الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لقوشة: أردوغان سيواجه مشكلة كبيرة مع الاتحاد الأوروبى بعد سعيه لعودة حكم الإعدام على الانقلابيين

لقوشة: أردوغان سيواجه مشكلة كبيرة مع الاتحاد الأوروبى بعد سعيه لعودة حكم الإعدام على الانقلابيين
لقوشة: أردوغان سيواجه مشكلة كبيرة مع الاتحاد الأوروبى بعد سعيه لعودة حكم الإعدام على الانقلابيين




تحقيق - نسرين عبدالرحيم


لا شك أن ما يحدث بتركيا أصبح يلفت أنظار العالم، حيث يترقب الجميع ويتابع تطورات الأحداث التى ستؤثر بشكل كبير على المنطقة، والسؤال الذى يتردد الآن هو ماذا بعد اجهاض الانقلاب وهل سيسيطر أردوغان على الأمور بتركيا بعد توسيعه لدائرة الاشتباه واقتراحه تعديل الدستور لإعدام المنقلبين واعتقال أكثر من  3000 عسكرى وإقالة 5 جنرالات و29 ضابطاً برتبت كورنال وعزل 5 من أعضاء مجلس المحكمة الدستورية العليا وعزله 2545 قاضياً، هل الأمر سيزداد سوءاً بتركيا؟
 وما سر ارتعاد أردوغان وتخوفه الشديد رغم سيطرته على الانقلاب «روزاليوسف» التقت عدداً من المفكرين السياسيين لمحاولة معرفت الكثير عن طبيعة الأحداث بتركيا الدولة العضو بنادى الناتو والتى تسيطر على مضيق البحر الأسود وبها قاعدة صواريخ أمريكية نووية.
حيث أكد المفكر السياسى دكتور رفعت لقوشة، انه بالنسبة لموضوع الاعدام الذى يريد رجب طيب أردوغان تطبيقه على الجنود المنقلبين، فان أردوغان سيواجه مشكلة كبيرة مع الاتحاد الأوروبى لأن هناك وثيقة كان قد وقعها مع الاتحاد الأوروبى بشأن تفاهمات سياسية من هذه التفاهمات السياسية، إلغاء عقوبة الاعدام وبالتالى اذا قرار عودة حكم الإعدام من خلال تمرير القانون بالبرلمان، جميع تفاهماته مع الاتحاد الأوروبى سوف تعود لنقطة الصفر وبالتالى كل الخطوات التى قطعها لبناء جسر مع الاتحاد الأوروبى ستنتهى تماماً، واعتقد أنه سيأتى له إنذارات بشأن تلك الجزئية.
وأضاف لقوشة: إن بداية القصة التى أدت للانقلاب، تعود بالإساس لسياسة أردغان تجاه الاكراد فى تركيا، حيث ظهرت سياسته تجاه الاكراد عنيفة وبها قدر من التعسف والعجز عن دمجهم فى الحياة السياسية التركية.
والتخوف كان لدى البعض داخل المؤسسة العسكرية أن سياسات أردوغان لدى الأكراد سوف تقودهم إلى المطالبة بالحكم الذاتى، مطالبات الإكراد للحكم الذاتى قد تقود إلى تفسخ الدولة التركية كما أسسها أتاتورك ومن هنا بعض العناصر داخل المؤسسة العسكرية أصبحت تتبنى موقفاً مغايراً لسياسة أردوغان هذه العناصر هى التى قادت الأنقلاب.
وأشار إلى أن فتح الله كولن لم تتضح صورته بعد، الواضح أن أردوغان قفز مباشرة إلى «فتح الله كولن» وحاول أن يقيم علاقة ربط بين الطرفين، الذى لوحظ فى خطابات أردوغان أن أساس القصة وهى كيفية التعامل مع الأكراد ولكنه ذهب إلى الاتجاه الآخر أو الاتجاه الموازى.
إما بالنسبة لفتح الله كولن الذى كان حليفاً لأردوغان منذ عام 2001 يبدو أنه حدث خلاف على موضوعين رئيسيين الموضوع الأول «كولن» بدأ يكسب مساحة من الأرض تخوف منها أردوغان على نفوذه السياسى وبدأ «كولن» يكسب أرض سياسية من أردوغان.
«كولن» توجهاته صوفية من الناحية الدينية، لذلك انتشرت حركة صوفية  قائمة على مسجد وزاويا فى محاولة  لاستعادة الإرث الصوفى فى تركيا ومن الناحية السياسية بدأ «أردغان» يتخوف على نفوذه السياسى من كولن.
الموضوع الثانى «كولن» منحاز لفكرة القومية التركية وبالتالى منحاز لدمج الأكراد فى الحياة السياسية التركية فأصبح نقطة الخلاف بين «كولن»  و«أردوغان» هو كيفية التعامل مع الأكراد و«كولن» يختلف مع «أردغان» فى كيفية التعامل مع «الاكراد» أى أصبحت هناك قوتان مختلفتان مع اردوغان فى كيفية التعامل مع الأكراد هما كولن والعسكريين.
وقد استثمر أردوغان الانقلاب فى تصفية عناصر «كولن»، وبالتأكيد لن تستقر الامور فى تركيا قبل شهر، لأن عناصر ستدخل على الخط منهم حزب «العمل الكردستانى» وهو حزب الذى يمثل الأكراد فى تركيا وكان يتعامل معه أردوغان بشكل كبير من العنف ورفض التفاهم معه ربما تدخل عناصر من داعش قد تستقر فى المناطق الكردية وبالتالى فكرة استقرار تركيا قريبا غير واردة على الأقل لن تستقر الأمور قبل شهر وقد تصل إلى مدن أخرى غير إسطنبول وأنقرة قد تذهب القلائل إلى مدن تركيا أخرى.
«أردوغان» أمامه خياران لا ثالث لهما أن يفكر كيف سيعيد تقييم علاقته مع الأكراد وكيف يبدأ فى إعادة التقييم لعلاقته مع القوى السياسية داخل النسيج السياسى التركى وبالتالى تصبح العلاقة فى الداخل التركى ستنعكس على السياسة الخارجية التركية.
ومن جانبه أكد اسلام نجم الدين، باحث فى الشئون السياسية بالمركز العربى الإفريقى للدراسات الاستراتيجية،  أن كلمة سر إجهاض التمرد هى «هاكان فيدان» مدير جهاز المخابرات التركى حيث إنه منذ عام ونصف العام يجمع معلومات عن «فتح الله كولن» واستطاع أن يجمع كل أسماء الكيانات فى جميع المنظمات والكيانات الحكومية التركية خاصة القضاء والجيش والشرطة وطالب أمريكا بتسليمه اكثر من مرة وأمريكا رفضت لذلك «هاكان» كان يعلم بالانقلاب قبل ساعات من حدوثه لذلك تم حشد أنصار الإخوان فى أماكن خاصة للتدخل فى وقت مناسب.