الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنا مؤيد للانقلاب ضد أردوغان

أنا مؤيد للانقلاب ضد أردوغان
أنا مؤيد للانقلاب ضد أردوغان




يكتب: عيسى جاد الكريم
منتصف يناير 2013 اتصل بى صديق صحفى يعيش فى دولة عربية، كان يتابع تدويناتى ضد الإخوان، ومقالاتى ضد ما قام به «مرسى» مما سمى حينها الإعلان الدستورى المكمل، الذى بمقتضاه جمع فى يده كل السلطات، ما شكل صدمة لكثيرين ممن ضحك عليهم الإخوان الفاشيين، قال لى صديقى: لماذا يسكت الجيش على مرسى وجماعته؟ لماذا لا يطيح به لينقذ البلد؟ قلت له: إن ذلك ما يريده الإخوان ومن يساندهم من قوى الاستعمار، التى تريد تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة، حتى ينقضوا على مصر ويتهموا الجيش بأنه ينفذ انقلابًا ضد سلطة منتخبة، حينها سيفرضون العقوبات والحصار على مصر، وسيشوهون جيشها ويجوعون شعبها، وأخبرته أن الإخوان ونظامهم لن يعمروا فى مصر، لأن الشعب واع ولن يضحك عليه مَن يتاجرون بالدين، ومن يريدون تسطيح دور مصر ويحولونها من دولة عريقة قادرة بجيش عظيم يعرف الجميع فضله على العالم منذ دحر التتار وحتى حرب اكتوبر، ليحولها لدولة تابعة منبطحة لأردوغان وحزبه، فمرسى ذهب لمؤتمر حزب العدالة والتنمية فى تركيا ليدعم أردوغان قبل الانتخابات!
رئيس مصر أكبر دولة عربية يذهب لمؤتمر حزب تركى ويلوح بعلمه كأنه عضو فيه وليس رئيس أكبر دولة فى الشرق الأوسط؛ أنه الهوان الذى لا يقبله المصريين.
احضر «مرسى» وجماعته قتلت الرئيس السادات القائد العربى الوحيد حتى الآن الذى حقق نصر عسكرى ضد إسرائيل لاستاد القاهرة تحت زعم الاحتفال بنصر أكتوبر، وهم فى الحقيقة كانوا يحتفلون بذكرى قتلهم للرئيس السادات يوم 6 أكتوبر، الإخوان خلال 80 عامًا استطاعوا تكوين جماعة قادرة على الحشد ولديهم ميليشيات ولن يزيحهم من الحكم إلا قوة تفوقهم ولكن قبل ذلك يجب أن يكون الشعب هو من يستدعى هذه القوة حتى لا يتهم من بيدهم القوة أنهم لهم مصلحة؛ حدثت ثورة 30 يونيو وخرج الملايين ضد «مرسى» وجماعته الفاشية، ضد كل داعمى نظام الاخوان فى مصر، ضد أردوغان، والغنوشى، وحسن نصر الله، وخالد مشعل، و«القرضاوى» الذى يدعى على الملائكة أنهم يؤيدون «أردوغان» و«مرسى»؛ ضد التكفيريين فى سيناء، ضد أوباما والـCIA، ضد إسرائيل وأجهزة الاستخبارات التى تسوق للإخوان من خلال إعلام الجزيرة الذى صنعته لتجعل منهم المخلص، وتجعل من ميليشيات حماس البطل المغوار، وتصنع من فرقعاتهم الوهمية انتصارات عظيمة، وتصدر ذلك لشبابنا، خرج المصريين فى 30 يونيو ضدهم كل هؤلاء، وقالوا لهم ليس لكم وجود فى مصر؛ وقام جيش مصر الشريف، وقيادته الواعية، بالإعلان بوضوح انه سيتدخل ان لم تحل الأزمة السياسة. اجتمع ممثلو مصر وقادة الرأى فيها، وبعد ثلاثة أيام تم عزل الإخوان ونظامهم وسط فرحة الملايين المحتشدين فى الشوارع.، ولكن ذلك لم يعجب «اردوغان» وحلفاء الإخوان.
لقد أفشل المصريون مخططهم ووجهوا ضربة قاسمة لمشروعهم الذى تبخر؛ جُن جنون أردوغان، وهو أول مَن وصف عزل مرسى وثورة المصريين بالانقلاب، فكانت الإشارة لإخوان مصر ليستمروا فى اعتصام رابعة، على أمل أن تساهم هذه الكلمة فى النيل من شرف وعظمة الجيش المصرى الذى كان أردوغان يريد تحطيمه بمساعدة مرسى وإخوانه.
واستمر أردوغان فى دعم الاخوان والارهابيون، وشحنات الأسلحة التركية التى ضبطت فى ميناء الدخيلة خير دليل؛ وآوى أردوغان الإرهابيين الهاربين، وصنع لهم ملاذًا آمنًا اطلق القنوات التى تهاجم مصر وتحرض على امنها لقتل ضباطها وجنودها وجيشها ليل نهار من اسطنبول، أعلن نفسه حامى الحرية، فى حين هو حامى للخونة والقتلة والمجرمين والإرهابيين؛ مَن خطط ومول ودرب قتلة النائب العام كان يعيش فى تركيا تحت رعاية أردوغان؛ كل الحملات التى كانت ولازالت تخرج تشوّه مصر ورئيسها المنتخب ديمقراطيا كانت تخرج من تركيا.
خرج القتلة والمجرمون والإرهابييون والمحرضون ضد مصر يهرولون مزعورين لميدان تقسيم يرفعون علم تركيا يهتفون للمجرم أردوغان الذى يأويهم ويوفر لهم الحماية ووثقوا صورهم من خلال قنواتهم وصفحات الفيس بوك.
ويأتى بعد ذلك مَن يلوم علينا تأييدنا وفرحتنا بمحاولة الانقلاب العسكرى ضد أردوغان، بدعوى أن ذلك يتنافى مع مبادئ الديمقراطية وخيار الشعب التركى الذى يجب أن نحترمه؛ من حقنا أن نفرح فى أردوغان ونتمنى سقوطه لأنه هو وجماعته أعداء لمصر وشعبها، لأنه وجماعته لم يحترموا اختيار ورغبة المصريين، ولا اختياراتهم الديمقراطية، أعلنوا علينا العداء بشكل ظاهر، أوى محرضين وإرهابيين قتلوا أبناءنا، ويخططون لقتل المزيد منا؛ من حقنا أن نفرح عندما نجده كفأر مذعور يتحدث من خلال هاتف، ليحرض الأتراك على مواجهة جيشهم، هذه سهام منه وردت إليه؛ كيف سيحكم أردوغان دولة جيشها خانه كيف سيحكم دولة يريد لها عزة بجيش عراه؟!
كيف يلوموننا أننا نريد أن يطاح بأردوغان ونظامه الإخوانى الذى يعيش على أمل أن يعيد نظام إخوانى نحن عزلناه للحياة.
كيف يقبل الشعب التركى أن تأوى حكومته إرهابيين يهددون جيرانهم وقتلة سفكوا الدماء ويعيشون تحت حماية رئيسهم؟!