين هذه الأعمال وعروض البيت الفنى ومسرح الهناجر، بعكس العام الماضى كانت عروض البيت الفنى أقوى وأكثر جودة واحترافا، من أعمال الجامعات والمستقلين وبالفعل حصد وقتها البيت الفنى جوائز المهرجان القومى بعرض «روح» خلال دورته الثامنة.
تنبئ هذه الدورة عن ظهور جيل جديد من شباب الموهوبين، بالمسرح المستقل الذى للأسف تراجع مستواه كثيرا خلال العام الماضى، بينما بدأ هذا العام يعود على استحياء، واختارت لجنة المشاهدة برئاسة الدكتورة نهاد صليحة، والتى شرفت بعضويتها مع الزملاء الناقد باسم صادق، وفاء كمالوا، خالد رسلان ومنى شديد، وانقسمت اللجنة بين عروض الجامعات والمستقلين، ففى لجنة المستقلين اخترنا أفضل ثمانية عروض، للتشاور والنقاش حولها كانت «هبط الملاك فى بابل» إخراج محمود طنطاوى لفرقة الألسن، «كنت فى بيتي» إخراج عبد العزيز محمد فرقة the dreamers، «نهاية اللعبة» إخراج يوسف مصطفى فرقة اللعبة، «كواليس» إخراج داليا بسيونى فرقة سبيل للفنون، «دراما الشحاتين» إخراج أحمد سعد فرقة فيكتور المسرحى، «إكليل الغار» إخراج صلاح إيهاب فرقة الحصار، «عرقي» إخراج أحمد سيف، «أماديوس» إخراج أحمد سامى فرقة حسين محمود المسرحية، ارتقت هذه العروض للوصول لمرحلة التصفيات النهائية، لما حمله معظمها من جودة فنية وانضباط، ومن هنا جاء التفضيل والمقارنة وتصعيد الأفضل ثم الأقل، إلى أن توصلنا إلى العدد المحدد والمطلوب، واستقرت اللجنة فى النهاية على «هبط الملاك فى بابل»، «كنت فى بيتي»، «نهاية اللعبة»، «دراما الشحاتين»، «كواليس»، وفى حالة اعتذار أحد هذه العروض يتم تصعيد واحد من ثلاثة، مع مراعاة الترتيب «إكليل الغار»، «عرقى»، «آماديوس»، وبالفعل تم تصعيد «إكليل الغار» بدلا من «كنت فى بيتي» بعد اعتذار مخرج العرض عن المشاركة.  
أما من البيت الفنى للمسرح تم اختيار خمسة عروض بالتسابق، منها عرضا فرقة مسرح الغد «جميلة» تأليف وإخراج مروة رضوان وبطولة مصطفى عبد السلام وندى موسى وإيمان غنيم وميدو عبد القادر، المسرحية مأخوذة عن نص ترويض الشرسة لوليم شكسبير، «إن بوكس» بطولة عبد الرحيم حسن إيمان إمام، تأليف سامح مهران وإخراج جلال عثمان، كما يشارك من مسرح الطليعة «الإنسان الطيب» تأليف وإخراج سعيد سليمان، وبطولة نجلاء يونس وهانى عبد الناصر وحسام حمدى وزياد سمير، وهو تجربة مسرحية صوفية، ومن مسرح الشباب يشارك «الفنار» دراماتورج محمد محروس وإخراج ماهر محمود، و «قضية ظل الحمار» تأليف فريدريك دورنيمات وإخراج محمد جبر وبطولة إسلام على ميشيل ميلاد ونانسى نبيل وصابر عادل، ولأول مرة يشارك ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للمهرجان البيت الفنى للفنون الشعبية، بعرضى «حارة السنان» تأليف وأشعار سامح سليم وإخراج حسن سعد، بطولة مجدى فكرى، عايدة غنيم وعصام الشيوخ، «الشاطر حسن» تأليف وأشعار فؤاد حداد وإخراج حسين الشريف، وبطولة عهدى صادق، أحمد عثمان، ومن الهيئة العامة لقصور الثقافة يشارك خمسة عروض «بير السقايا» تأليف حسام عبد العزيز وإخراج أشرف النوبى وبطولة عبد القادر محمد طلعت ومها نصر، أحمد ماهر، وساحرات