«حكومة المرأة الموازية».. بين الفانتازيا والعنجهية النسائية

كتبت - مروة فتحى

تحت شعار «على قلب إمراة واحدة» دشنت جمعية «التراث والفنون التقليدية» مشروع «حكومة المرأة المصرية» وهو عبارة عن حكومة موازية من أجل تقديم تشكيل وزارى نسوى كامل ومستقل يعمل كمركز أبحاث لخدمة المجتمع المصرى وتفعيل المسارات الفكرية النسوية فى مصر على جميع أطيافها.
وأكدت لجنة المرأة بالجمعية، فى بيان لها على هامش المؤتمر الصحفى الذى عقد مؤخرا، إلى أن المشروع يستهدف فتح آفاق جديدة ومستحدثة لجميع مقترحات وأراء السيدات المصريات اللاتى تمثلهن الحكومة النسوية النموذجية الوليدة، موضحة أن المشروع سيأتى بأطروحات وأفكار وخطط قابلة للتنفيذ تعرض على الوزارة التنفيذية والهيئات البرلمانية وجميع المؤسسات المعنية.
ورغم أن الفكرة فريدة من نوعها ورائدة على مستوى العالم إلا أنها تبدو نوعًا من الفانتازيا واستعراض عضلات وقدرات المرأة، فليس من المنطقى تشكيل حكومة جميع أعضائها من النساء لأن ذلك يشجع على الفكر العنصرى الذى تعانى منه المرأة دائما وتندد به فى كل مكان، كما أنه على أية أسس أو معايير تم اختيار  عضوات هذه الحكومة الموازية وبذلك تكون الجمعية التى أطلقت المشروع وقعت فى نفس الخطأ الذى تقع فيه الدولة دائما وتأتى بأعضاء حكومة دون أى معايير أو أسس.
تتضمن الحكومة الموازية  ١٩ وزيرة ووزير رجل واحد، وتنوعت الوزيرات ما بين سيدات أعمال وكوافيرة وأساتذة جامعة وقانونين، وجاء التشكيل الوزارى كالتالي: «د. غادة الوكيل رئيس الحكومة ووزير الدفاع، ريهام مصطفى وزيرة العدل، ياسمينا الديب وزيرة السياحة والنقل والاحتفاليات، د أمانى رشاد وزيرة حوض النيل والرى والزراعة، هناء الجوهرى وزيرة الداخلية، ضحى عبدالحميد وزيرة المالية والاقتصاد والاستثمار، نيفين ماجد وزيرة الفرانكوفونية، ريهام مصطفى وزيرة العدل، أمينة اباظة وزيرة البيئة والطبيعة وحقوق الإنسان والحيوان، سهى السكرى وزيرة الشباب وهى ابنة لغادة الوكيل، أمل أباظة وزيرة القطر والأقاليم ونائب رئيس الحكومة، مهدى إسكندر وزير الرجل والسكان، ماهيتاب مكاوى وزيرة المرأة والطفل، هبة مصطفى وزيرة الاتصالات، إيمان بيبرس وزيرة التضامن الاجتماعي، إيناس عبدالدايم وزيرة الإبداع والثقافة والأثار، منى مجدلانى وزيرة التعايش والمواطنة، فاتن درويش وزيرة العمل والقوى العاملة، السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الخارجية، هالة عدلى حسين وزيرة الصيدلة والدواء، انجى صدقى وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج بجانب تشكيل مجلس استشارى يضم فريدة الشوباشى.
إنشاء حكومة موازية تحتاج إلى موازنة وجهاز تنفيذى خاص بها وتحتاج إلى اتصال بالمحافظات وتجمع نسائى وليس مؤتمرًا عابرًا، كما أن القائمون على المشروع ليسوا بحاجة إلى كل هذه الوزارات، فكان يكفى وإن تطلب الأمر تشكيل حكومة موازية تتضمن وزارت مثيلاتها بالفعل مقصرة فى الواقع كوزارة التعليم  التى تعانى  من الفشل المستمر فى سياستها وأداء العاملين بها.