سالم تأليف آرثر ميلر وإخراج سامح بسيونى، بطولة مجدى عبدالحميد وجيهان خيرى وعبير عادل، «ضل راجل» تأليف أسامة البنا وإخراج خالد عطا الله وبطولة نور الله عثمان، نجوى عبد الرحيم ورفعت عبد السميع، «أقنعة الملائكة» تأليف نويتس برياليس وإخراج رفعت عبدالعليم وبطولة فاطمة أحمد ورفعت عبدالعليم ومحمد صابر، «ليل الغنا والذهب» تأليف أحمد أبوخنيجر وإخراج محمد فؤاد، محمد شحات، أسامة عبد الرؤف، وبطولة آمنة إيمان، ومحمد الشرقاوى، كما يشارك المعهد العالى للفنون المسرحية بعرضى «الخروج عن النص» تأليف وأشعار أحمد نبيل وإخراج كريم سامى، وبطولة ماجد متولى وفؤاد سيف، هاجر عفيفى وكريم سامى، «لا مخرج.. الجلسة سرية» تأليف جان بول سارتر وإخراج وائل محمد عبد الفتاح وبطولة علاء حور وأمنية العربى، ويشارك مركز الهناجر للفنون بعرضى «الرمادي» عن رواية جورج أرويل 1984 إخراج عبير على وبطولة فريق المسحراتى إنجى جلال ودعاء شوقى وسهام عبد السلام، «الزومبى والخطايا العشر» عن نفس الرواية وإخراج طارق الدويرى وبطولة نشوى محرم وأحمد مرعى وأشرقت إسلام، ودار الأوبرا تشارك بعرضى «كلنا كاليجولا» إعداد أكرم مصطفى وإخراج محمود مصطفى وبطولة فريق الرقص المسرحى الحديث بالتعاون مع ضياء شفيق ومحمد مصطفى والفنان يحيى أحمد، و»حلم البصاصين» فكرة وتصميم مناضل عنتر وبطولة أعضاء فريق الرقص الحديث.
يشارك أيضا صندوق التنمية الثقافية بعرضى «زى الناس» من مركز الإبداع الفنى تأليف برتولد بريخت وإخراج هانى عفيفى بطولة هشام اسماعيل وأحمد سلكاوى وكريم يحيى وشادى عبد السلام، و»صاحب السمو.. قنصوة الغوري» تأليف وإخراج محمد مرسى أحد عروض مشروع مسرح فى كل مكان، وتشارك وزارة الشباب والرياضة بعرضى «القروش الثلاثة» تأليف برتولد بريخت وإخراج السعيد منسى وبطولة أحمد فجل وآية مصطفى ومحمد السيد، و»القيد» تأليف محمد موسى محمد وإخراج عبدالرحيم عطا أحمد وبطولة فاطمة حسن وعبد الرحيم عطا، ومن عروض الهواة ومنظمات المجتمع المدنى «حلم ليلة فى منتصف الصيف» تأليف وليم شكسبير وإخراج محمد مكى، و«نساء شكسبير» تأليف سامح عثمان وإخراج محمد الطايع، الشركات والمسرح العالمى يشارك بعرضى «العشيقة» إعداد إسلام إمام وإخراج عمرو حسان، «حلم ولا علم» تأليف محسن يوسف وإخراج شريف سمير، ومن عروض المسرح الجامعى «الحضيض» جامعة القاهرة تأليف ماكسيم جوركى وإخراج محمود جمال، «قواعد العشق الأربعون» جامعة عين شمس إعداد وإخراج محمد فؤاد عابدين، «أنشودة غول لوزيتانيا» جامعة بورسعيد تأليف بيتر فايس وإخراج محمد الملكى، «القاع» جامعة عين شمس إخراج محمد حسن دراماتورج أحمد صبحى.
يشارك من مسرح القطاع الخاص بالمسابقة الرسمية «يا سم» تأليف وإخراج شيرين حجازى وهو عرض مسرحى راقص يرصد وضع المرأة اجتماعيا من خلال الحركة والرقص، و»30 فبراير» إنتاج مسرح الهوسابير تأليف مصطفى سعد وإخراج هشام السنباطى، وعلى هامش المهرجان تشارك عروض «ورد وياسمين» إخراج شريف فتحى، «ثورة الموتى» إخراج محمد العدل، «قضية ظل الحمار» إخراج مصطفى إبراهيم، «إخناتون» إخراج أسامة عبد الرؤوف».
وبالنظر إلى هذا الزخم الفنى والكم الهائل من العروض من جهات إنتاج متنوعة ومختلفة، سنجد حالة من الإقبال الشديد من كافة جهات الإنتاج على المشاركة ضمن فعاليات هذه الدورة، بعكس الدورات السابقة، حيث ضمت المسابقة الرسمية 37 عرض مسرحى بجانب عروض الهامش، فى حين أن عروض المسابقة الأعوام الماضية كانت 33 عرض، كما استحدث المهرجان هذا العام تقليدا جديدا بالتعاون مع المركز القومى للمسرح بإصدار مجموعة من الكتب المسرحية الهامة واهدائها للحاضرين بحفل الافتتاح، منها كتب «المسرح المصرى»، «اتجاهات النقد المسرحى المعاصر بين النظرية والتطبيق»، «نيسكون نيسكون»، «إفجينينا فى تاوريس»، «المهاجران»، «عبث إدريس وعبدالصبور فى المسرح المصرى».
كرم المهرجان فى دورته التاسعة، عدد من الأسماء المسرحية الهامة بدأت بتكريم اسم الراحل نور الشريف والذى قدمت له فقرة خاصة بعرض الإفتتاح بصوته وهو يلقى مونولوج الكلمة من مسرحية «الحسين ثائرا وشهيدا» التى طالما أراد تقديمها على خشبة المسرح لكن لم يتحقق أمله حتى وافته المنية، كما كرم كل من الفنان عبد الرحمن أبو زهرة، والمخرج المسرحى عبد الرحمن الشافعى، والناقدة فوزية مهران، والكاتبة فريدة النقاش، والدكتور محمد عنانى، والدكتور ناجى شاكر والمخرج نبيل منيب، استحدث أيضا المهرجان أسلوبًا أخر فى التكريم، عن طريق إطلاق اسماء مسرحيين كبار على جوائزه، منها جائزة كرم مطاوع «أفضل عرض مسرحى مركز أول»، جائزة حسن عبد السلام «أفضل عرض مسرحى مركز ثاني»، جائزة محمود دياب «أضل نص»، جائزة نبيل بدران «أفضل مؤلف صاعد، جائزة كمال ياسين «أفضل إخراج مسرحي»، جائزة سمير العدل «أفضل مخرج صاعد»، جائزة عمر الحريرى «أفضل ممثل دور أول رجال»، جائزة محمد وفيق «أفضل ممثل دور ثان رجال»، جائزة مخلص البحيرى «أفضل ممثل صاعد»، جائزة ماجدة الخطيب «أفضل ممثلة دور أول نساء»، جائزة ملك الجمل «أفضل ممثلة دور ثان»، جائزة آمال الزهيرى «أفضل ممثلة صاعدة»، جائزة صلاح عبد الكريم «أفضل مصمم ديكور»، جائزة عبد الغنى أبو العنيين «أفضل تصميم أزياء»، جائزة شكرى عبد الوهاب «أفضل تصميم إضاءة، جائزة زكريا الحجاوى «أفضل موسيقى مسرحية»، جائزة محمد خليل «أفضل تصميم استعراضات، جائزة الشريف خاطر «أفضل دراماتورج، جائزة النوبى «أفضل دعاية»، جائزة نجيب سرور «أفضل أشعار».
ينظم المهرجان خلال فعالياته مجموعة من الندوات تحت عنوان «المسرح ومقاومة الإرهاب» وتنقسم إلى محورين، المحور الأول تجربة محلية، والمحور الثانى «تجربة عالمية»، ويتعرض هذا المحور لمفاهيم وأشكال وخصائص مسرح المقاومة فى العالم وتجربته فى مقاومة أشكال متعددة من الإرهاب منذ نشأة المسرح إلى اليوم، وفى التجربة المحلية يتناول انعكاس قضايا الإرهاب على المسرح المصرى من خلال تجارب مسرحية مصرية وعربية.